بحوث ودراسات

ضحايا العمليات الإرهابية في الجنوب.. (دراسة حالة العاصمة عدن انموذجا) للفترة من 2011- 2023م

الملخص: تحاول هذه الورقة البحثية رصد وتوثيق ضحايا التنظيمات الإرهابية اليمنية ضد شعب الجنوب للفترة من 2011م – 2023، ومن خلال المنهج التاريخي والإحصائي سعت هذه الدراسة لمعرفة التسلسل الزمني للهجمات الإرهابية في العاصمة عدن وما خلقته تلك العمليات من جرائم بشعة في الأرواح والممتلكات داخل المجتمع الجنوبي في عدن.

وقد توصلت الدراسة لعدد من النتائج والتوصيات:

الكلمات المفتاحية: الضحايا – التنظيمات الارهابية– العاصمة عدن

Summary

attempts to monitor and document the victims of Yemeni terrorist organizations against the people of the South for the period from 2011 AD – 2023. Through the historical and statistical approach, this study sought to know the chronology of terrorist attacks in the capital, Aden, and the heinous crimes these operations created in lives and property within the southern community in Aden. .

The study reached a number of results and recommendations:

Keywords: victims – terrorist organizations – the capital, Aden

المقدمة:

يعد الإرهاب من أشد الآفات فتكاً في المجتمعات، ولقد عانى الجنوب من جرائم هذه الظاهرة الدخيلة على الهوية والثقافة الجنوبية، والتي تم تعزيزها من قبل الجهات المناوئة للجنوبيين وقضيتهم العادلة عبر القوى اليمنية بمختلف انماطها لطالما لهم هدف مشترك هو استهدف تعكير الأمن وزعزعة الأمن الاستقرار على أرض الجنوب.

وفي هذه الورقة حاولنا أن نميز بين ضحايا الإرهاب، عن سواه من ضحايا الصراع الأخرى، وتبين لنا أن المشرع يُقصد بضحايا الإرهاب كل شخص تضرر مباشرة أو كل فرد من أفراد أسرة شخص توفي نتيجة جريمة إرهاب، كما يحق لأفراد أسر الضحايا الناجين الانتفاع ببعض أنواع خدمات الدعم وإجراءات الحماية.

  • ضحايا الإرهاب:

إن ضحايا الإرهاب: المقصود بهم أولئك الأشخاص الذين واجهوا الإحساس بالموت الوشيك أو الرعب، نتيجة تعرضهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة للحادث الإرهابي سواء كانوا مصابين أو لاجئين ومهجرين أو مختطفين أو نازحين قسريًا، أو يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة مشاهدتهم لأحداث القتل والتفجير بصورة مباشرة أو عبر الشاشات.

إن جريمة الإرهاب هي جريمة ترتكب بهدف إثارة ذعر سكان الدولة أو مجموعة من الناس، ولكي يعتبر الفعل جريمة إرهاب فلا بد أن يكون من شأنه القدرة على إلحاق الضرر الجسيم بدولة ما مثلاً والقدرة على تشكيل عبء بالغ على المجتمع.

وهنا قدمنا مبحثا توثيقيا؛ لأبرز الأحداث الإرهابية التي نفذت في العاصمة الجنوبية عدن منذ عام 2011م- 2023م ولمدة (13) عاما، حيث عانى شعبنا في الجنوب بشكل عام والعاصمة عدن بشكل خاص كل أنواع الموت والقتل والتدمير للأرض والانسان لاسيما بعد انتشار التنظيمات الإرهابية، تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وداعش وأنصار الشريعة، كل تلك التنظيمات كلها تم توظيفها توظيفا سياسيا من قبل سلطة صنعاء بغرض زعزعة الامن والاستقرار في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى وتسليط تلك التنظيمات ضد القوات الجنوبية والشخصيات السياسية المناهضة للقوات اليمنية في مدن الجنوب وكذلك تدمير البنية التحتية وتعطيل عجلة التنمية للأرض والإنسان معا.

  • العاصمة عدن:

تقع على ساحل خليج عدن، وتعد العاصمة السياسية لشعب الجنوب منذ فجر الاستقلال حتى عام 94م سقطت في يدي الغزاة اليمنيين، ومنها انطلقت الثورة التحررية السلمية لمواجهة قوى نظام صنعاء، ويمثل سكان محافظة عدن ما نسبته (3%) من أجمالي سكان الجنوب تقريبا، وعدد مديريات المحافظة (8) مديريات، وتشكل عدن أنموذجاً متميز لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الإنتاجي، إذ جمعت بين الأنشطة الصناعية والسمكية والتجارية والسياحية والخدمية، وتنبع أهميتها من كونها ميناءً تجارياً مهماً ومنطقة تجارة حرة إقليمه ودولية.

 وتكتسب الصناعة مقوماتها من مجموعة مصانع ووحدات إنتاجية أهمها مصفاة عدن. ويوجد في أراضي العاصمة عدن بعض المعادن، من أهمها (الاسكوريا والبرلايت) والزجاج البركاني ومعادن طينية تستخدم في صناعة الإسمنت والطوب الحراري.

وتشتهر عدن بمعالم سياحية كثيرة ومتنوعة من أهمها صهاريج الطويلة، قلعة صيرة، منارة عدن، وعدد كبير من دور العبادة كالمساجد والكنائس والمعابد، وشواطئها السياحية جميلة وجذابة. ومناخ المحافظة حار نسبياً خلال أيام السنة، إذ يصل متوسط درجة الحرارة في عدن خلال أيام السنة بحدود (29) درجة.

وتقع محافظة عدن على ساحل خليج عدن، بين دائرتي عرض (47- 12) شمال خط الاستواء. وتبلغ مساحتها حوالي (750) كيلومتر مربع تتوزع على ثمان مديريات وذلك بحسب التقسيم الإداري لعام 2004م.

ويبلغ عدد سكان العاصمة عدن وفقاً لنتائج التعداد السكاني لعام2004م (589419) نسمه، وينمو السكان سنوياً بمعدل (3.77%.)؛ وسبب الهجرة والنزوح من محافظات الشمال في اليمن ارتفعت نسبة السكان فوق النصف وفقًا لآخر الإحصائيات في عام 2023م التي قدرت عدد سكان العاصمة عدن حوالي 1,079,670 نسمة، وقد بلغ معدل النمو السكاني فيها هذا العام ما يعادل 3.33%، بزيادة تقدر بحوالي 34,759 نسمة عن العام الماضي، ويقدر الآن عدد سكان عدن في عام 2024 بـ 1,116,193  نسمة ومن المتوقع أن يزيد عدد السكان فيها في عام 2030م ليصل إلى حوالي 1,364,118 نسمة([1]).

المطلب الأول:

 أرقام إحصائية للعمليات الإرهابية في العاصمة عدن

تعيش عدن وضع مأسوي مركب ومعقد فيه الكثير من المفارقات الكبرى، حيث تبدو وكأنها عواصم في عاصمة: فهي عاصمة الشرعية والانتقالي وعاصمة الجنوب وقضيته وحراكه ومنظومته السياسية والعسكرية وعاصمة الاحزاب والكتل والمجالس والمنظمات.. وعاصمة الجميع دون استثناء على اختلاف مشاريعهم وانتماءاتهم السياسية والايديولوجية ووظائفهم واعمالهم ونشاطاتهم الحرة وغير الحرة.

وهي عاصمة الخلايا التي تنمو تحت الأرض والإعلام الحر الذي يثير كثير من الفتن ويوفر شِباك الاصطياد لذوي المهارات الشعبوية الرائجة التي تملأ فضاءات التواصل الاجتماعي بركامها القبيح. عدن مفتوحة أمام الجميع وهي مأوى للنازحين وللباحثين عن أي شيء وعن كل شيء في زمن الحرب الرهيبة رغم كل ذلك في مستهدفة استهداف مباشر من التنظيمات الإرهابية اليمنية منذ بداية العشرينات من مطلع القرن المنصرم حتى هذه اللحظة. 

عدن ظلت ومازالت صامدة أمام المؤامرات التي تحاك ضدها فقد ثبتت التجارب على مر العصور فشل محاولات نقل التجارب والمشاريع وفرضها على ارادة الشعب الجنوبي ليفرض عليه مشروع اقامة إماراته التي كان يسعى بتحويلها إلى نواة لهيكل الدولة الاسلامية المزعومة التي حلمَ بإقامتها أُمراء وتجار الحروب الإرهابيين محاولين مغالطة المواطن برفع الشعارات الرنانة الشكلية البعيدة عن اقامة وتحقيق العدل والمساوة التي كاد المواطن البسيط ان ينساق خلفها، لكنه بوعيه وبإدراكه الوطني لخطورة هذا النهج والطريق المدمر أبى ان ينجر خلفهم رافضاً استمرار هذا المشروع ليسقطه في مزبلة التاريخ.

لقد تعرضت العاصمة عدن لعدد كبير من العمليات الإرهابية بوسائل متعددة منها السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والتفجيرات والاغتيالات والمواجهات المسلحة وفي هذه الورقة البحثية حاولنا أن نقف عند أبرز تلك العمليات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة عدن بمديرياتها الثمان محاولين كشف الجرائم الجسيمة التي تعرضت له هذه المدينة الصغيرة في هذه المنطقة الحساسة من الوطن العربي والعالم ومعرفة الدور أراد لها أعداءها أن يضعوها فيه.

جدول رقم(1)

يوضح عدد ونسب العمليات الإرهابية في العاصمة عدن2011- 2023

  العام  عدد العمليات  النسبة المئوية %
 2011165%
20123916%
 2013186%
2014155%
20153113%
20168932%
 2017218%
2018197%
 201983%
202072%
 202172%
202261%
202300%
المجموع  276100%
مصدر الإحصاءات: جهود الباحث من الصحافة المحلية والتقارير الدولية[i]  

مما سبق تبين الاتي:

  1. أن عدد العمليات الإرهابية في العاصمة عدن بلغت نسبة عالية جدا تقدر( 276) عملية إرهابية، بمعدل عملية إرهابية كل شهر ونصف، وهذه الامر لم يحصل في أي مدينة أخرى من مدن العالم العربي أو الإقليمي او العالمي الذي تعرض للجرائم الإرهابية لاسيما في هذه الفترة المحددة في زمن الدراسة.
  2. أن تلك العمليات جاءت عملية تنفيذها تصاعديا ابتدأ من عام 2011م الذي نفذت فيه (16) عملية إرهابية وهو العام الذي رافق سقوط نظام صنعاء أثر الخلاف السياسي بين القوى المتصارعة هناك؛ حيث عمل نظام صنعاء تسليم المعسكرات والأسلحة للتنظيمات الإرهابية في كلا من ابين وشبوة والبيضاء وعدن.
  3.  بعد تحرير عدن من المليشيات الحوثية وخروج حركة الاخوان المسلمين من المشهد السياسي في عدن متمثلا في المحافظ نائف البكري ثم توالت العمليات الإرهابية في تصاعدها حتى بلغت ذروتها بمعدل (86) عملية إرهابية في عام 2016م فقط وهو العام الذي استلم الجنوبيون إدارة محافظات الجنوبية بعد تحرريها من عناصر الاخوان والتنظيمات الإرهابية وهذا يدل على العلاقة المباشرة بين التنظيمات الإرهابية وحركة الاخوان المسلمين.
  4. أن الجهود الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وبدعم من دولة الامارات العربية المتحدة استطاعت أن تحجم من تلك العمليات الإرهابية منذ عام 2018 حيث بدأت تنخفض تلك العمليات في الأعوام (2018- 2029- 2020- 2021- 2022)
  5. مثل عام 2023م عام الاستئصال والتطهير الكلي للتنظيمات الإرهابية وعناصرها في العاصمة عدن إذ بلغ نسبة تنقيذ العمليات الإرهابية (% 0) وهذا يعد انتصارا كبيرا حققته القوات الأمنية والعسكرية في العاصمة عدن.

شكلان بيانيان رقم(1)

يوضحان عدد ونسب العمليات الإرهابية في العاصمة عدن2011- 2023م

المطلب الثاني:

 الأضرار والآثار السلبية التي أفرزها الإرهاب في الجنوب 

لقد عانت عدن ومحافظات الجنوب من ظاهرة الإرهاب منذُ طلع التسعينات وقد عاش شعب الجنوب سنوات طويلة تحت وطأة الإرهاب الفكري والمادي، ومورس على شعب الجنوب عنف لم يسبق له مثيل في أي مكان آخر، وذلك باسم إسلام غريب عن قيمة ومبادئه العريقة، وقد حاول أن يقضي على كل بارقة أمل في الحداثة التي يمكن أن تأتي من خلال الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشعب، وبناءً على ذلك سنحاول إبراز أهم الاضرار والنتائج السلبية التي أفرزها الإرهاب على الأرواح والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.  

جدول رقم (2)

يوضح أضرار الأعمال الإرهابية، البشرية والمادية

   العام  عدد العمليات  الاضرار   البشريةالاضرار المادية
الشهداءالجرحىالمجموعمركبات    مباني ومنشئات  نهب أموال بنوك مباني تجارية  المجموع
 201116397211127171651
201239394988231531152
 2013181510251092930
20141520173711161533
2015316252114 59124580
201689289321610162911157
 2017211119911018170237
2018197514421921180645
 20198411121531690530
2020742101143720312
 202172747741690732
202264055951580225
2023000000000
مصدر الإحصاءات: جهود الباحث من الصحافة المحلية والتقارير الدولية والمقابلات الشخصية

ومن خلال الرصد الميداني للأحداث التي شهدتها العاصمة عدن كما هو مبين في الجدول أعلاه تبين لنا الحقائق كما هي مبينة في الجدول السابق وهي كالاتي:

  1. بلغ عدد العمليات الإرهابية في العاصمة عدن 276 عملية إرهابية في  (13) سنة وهي نسبة كبيرة أي بمعدل (21) عملية إرهابية في السنة.
  2. بلغ عدد الشهداء والجرحى (1779) من جراء العمليات الإرهابية في العاصمة عدن منهم (800) شهيدا و(1079) جريحا معظم جراحاتهم بليغة لاسيما أن معظم العمليات كانت عمليات انتحارية.
  3. بلغ عدد المركبات التي تضررت من اثر العمليات الإرهابية تضررا كليا ( 239) مركبة عامة وخاصة.
  4. بلغ عدد المباني والمنازل العامة والخاصة الت تضررت من إثر العمليات الإرهابية (161) مبنى عام وخاص.
  5. بلغ عدد البنوك والمصارف التي تم نهبها والسطو عليها بقوة السلاح من قبل العناصر الإرهابية (12) بنكا ومصرفا عاما وخاصا.
  6. بلغ عدد المحلات التجارية التي تضررت من إثر العمليات الإرهابية في العاصمة عدن (72) محلا تجاريا.

شكل بياني رقم (2)

يوضح الاضرار البشرية المباشرة في الأرواح

رسم بياني رقم (4)

يوضح اضرار البشرية من جراء الاعمال الإرهابية

المطلب الثالث: مسرح وأنواع العمليات الإرهابية  

  1. مسرح العمليات الإرهابية
  العام  جدول رقم (3) يوضح مسرح العمليات الإرهابية في العاصمة عدن
المنصورةكريترالمعلاالتواهي خور مكسر الشيخ عثماندار سعدالبريقة
201142223111
20121232112342
201343222221
201441114112
201554343345
201629114218889
201732215321
201851122321
201921012011
202011002111
202121102010
202210200111
202300000000
 المجموع7230201655262825
مصدر الإحصاءات: جهود الباحث من الصحافة المحلية والتقارير الدولية والمقابلات الشخصية


من الجدول أعلاه تبين أن مسرح العمليات الإجرامية للتنظيمات الإرهابية في العاصمة عدن توزع على كل المديريات ولم يستثن احد منها حيث طانت مديرية المنصورة في المرتبة الأولى حيث بلغ عدد العمليات ( 69) عملية إرهابية وجاءت مديرية خور مكسر في المرتبة الثانية وبلغت عدد العمليات التي نفذت فيها (60) عملية بينما جاء في المرتبة الثالثة مديرية  كريتر بمعدل 34 عملية وفي المرتبة الرابعة والخامسة جاءتا مديريتي الشيخ عثمان (28) عملية ومديرية دار سعد بعدد( 28 ) عملية، بينما جاءت في المرتبة السادسة مديرية البريقة بعدد (25 ) وجاءت مديرية المعلا في المرتبة السابعة بعدد (18) عملية وفي المرتبة الأخيرة جاءت مديرية التواهي بمعدل 14 عملية. عملية ومديرية

شكل بياني رقم (7)

يوضح مسرح العمليات الإرهابية

شكل رقم (8)

يوضح مسرح العمليات الإرهابية في مديريات العاصمة عدن


  • أنواع العمليات الإرهابية

جدول رقم (4)

يوضح أنماط العميات الإرهابية

   العام  نوع العمليات  المجموع
انتحاريةاغتيالمواجهة مسلحةاختطافسطو ونهبهجمات صاروخية 
 201164201316
2012710348739
 201338302218
201433611115
2015613532231
201630361532389
 201769311121
2018510300119
 20192220118
20201220117
 20212230007
20225100006
20230000000
  المجموع7610047121922276
مصدر الإحصاءات: جهود الباحث من الصحافة المحلية والتقارير الدولية والمقابلات الشخصية

تبين من الجدول أعلاه تبين أن استخدام الاغتيالات جاءت في المرتبة الأولى بمعدل (100) عملية اغتيال وبنسبة (37%) وفي المرتبة الثانية جاءت العمليات الانتحارية بمعدل (76) عملية بسيارة مفخخة أو حزام ناسف، وبنسبة بلغت(28%) وقد جاءت المواجهات المسلحة في المرتبة الثالثة بمعدل (47) عملية إرهابية بنسبة(17%) ثم تلتها الهجمات الصاروخية بمعدل (22) عملية هجوم صاروخية وبنسبة (8%) وفي المرتبة الرابعة جاءت عمليات السطو والتقطع بمعدل (19) عملية سطو وتقطع وبنسبة (6%) وفي المرتبة الأخيرة جاءت عمليات الاختطاف بمعدل (12) عملية اختطاف بنسبة(4%).

رسم بياني رقم(9)

يوضح أنماط العميات الإرهابية

شكل بياني رقم (10)

يوضح أنماط العميات الإرهابية

  •  أدوات الجرائم الإرهابية والفئات المستهدفة

جدول رقم(4)

يوضح أدوات الجريمة في الهجمات الإرهابية

   العام  أدوات الجريمة الإرهابية  المجموع
سيارة مفخخةحزام ناسفعبوة ناسفة  أسلحة خفيفة ومتوسطة ذبح واحراق وتدمير سجن وتعذيب
201142640016
2012149214039
201320392218
201432721015
2015508123331
201626913307489
201756541021
201834641119
20191133008
20202221007
20212122007
20223021006
20230000000
المجموع573166931910276
مصدر الإحصاءات: جهود الباحث من الصحافة المحلية والتقارير الدولية والمقابلات الشخصية

مما سبق تبين أن الأسلحة الأكثر استخداما لدى التنظيمات الإرهابية هي الأسلحة الخفيفة والمتوسطة إذ بلغت عمد العمليات المنفذة بتلك الوسائل (93) عملية إرهابية وجاء في المرتبة الثانية العبوات الناسفة إذ بلغ بمعدل استخدامها في العمليات الإرهابية (66) عملية إرهابية بينما جاءت السيارات المفخخة بمعدل (57) سيارة مفخخة وقد كانت تلك الأداة أكثر فتكا ودمارا وجاءت في المرتبة الرابعة، وجاءت الاحزمة الناسفة بمعدل (31) عملية انتحارية بحزان ناسف وكانت في المرتبة الخامسة عملية الاحراق والذبح والتدمير بمعدل (19) عملية وفي المرتبة الأخيرة جاءت الاختطاف والسجن والتعذيب  بمعدل (10) عمليات إرهابية.

جدول رقم (5)

يوضح أدوات الجريمة المستخدمة في العمليات الإرهابية

     المجموعأدوات الجريمة الإرهابية  المجموع
سيارة مفخخةحزام ناسفعبوة ناسفة  أسلحة خفيفة ومتوسطة ذبح واحراق وتدمير سجن وتعذيب
573166931910276
النسبة %21%12%24%34%6%3%100%
مصدر الإحصاءات: جهود الباحث من الصحافة المحلية والتقارير الدولية والمقابلات الشخصية

شكل رقم (12) يوضح نسب استخدام أدوات الجريمة في العمليات الإرهابية

  • الشخصيات المستهدفة في العمليات الإرهابية

جدول رقم(6)

يوضح الشخصيات المستهدف في العمليات الإرهابية في العاصمة عدن

  العامالفئات المستهدفة من العمليات الإرهابية في العاصمة عدن
 
 المجموع
القيادات السياسيةالأجانبالقيادات العسكرية والأمنيةالجنودالاعلاميون والصحفيونالمدنيونالقضاء ورجال الدين
2011013704116
201214814012039
2013102429018
2014102705015
20152351503331
20166026320151089
20172061002121
20181051300019
201910222108
202010231007
202110321007
202200401106
202300000000
المجموع17176490155023276
مصدر الإحصاءات: جهود الباحث من الصحافة المحلية والتقارير الدولية والمقابلات الشخصية

مما سبق تبين أن الفئات المستهدفة من قبل التنظيمات الإرهابية هي القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية المناهضة لقوى الإرهاب في اليمن فقد كانت الفئة الأكثر استهدافا هي القوات الأمنية والعسكرية الجنوبية المناهضة للإرهاب إذ بلغ عدد العمليات الإرهابية التي استهدفتها (90) عملية إرهابية وجاءت القيادات العسكرية في المرتبة الثانية من حيث الاستهداف فقد بلغ عدد العمليات الإرهابية (64) عملية إرهابية، وفي المرتبة الثالثة كان المواطنون الجنوبيين في مسرح العمليات الإرهابية إذ بلغ عدد العمليات ( 50) عملية إرهابية وجاءت فئة القضاة ورجال الدين في المرتبة الرابعة بمعدل (23) عملية إرهابية، وفي المرتبة الخامسة والسادسة القيادات السياسية والأجانب بمعدل (17) عملية لكل واحدة وفي المرتبة الأخيرة جاءت فئة الصحفيين بمعدل (15) عملية إرهابية .

المطلب الرابع: الأثار السلبية

  1. اثار الإرهاب في المجال الاقتصادية والتنموية

يسبب الإرهاب خسائر بشرية ومادية تؤثر سلباً على فرص التنمية, عبر ما خلّفه من خسائر في الأرواح البشرية, وتدمير الهياكل الأساسية، وخروج رؤوس الأموال، وخلقه لحالات من عدم اليقين والتشويه في الإمكانيات الاقتصادية، فضلا عن التكاليف المباشرة عبر مختلف الاستثمارات في مجالات الأمن, من وسائل مادية وبشرية، سواء كانت إصابات جسدية مادية أو أمراض مزمنة أو عقلية, مما تثقل كاهل شعبنا ،غير أن هذه الخسائر الاقتصادية الكبيرة ليست سوى واحدة من عواقب الإرهاب، إذ كانت عرقلة التنمية الاقتصادية أسوء نتيجة شهدها الجنوب.

وقد قدرت تلك الاضرار المادية بملايين الدولارات وكذلك تعطيل عجلة التنمية والاستثمار الذي اصاب العاصمة عدن مخلفا ملايين الدولارات خلال فترة 13 عاما:

  • تأثير الإرهاب في المجال الاجتماعي:

أثر الإرهاب بشكل مباشر على الحقوق الاجتماعية، من خلال الاعتداءات على المنشآت القاعدية والصناعية، مما يؤدي إلى نقص الحركية الاقتصادية من جراء عزلة السكان ونقص فرص توظيفهم، ومنها انخفاض القدرة الشرائية، وانتشار البطالة، كما له الأثر السلبي البالغ في مجال التربية والتعليم من خلال استفحال ظاهرة التسرب المدرسي، بالإضافة إلى نشر أفكار متطرفة ضد المرأة، مما يؤدي إلى ظهور ممارسات العنف ضد المرأة، والتمييز في حقوقها الاجتماعية خصوصا في الوسط الريفي.

كما يستهدف التطرف العنيف ودعاته أيضا طبقات المجتمع التي أنهكتها الأمية وهمشتها. واستغلال قلة علمهم لتغليطهم بالمفاهيم الدينية المتطرفة، لا سيما مفهوم الجهاد بوسائل دعائية تجعل وبشكل مبالغ فيه تجاهل الجهاد أو التقاعس فيه ذنباً عظيماً، فيما قد تؤجج هذه الدعاية لدى بعض الأشخاص شعوراً بالذنب للإتحاف بأفكار الأصوليين.

بالإضافة إلى ذلك، القيود التي يفرضها التطرف على مجال الحريات الدينية من خلال سياسة التكفير المنتهجة من طرف الجماعات الإرهابية ؛ مما يؤدي إلى خلق تشنج العلاقات, تؤدي في بعض الأحيان للكراهية, والعدوان ما بين فئات المجتمع المعتنقة لديانات أخرى وحتى تلك الملحدة، مما يقود لعزلة المجتمع الصادرة منه أشكال هذا التطرف عن المجتمعات الأخرى، بشكل تصبح فيه فرص السفر والتنقل نحو البلدان الأخرى من المسائل العويصة, وأحيانا مستحيلة لصعوبة نيل التأشيرات المناسبة مما لا يمكن البعض من زيارة أهاليهم في الخارج, وربما تقلل من فرص العلاج أو الدراسة بها.

  • تأثير الإرهاب في المجال الثقافي:

 الإبداع وحرية التعبير, من المجالات التي تستهدفها الجماعات المتطرفة, بغرض قمعها, بحكم تنافي حرية الإبداع والرأي مع افكار الجماعات الاستئصالية، كما تعاني أيضا نخبة الفنانين من تهديدات هذه الجماعات, بالإضافة للخطر على المعالم التاريخية التي لا تتماشى مع مناهج هذه الجماعات الضالة، كل ذلك يجعلنا نؤكد بحكم التجربة التي مرت بها عدن أن الإرهاب يقلل من الدوائر الثقافية والعلمية، فقد اغتيل رجال ونساء, كانت مهنتهم الإبداع الأدبي والفني, وفضل البعض الآخر شد الرحال بعيداً عن الوطن, هروباً من العنف، كما تهجم الإرهاب أيضا على التراث المادي والمعنوي, وكذلك البنى التحتية الثقافية. لقد ألحق الإرهاب في الميدان الثقافي خسائر فادحة ظاهرة وخسائر أخرى، لا يمكن تقييمها سوى على المدى الطويل. 

لقد توصلت الدراسة نتيجة عامة مفادها:

إن شعب الجنوب لم يواجه مأساة أسوأ من تلك التي أنتجتها الاستراتيجية اليمينة، ولا تزال هذه المأساة تعصف بالجنوب حتى اللحظة، ولم تعد ظاهرة الإرهاب تشكل أولوية لدى الأمريكيين والأنظمة المتحالفة معهم، أما بالنسبة لشعوب المنطقة فإن فرق الموت تعددت وأصبح القتل مجاني وعلى قارعة الطريق. ثمة خطورة في أن تصبح تلك التنظيمات مشروعاً في المنطقة إذا أن ظل الخذلان الذي تعرض له الجنوب العربي ومشروعه التحرري، في هذه المرحلة، حيث استهدف المجلس الانتقالي وما زال يستهدف؛ لأن حامله الأساسي هم الجنوبيون واستهدفت المقاومة لأن معظم محتواها من أبناء الجنوب ومن المعلوم للجميع لا يمكن للمنطقة أن تتعافى من ظاهرة الإرهاب إلا بالتخلص من جماعة الإخوان المسلمين وميلشياتها الإرهابية في الجنوب؛ لكونهم النواة الداعمة لتلك التنظيمات الإرهابية.

وفيما يخص النتائج التفصيلية: فقد كانت نتائجها كالاتي:

  1. إن فتوى صيف (94) مازالت سارية المفعول؛ حيث استباح الإرهاب مدن الجنوب فقط، فمن بين (22) محافظة يمنية ضربت العمليات الانتحارية والإرهابية محافظات الجنوب (عدن لحج أبين حضرموت شبوة الضالع) بنسبة (97 % ) بينما المحافظات اليمنية الاخرى(15) محافظة نالت نسبة (3%) وهذه النتيجة تكفي لكشف زيف النظام اليمني في مكافحة الإرهاب وكشف أيضا أن الإرهاب السياسي القادم من صنعاء مقصده الرئيس هو احتلال الجنوب ونهبه وتحويله إلى نقطة إرهاب عالمي.
  2. كشف الدراسة الاحصائية أن العاصمة عدن التي تعد رمزية سياسية واقتصادية استراتيجية للجنوب احتلت المرتبة الأولى عالميًا في عدد العمليات الإرهابية الانتحارية بنسبة كبيرة جدًا.
  3. أن تلك العمليات جاء تنفيذها تصاعديًّا ابتدأ من عام 2011م الذي نفذت فيه (16) عملية إرهابية وهو العام الذي رافق سقوط نظام صنعاء أثر الخلاف السياسي بين القوى المتصارعة هناك؛ حيث عمل نظام صنعاء تسليم المعسكرات والأسلحة للتنظيمات الإرهابية في كلا من محافظات (أبين وشبوة والبيضاء وعدن).
  4.  بعد تحرير عدن من المليشيات الحوثية وخروج حركة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي في عدن زادت العمليات الإرهابية في تصاعدها حتى بلغت ذروتها بمعدل (86) عملية إرهابية في عام 2016م فقط، وهو العام الذي استلم الجنوبيون([ii]) إدارة محافظات الجنوب بعد تحرريها من عناصر الإخوان والتنظيمات الإرهابية، ف وهذا يدل على العلاقة المباشرة بين التنظيمات الإرهابية وحركة الاخوان المسلمين.
  5. تكرار هذا النموذج في ابين وشبوه فحين خرجت جماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي في شبوه وابين تصاعدت العمليات الإرهابية في تلك المحافظتين حتى اللحظة.
  6. وسيتكرر هذا المشهد حين تخرج جماعة الإخوان من مدينة سيئون وفقًا للمعطيات السابقة فكلما خرجت جماعة الإخوان من مدينة جنوبية حولتها إلى وكرًا للإرهاب إلا صنعاء التي مازالوا يحافظون عليها.
  7. بينت الدراسة أن الأعوام 2015- 2016- 2017م كانت أكثر الأعوام دموية وهي الأعوام التي برزت فيها الدور الوطني لشعب الجنوب في مواجهة الحوثيين والإخوان المسلمين من عدن ومدن الجنوب وهذا دليلًا واضحًا أن تلك الأطراف هي الداعم الرئيس لتلك التنظيمات الإرهابية.  

الهوامش:


[1]) https://worldpopulationreview.com/world-cities/aden-population


[i]) أبرز المصادر عدد من الصحف المحلية (الأيام- اليوم الثامن- الأمناء- الطريق-) المواقع الإخبارية مراكز الرصد والتوثق التقارير الأمنية المقابلات الشخصية مع ضحايا الإرهاب.

!!)  شكل إعلان قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي لعدد من القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية لقيادة محافظات الجنوب تحولا مهما في تاريخ الحركة الثورية الجنوبية لاسيما أن المرحلة التي تمر بها مدن الجنوب كان صعبا لاسيما ان العاصمة الجنوبية عدن صارت مرتعا للإرهاب في الظروف الصعبة التي تمر بها كمهمة فدائية في ظل تزايد الهجمات الإرهابية العنيفة التي ضربت العاصمة وأوقعت مئات الضحايا اغلبهم مدنيون بيدي العصابات الارهابية والظلامية فقد عملوا في سبيل انتشالها من العنف والفوضى والتطرف والإرهاب. وأبرزت تلك القيادات وهم كنحو الاتي: 

1-         القائد اللواء عيدروس الزبيدي محافظا لعدن.

2-         القائد ناصر الخبجي محافظا لمحافظة لحج.

3-         القائد اللواء / احمد سعيد بن بريك محافظا لمحافظة حضرموت.

4-         القائد فضل الجعدي محافظ محافظة الضالع.

5-         القائد اللواء سالم السقطري محافظا لمحافظة سقطرى

6-         القائد حامد لملس محافظا لمحافظ شبوه.

7-         القائد اللواء ابو بكر حسين محافظ محافظة ابين. 

8 – لقد عين القائد الزبيدي بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي، محافظا للعاصمة عدن في السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2015، خلفا لمحافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد رحمه الله الذي اغتيل في تفجير إرهابي استهدف موكبه في جولد مور بالتواهي يوم الـ30 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015م.

د. صبري عفيف

رئيس تحرير مجلة بريم الصادرة عن مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى