الفعاليات والأنشطة

“صوتك يهمنا”.. تقييم حملات (أكتوبر الوردي) والتوعية بسرطان الثدي

المقدمة:          

  يسهم الإعلام بشكل كبير في تشكيل الرأي العام، وتوجيه السلوكيات. ومن هذا المنطلق، قامت مؤسسة اليوم الثامن بإجراء استطلاع رأي لقياس مدى تأثير الحملات التوعوية التي ترافق شهر أكتوبر الوردي في رفع مستوى الوعي بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي. كما سعى الاستطلاع إلى تحديد القنوات الإعلامية الأكثر تأثيرًا في هذا المجال، والرسائل التي تحقق أكبر قدر من التفاعل والتغيير في السلوك.

ويشكل سرطان الثدي تهديدًا صحيًا كبيرًا للنساء في مجتمعنا، وعلى الرغم من الجهود المبذولة في مجال التوعية، إلا أن هناك حاجة ملحة لتقييم مدى فعالية هذه الجهود.

أهمية التقرير

  تبذل جهود في مجال التوعية بسرطان الثدي، إلا أن هناك فجوة كبيرة بين الوعي النظري والسلوك العملي لدى كثير من النساء. وللحديث أكثر حول خطورة المرض وأهمية الفحص المبكر لمكافحته، شاركت مؤسسة اليوم الثامن بعمل مجموعة من الأنشطة والفعاليات لمواكبة شهر أكتوبر الوردي للعام 2024م.

يُعدُّ سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في العالم، ولهذا السبب وحده يستحق اهتمامًا كبيرًا. ولكن هناك أسباب أخرى تجعل هذا المرض موضوعًا بالغ الأهمية:

  1. يصيب سرطان الثدي ملايين النساء سنويًا، مما يجعله تهديدًا صحيًا عالميًا.
  2.  يؤثر سرطان الثدي بشكل كبير على جودة حياة المصابات به، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في وقت مبكر.
  3. تتطلب علاجات سرطان الثدي موارد مالية كبيرة، مما يمثل عبئًا على الأفراد والمجتمعات.
  4. يمكن الوقاية من سرطان الثدي أو اكتشافه في مراحله المبكرة من خلال الفحوصات المنتظمة، وتبني نمط حياة صحي، مما يزيد من فرص الشفاء.
  5. تُعدُّ التوعية المجتمعية بأهمية الفحص الذاتي للثدي والفحوصات الطبية الدورية ضرورية لتشجيع النساء على الاهتمام بصحتهن.
  6. الأبحاث المستمرة، هناك جهود بحثية مستمرة لتطوير علاجات جديدة وفعالة لسرطان الثدي وتحسين جودة حياة المصابات به.

أهداف التقرير:

 يهدف هذا التقرير إلى تقييم تأثير الحملات التوعوية بسرطان الثدي على الوعي العام بأعراض المرض وطرق الوقاية منه، وذلك من خلال تحليل نتائج استبيان تم توزيعه على عينة عشوائية من النساء في محافظة عدن. وسيتم استعراض النتائج المتعلقة بمصادر المعلومات التي تعتمد عليها النساء، ومعرفتهم بأعراض المرض، وممارساتهن المتعلقة بالفحص الذاتي والفحص الطبي، فضلًا عن تقييم تأثير هذه الحملات على سلوكياتهن الصحية. ومن المتوقع أن تسهم نتائج هذا البحث في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتوعية بسرطان الثدي، وتحسين صحة المرأة.”

أسئلة التقرير الاستطلاعي

  • ما هو مستوى وعي النساء بسرطان الثدي؟
  • ما هي العوامل التي تؤثر على سلوكيات النساء فيما يتعلق بالكشف المبكر؟
  • ما هي أبرز التحديات التي تواجه حملات التوعية؟
  • ما هي الاحتياجات المتعلقة بالدعم النفسي والاجتماعي لمرضى سرطان الثدي؟

عينة الدراسة:

تم اختيار عينة عشوائية من النساء والفتيات من خلال لقاءات توعوية ومقابلات استطلاعية ومن خلال تقديم استبانة إلكترونية وبلغ عدد المشاركات في هذه الدراسة 30 امرأة، تم مقابلتهن في حلقة توعية، وعدد 28 امرأة تمت مقابلتها وجهًا لوجه لتعبئة الاستبانة، وعدد 68 امرأة قامت بتعبئة الاستبانة الإلكترونية؛ ليصبح إجمالي العينة 118 امرأة. تجدر الإشارة أن 53.7% من العينة ممن يحملن شهادة البكلاريوس و 20.9% يحملن شهادة الثانوية العامة و 11.9% مستواهم التعليمي أقل من الثانوية مع نسبة بسيطة من حملة شهادة الدكتوراه ممن تفاعلن مع استبانة الدراسة كما أن النساء الموظفات كان لهم النصيب الأكبر في التفاعل، وصلت نسبتهم إلى 52.2% من إجمالي العينة، و34.3% من ربات البيوت و 13.4% من الطالبات، بالنسبة للمنطقة الجغرافية الحضر بلغ إجمالي العينة 92.5% ومن الريف 7.5%.

أدوات الدراسة:

 تم تصميم استبيان إلكتروني لقياس مدى وعي الأفراد بمرض سرطان الثدي، ومعرفتهم بأعراضه وطرق الوقاية منه، فضلًا عن تقييم تأثير هذه الحملات على سلوكياتهم الصحية من خلال المقابلات الفردية وتعبئة الاستبانة.

وتم في هذا التقرير عرض النتائج التفصيلية للاستبيان، وتحليلها، واستخلاص التوصيات اللازمة لتحسين الحملات المستقبلية.

المحور الأول:

 سرطان الثدي، المفاهيم وطرق الوقاية وسبل العلاج

أولا: مفاهيم عامة

إن سرطان الثدي مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أورامًا. ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة. وتبدأ خلايا سرطان الثدي داخل قنوات الحليب أو الفصيصات المنتجة للحليب في الثدي. والشكل الأولي لها (اللابِد في الموضع) لا يهدد الحياة، ويمكن الكشف عنه في مراحل مبكرة. ويمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أنسجة الثدي القريبة (سرطان الثدي الغزوي). ويخلق هذا أورامًا تسبب كتلًا أو سماكة.

ويمكن أن تنتشر السرطانات الغازية إلى العقد الليمفاوية القريبة أو أجهزة الجسم الأخرى (النقيلة). ويمكن أن تشكل النقيلة تهديدًا للحياة وأن تكون قاتلة. ويعتمد العلاج على الشخص ونوع السرطان وانتشاره. ويجمع العلاج بين الجراحة والعلاج الإشعاعي والأدوية([1]).

بدأ حدث شهر التوعية بسرطان الثدي الوطني في الولايات المتحدة الأميركية أول الأمر في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1985م. وكانت الحملة آنذاك هي شراكة بين الجمعية الأميركية للسرطان مع قسم الأدوية في شركة “إمبيريال كيميكال إنداستري” الطبية للترويج لتصوير الثدي بالأشعة السينية، بوصفه أكثر أداة فعالة لمكافحة سرطان الثدي.

وبمساعدة السيدة الأولى السابقة وناجية سرطان الثدي، بيتي فورد، انطلقت مبادرة التوعية بسرطان الثدي التي استمرت أسبوعًا كاملًا من شهر أكتوبر/ تشرين الأول. يأتي ذلك بعد أن تم تشخيص إصابة بيتي فورد بسرطان الثدي بينما كان زوجها جيرالد فورد رئيسًا للولايات المتحدة آنذاك، لذلك تمكنت بيتي من لفت المزيد من الانتباه إلى المرض.

ثم في أوائل تسعينيات القرن العشرين، بدأت امرأة أميركية تدعى شارلوت هالي، حفيدة وابنة وأخت سيدات عانين من سرطان الثدي، في صنع شرائط يدوية باللون الوردي الخوخي المائل للبرتقالي الزهري.

ووزعت آلاف من تلك الشرائط مع بطاقة مكتوب عليها “الميزانية السنوية للمعهد الوطني للسرطان 1.8 مليار دولار، 5% فقط منها يذهب للوقاية من السرطان. ساعدونا في إيقاظ المشرعين وأميركا من خلال ارتداء هذا الشريط للتضامن معنا ([2]) .

  • تسبب سرطان الثدي في 000 670 حالة وفاة في العالم في عام 2022.
  • نحو نصف جميع حالات سرطان الثدي لدى النساء تحدث دون وجود عوامل خطر محددة غير الجنس والعمر.
  • كان سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء في 157 بلدا في عام 2022.
  • يحدث سرطان الثدي في كل بلد في العالم.
  • تتراوح نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال بين 0.5 و1% ([3]) .

ثانيا: التأثيرات الجسدية والنفسية لسرطان الثدي

 يتعرض مرضى سرطان الثدي إلى تحديات مختلفة خلال رحلة العلاج نحو الشفاء من المرض. إذ يمكن أن تنتابهم سلسلة كاملة من المشاعر المختلطة التي تبدأ من “الشعور بالذنب” لتجاهل الأعراض المبكرة لسرطان الثدي وصولًا إلى “الخوف” من فقدان الثدي أو حتى فقدان الحياة.

فضلًا عن الإصابة التي يتعرض لها جسدهم نتيجة الخضوع طوعًا للجراحة. وعادة ما تصبح ذاكرة المرضى المصابين بهذا المرض طويلة الأمد ويسترجعوا في ذاكرتهم دائمًا ذلك الحدث السيء الذي تعرضوا له في مرحلة ما من حياتهم. والأهم من ذلك، يشعر هؤلاء المرضى بالعزلة والخوف والقلق بشأن احتمال إصابتهم مجددًا بمرض السرطان. إن التعرف على هؤلاء المرضى ومساعدتهم ودعمهم أثناء رحلة علاج السرطان وبعدها أمرٌ في غاية الأهمية ([4]( .

ويوصي الإطار الجديد الذي تم إطلاقه عشية اليوم العالمي للسرطان، البلدان بتنفيذ الركائز الثلاث لتعزيز الصحة من أجل الكشف المبكر والتشخيص في الوقت المناسب والإدارة الشاملة لسرطان الثدي بغية تحقيق الأهداف المنشودة.

هذا الإطار هو عبارة عن مجموعة من التوصيات والخطوات العملية التي تم وضعها لمساعدة البلدان على تحسين استجابتها لمرض سرطان الثدي. يهدف هذا الإطار إلى توفير إطار عمل شامل ومتكامل للكشف المبكر عن المرض، وتشخيصه بدقة، وتوفير الرعاية الشاملة للمريضات.

يركز الإطار على ثلاث ركائز أساسية لتحقيق أهدافه:

تعزيز الصحة:

يهدف هذا الركن إلى رفع مستوى الوعي لدى النساء بأهمية الفحص الذاتي للثدي، والفحوصات الطبية الدورية، وأهمية اتباع نمط حياة صحي.

يشجع هذا الركن على تبني سياسات صحية تحفز على الوقاية من سرطان الثدي، مثل تشجيع التغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام.

الكشف المبكر والتشخيص في الوقت المناسب:

يركز هذا الركن على توفير خدمات الكشف المبكر عن سرطان الثدي بسهولة وفعالية، وذلك من خلال توفير أجهزة الفحص اللازمة وتدريب الكوادر الطبية على استخدامها.

يهدف هذا الركن إلى تسريع عملية تشخيص المرض وتأكيدها، وتوفير خطط علاجية مناسبة لكل حالة على حدة.

الإدارة الشاملة لسرطان الثدي:

يهدف هذا الركن إلى توفير الرعاية الشاملة للمريضات المصابات بسرطان الثدي، التي تشمل العلاج الجراحي والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج الدوائي المستهدف.

يشمل هذا الركن أيضًا توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمريضات وعائلاتهن، وتوفير خدمات إعادة التأهيل.

ولذلك نفذت مؤسسة اليوم الثامن ومؤسسة رواد التنمية جلسات دعم نفسي اجتماعي بعمل للنساء

وخاصة النساء الناجيات من المرض، نظرا لأهمية تقديم الدعم النفسي لهن للتخفيف من القلق والتوتر والاكتاب المصاحب للمرض أو بعد فترة التعافي كما تم تنفيذ جلسة دعم نفسي للأطفال، تم إدراج مجموعة من الأطفال من أبناء الناجيات من سرطان الثدي في مؤسسة رواد التنمية.

 وهدفت هذه الجلسات التي حضرها 30 امرأة التوعية حول سرطان الثدي وطرق الوقاية المبكرة ومساعدة النساء على الاسترخاء والتخلص من التوتر. أيضًا لتعزيز الشعور بالسلام الداخلي والثقة بالنفس.

ومن خلال جلسات الدعم النفسي الاجتماعي تم تقديم مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد النساء على التخفيف من الضغط النفسي، وكذلك في تخفيف حدة التوتر والقلق المصاحبين للمرض، مما يسهم في تحسين الحالة المزاجية والنفسية للمريضات.

إن تعزيز الشعور بالأمان وتعزيز الشعور بأن هناك من يهتم ويدعم ويمنح المريض شعورًا بالأمان والاستقرار، مما يعزز قدرته على مواجهة المرض.

الدعم الاجتماعي يشجع المريض على الالتزام بخطة العلاج الموصوفة له، مما يسهم في تحسين فرص الشفاء.

وفي حال تم الاهتمام الحكومي والمجتمعي بكل الركائز الثلاثة التي حددتها منظمة الصحة العالمية سيكون له عدة فوائد، وسيلعب دورًا في تعزيز الصحة والوقاية من المرض من خلال تقليل عدد الحالات الجديدة. اكتشاف المرض في مراحله المبكرة يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء. وأن توفير الرعاية الشاملة للمريضات يساعد في تحسين نوعية حياتهن وتقليل معاناتهن.

كذلك تخفيف العبء الاقتصادي على الأسر والحكومات. وتعزيز مكانة البلد في مجال مكافحة الأمراض غير المعدية.

باختصار، يهدف هذا الإطار إلى توفير إطار عمل شامل ومتكامل لمكافحة سرطان الثدي، وذلك من خلال التركيز على الوقاية والكشف المبكر والعلاج الشامل. من خلال تطبيق هذا الإطار، يمكن للبلدان تحقيق تقدم كبير في مجال مكافحة هذا المرض الخطير.

تفيد منظمة الصحة العالمية بحدوث أكثر من 2.3 مليون حالة إصابة بسرطان الثدي سنويًا، مما يجعله أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين البالغين. يُعدُّ سرطان الثدي السبب الأول أو الثاني للوفيات الناجمة عن السرطان بين النساء في 95 في المائة من البلدان. ولكن مع ذلك، فإن النجاة من سرطان الثدي غير منصفة على نطاق واسع بين البلدان وداخلها؛ إذ إن ما يقرب من 80 في المائة من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي وعنق الرحم تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل([5]).

ثالثا: طرق مكافحة سرطان الثدي:

الكشف المبكر عن سرطان الثدي والوقاية منه، عملية إدارية منهجية ومستمرة تشمل: التخطيط، والتطوير، والتقييم لبرنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي بما في ذلك صياغة السياسات وتحديد الأولويات. ويجب وضع خطط شاملة للفحص والكشف عن سرطان الثدي بما في ذلك التوعية والتعليم لعامة المجتمع، والتدريب الطبي والتقني للعاملين بالبرنامج، وتطوير عمليات التشخيص الدقيق لسرطان الثدي، يرافقه العلاج في الوقت المناسب. وتقع مسؤولية وضع وتنفيذ برنامج للكشف المبكر عن سرطان الثدي على عاتق وزارة الصحة، أو غيرها من المنظمات ذات الصلة. ويجب أن يكون الهدف العام هو إنشاء آلية للدعم السياسي والتقني للبرنامج، أي تأسيس برنامج ناجح للكشف المبكر عن سرطان الثدي يستند على تأثير عدة أنشطة، هي: الترصد، والحماية، والتوعية والتعليم، والوقاية، والكشف المبكر، وتوفير الرعاية.

الترصد:

يعد المفتاح الرئيس؛ لتقييم حجم المشكلة، ولتطوير واتخاذ الإجراءات والتدخلات المناسبة في الوقت المناسب لغرض :-

  • تقييم عبء مرض سرطان الثدي.
  • تقييم وتحديد عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي.
  • تأسيس قاعدة للتدخلات السريرية المناسبة.

الحماية:

 تُعرّف الحماية من السرطان على أنها مجموعة الأنشطة والعمليات المرتبطة بحماية الأفراد من الإصابة بالسرطان، أو تكراره، والحد من عبء المرض والإعاقة الناجمة عنه. ومن هذه الأنشطة: جهود التعليم المستمر، وتعزيز الصحة، والوقاية والكشف المبكر عن المرض (screening).
التوعية والتعليم المستمر: 

الخطوة الأولى لتأسيس برنامج تعليم مستمر فعال هو بيان أهمية وأولوية البرنامج للمسؤولين الحكوميين وأصحاب القرار الذين يمكنهم إدراج البرنامج ضمن الخطة الوطنية للمملكة. ويجب أن تركز برامج التعليم العام على الوقاية والفهم الأفضل للمرض، وأهمية وفوائد الكشف المبكر، فضلًا عن تعزيز الرعاية الصحية للمرضى وعائلاتهم، والاستفادة القصوى من خدماتها. ويجب تطوير هذه البرامج؛ لزيادة فهم احتياجات المرضى، والقدرة على التعامل وتلبية هذه الاحتياجات. وأخيرًا فإن تعزيز الصحة تعد الاستراتيجية الرئيسة للسيطرة على عوامل الخطورة الخاصة بسرطان الثدي، ومن خلال سياسة عامة وبمشاركة عدة قطاعات.

الوقاية: 

على الرغم من أن سرطان الثدي لا يمكن تجنبه، ولكن مخاطر الإصابة به يمكن تقليلها من خلال أنشطة وقائية محددة، تشمل إحداث التغيرات في نمط الحياة، والنظام الغذائي، وممارسة النشاط البدني، وتجنب السمنة، والتدخلات الوقائية للسيدات ذوات الخطورة العالية للإصابة باستخدام عقار التاموكسيفين وغيره من مضادات الأستروجين المزدوجة.

الكشف المبكر: 

يُعدُّ أهم مجالات أنشطة الحماية وأكثرها فائدة. فقد ارتبط تشخيص سرطان الثدي في مراحله المبكرة بشكل إيجابي بانخفاض في معدل الوفيات الناجمة عن المرض.

الرعاية

يجب أن تتضمن برامج مكافحة السرطان تشخيص المرض في مراحله الباكرة جدًا، وذلك عندما يكون العلاج أكثر فعالية، والشفاء أكثر احتمالًا. ويبدو ما بعد الكشف المبكر وتشخيص سرطان الثدي أن تحسين وتوفير العلاج المناسب والرعاية الطبية للنساء المصابات بسرطان الثدي هو عامل متكامل ذو تأثير واضح في تقليل عدد الوفيات الإجمالية الناجمة عن سرطان الثدي.
كما يجب النظر في معالجة سرطان الثدي إلى ما بعد الإجراء الجراحي، لتشمل تدخلات طبية أخرى، مثل: العلاج الدوائي، والإجراءات الشعاعية. فضلًا عن ذلك، ينبغي استخدام العلاجات المساعدة لمنع عودة سرطان الثدي. أخيرًا، فإن زيادة الدعم النفسي والاجتماعي، والرعاية الملطفة المتاحة يمكن أن تحسن من نوعية الحياة للنساء المصابات بسرطان الثدي وعائلاتهن([6](.

المحور الثاني:

نتائج الاستطلاع ومناقشتها:

يهدف هذا الاستطلاع إلى قياس الأثر الفعلي لحملات التوعية بسرطان الثدي على سلوكيات النساء. سيتم عرض النتائج الكمية والنوعية التي تم جمعها من خلال الاستطلاع، التي تكشف عن مدى تغير معرفة النساء ومواقفهن تجاه المرض، وكيفية تأثير هذه التغيرات على سلوكياتهن المتعلقة بالفحص المبكر والعناية الصحية. كما سيتم تحليل العوامل التي أسهمت في نجاح أو فشل هذه الحملات.

نتائج الإجابات حول السؤال ” ما هو مستوى وعي النساء بسرطان الثدي؟” جاءت معظم الإجابات تؤكد أن هناك مستوى وعي لدى النساء بسرطان الثدي تشير الإجابات إلى أن 97% من العينة قد سمعن عن سرطان الثدي، كما أن 61.2% أفادوا أنه يمكن علاجه، وفيما إذا كان لديهن الدراية الكافية حول أعراض المرض أشارت 58.2% من النساء أنهن على دراية إلى حد ما، وفقط 9% أنهن على دراية جدا، بينما أشارت 32.8% أنهن ليست لديهن دراية حول أعراض مرض سرطان الثدي.

شكل بياني رقم ((1

يوضح رأي العينة حول إجراءهن فحص طبي للكشف عن سرطان الثدي خلال العام الماضي

        شكل بياني رقم ((2

يوضح رأي العينة حول إجراءهن فحص طبي ذاتي ومنتظم للكشف عن سرطان الثدي

مما سبق يتضح:

أن غالبية العينة قد سمعن بالمرض لكنهن لا توجد لديهن الدراية الكافية بأعراضه. أفادت 50.7% أن الحملات تلعب دورًا إلى حد ما و 28.4% في تغيير سلوك الناس، بينما أشار 20.9% أن الحملات لا تسهم في تغيير سلوكيات النساء تجاه مرض سرطان الثدي. وحول قيام النساء بالفحص الذاتي أفادت 71.6% لا يقمن بإجراء فحص ذاتي منتظم و24.4% من العينة يقمن بالفحص لكن ليس بشكل منتظم.

نتائج الإجابة حول السؤال (2) من أين تستمدين معلوماتك عن سرطان الثدي؟

فقد جاءت نتائج السؤال السابق كالاتي:

  • أشارت ما نسبته 50.7% أن مصدر المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
    • أشارت ما نسبته 16.4% من الأصدقاء والعائلة.
    • أشارت ما نسبته 16.4% عبر الإنترنت.
    •  ولم تسجل أي تفاعل حول التلفزيون والمراكز الصحية.

 يمكننا القول: إنه يفضل أن يلعب التلفزيون والمراكز الصحية دورًا أكثر تفاعلًا مع حملات التوعية بسرطان الثدي.

شكل بياني رقم(3)

يوضح إجابة العينة حول وسائل تلقي المعلومات التوعوية عن سرطان الثدي

شكل بياني رقم(4)

يوضح إجابة العينة حول وسائل تلقي المعلومات التوعوية عن سرطان الثدي

 نتائج الشكل أعلاه جاءت تشير إلى عدم تأثر المشاركات بأي حملة توعية حول سرطان الثدي، مما يعكس نقصًا في فعالية أو انتشار الحملات. كان عدد من المشاركات أشرن إلى استفادتهن من حملات معينة، مثل حملة “أكتوبر الوردي” وحملة مؤسسة “ألف ياء إنسان” والبازار الخاص بالناجيات من السرطان، ما يعكس تأثير بعض الحملات ولكن يشير أيضًا إلى محدودية تأثيرها على نطاق واسع.

شكل (5)

يوضح رأي العينة حول المعوقات التي تمنعهن من إجراء فحص سرطان الثدي

مما سبق أجمعن معظم أفراد العينة حول أبرز المعوقات المتمثل في المسؤوليات والمهام المنزلية بنسبة 59% وفي المرتبة الثانية الخوف من النتيجة بنسبة 26% ويليها التكلفة المالية بنسبة 23% في المرتبة الثالثة وفي المرتبة الرابعة عوامل أخرى بنسبة( 16%) بينما جاء في المرتبة الأخيرة قلة الوعي بنسبة 13%.

وفيما يخص نتائج الأسئلة: ما هي أبرز التحديات التي تواجه حملات التوعية؟ وما هي الاحتياجات المتعلقة بالدعم النفسي والاجتماعي لمرضى سرطان الثدي؟ فقد وردت عدة مطالبات بتقديم دعم نفسي، سواء عبر حملات نفسية لتشجيع النساء على الفحص أو من خلال توفير الدعم أثناء الحملات. ومن إجابات أفراد العينة التي تؤكد أن القصص الشخصية للناجيات من السرطان أو المقابلات مع المتعافيات تترك أثرًا إيجابيًا لدى الجمهور، مما يشير إلى أهمية استخدام قصص حقيقية في حملات التوعية.

رسم بياني (6)

يوضح رأي العينة حول معرفتهن لمصادر الدعم النفسي الاجتماعي لمرضى سرطان الثدي

وفيما يخص الإجابة حول معرفة مصادر الدعم النفسي أكد معظم النساء أنهن لا يعرفن مصادر يمكن الرجوع إليها بنسبة 82% بينما أكدن بنسبة 18% أنهن يعرفن مصادر الدعم النفسي والاجتماعي.

شكل رقم (7)

يوضح راي عينة الدراسة حول الدعم كافي أم لا

جاءت إجابة أفراد العينة أن الدعم المقدم غير كاف 89.6% و10.4% أجبن أن الدعم كاف، مما يتوجب تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي لاسيما للفئة التي يتعرضن للخوف من نتائج الفحص المبكر.

المحور الثالث:

النتائج والتوصيات والمقترحات

النتائج:

  1. العديد من الردود اقترحت عدم حصر التوعية في شهر أكتوبر، بل جعلها مستمرة طوال العام.
  2.  وردت اقتراحات لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية أكبر، والتعاون مع وسائل الإعلام المختلفة، بجانب توزيع منشورات في الأماكن العامة.
  3. أشار بعض المشاركين إلى ضرورة قياس تأثير الحملات على مستوى السلوك والوعي، لضمان تحقيق النتائج المرجوة وتطوير الاستراتيجيات بناءً على التغذية الراجعة من المشاركات.
  4. يتضح أن هناك حاجة لزيادة حملات التوعية بسرطان الثدي عبر مجموعة متنوعة من الوسائل، وضمان شموليتها جغرافيًا وديموغرافيًا. كما أن الاهتمام بالدعم النفسي وسرد قصص الناجيات له تأثير إيجابي يمكن توسيعه ليشمل شرائح أوسع، بجانب أهمية قياس الأثر لتحقيق أفضل نتائج.

التوصيات:

  1. زيادة التركيز على التوعية في المناطق الريفية.
  2. تطوير برامج تدريبية للموظفين الصحيين حول كيفية تقديم المشورة والتوعية.
  3. توفير فحوصات الكشف المبكر بأسعار معقولة أو مجانًا.
  4. تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للمصابات.
  5.  الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر في نشر التوعية
  6. يوصى بتوظيف الأسلوب العاطفي لجذب الانتباه ورفع مستوى التأثير، كما جاء في اقتراح باستخدام الشريط الوردي والشعارات المحفزة للكشف المبكر.

المقترحات:

  1. اقتراح بإدخال نظام تأمين صحي يشمل الرعاية والفحص الدوري.
    1.  تنظيم حملات في المدارس والجامعات، والمناطق الريفية، التي تعاني غالبًا من نقص التوعية.
    1. تنظيم فعاليات وورش عمل تفاعلية تشمل المجتمع المحلي.
    1. توسيع حملات الفحص المجاني، وتوزيع الهدايا العينية بوصفها طريقة لجذب اهتمام النساء للمشاركة.
    1. تقديم توعية من خلال مواقع تجمع النساء مثل أماكن العمل والمرافق الصحية، والاستفادة من الأماكن العامة كالحدائق لتكثيف التوعية.

[1] ) https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/breast-cancer

[2] ) https://www.aljazeera.net/women/2024/10/11/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A

[3] ) https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/breast-cancer

[4] ) https://www.thearabhospital.com/%

[5] ) https://news.un.org/ar/story/2023/02/1117962

[6] )  https://www.aljazeera.net/women-

د. أشجان الفضلي

أكاديمية وناشطة يمنية، متخصصة في قضايا التنمية الاجتماعية والنفسية، ولها إسهامات بارزة في تقديم الدعم النفسي والتمكين المجتمعي، خاصة للنساء والأطفال في اليمن، الذين تأثروا بالنزاعات والصراعات المستمرة، تشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات وسكرتير تحرير مجلة بريم،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى