اقتصادية

الإدارة المستدامة للموارد الزراعية في ظل التوسع العمراني.. دراسة الزحف العمراني في دلتا تبن

الملخص:

يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير الزحف العمراني على الأراضي الزراعية في دلتا تبن، من خلال تحليل العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في هذه الظاهرة. يتناول البحث العوامل الطبيعية التي تسهم في تغيير خصائص الأراضي الزراعية، فضلًا عن دور النشاط البشري المتمثل في النمو السكاني والهجرة الداخلية في تفاقم هذه المشكلة. ومن خلال اعتماد منهجيات البحث الجغرافي، سيتم تحليل البيانات الإحصائية والميدانية لتقديم رؤية واضحة حول الوضع الحالي وتأثيرات الزحف العمراني على النشاط الزراعي. يسعى البحث كذلك إلى تقديم حلول عملية للحد من التدهور الزراعي وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية في المنطقة.

وقد توصلت الدراسة إلى عدد من التوصيات أهمها:

  1. مشاريع قومية لتثبيت الكثبان الرملية للحد من التصحر وزحف الرمال الذي يهدد الأراضي الزراعية.
  2. منع توسع النشاط السكني في المساحات الزراعية للحفاظ على الأراضي الزراعية.
  3. منع حفر الآبار الارتوازية التي تؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية، وفقًا لتوجيهات وزارة الزراعة والري.
  4. تشجيع المزارعين من خلال تقديم التسهيلات اللازمة، مثل توفير السماد والبذور، تحسين عمليات الري، وتقديم الدعم المالي.

الكلمات المفتاحية: الزحف العمراني، المناطق الزراعية، دلتا تبن

Abstract:

This research aims to study the impact of urban sprawl on agricultural lands in the Delta Tuban region by analyzing the natural and human factors influencing this phenomenon. The study examines the natural factors contributing to changes in agricultural land characteristics, as well as the role of human activities, including population growth and internal migration, in exacerbating this issue. By adopting geographic research methodologies, statistical and field data will be analyzed to provide a clear understanding of the current state and the effects of urban sprawl on agricultural activities. Furthermore, the research seeks to propose practical solutions to mitigate agricultural degradation and promote the sustainability of natural resources in the region.

The study has reached several key recommendations, including:

  1. Implementing national projects to stabilize sand dunes to combat desertification and sand encroachment threatening agricultural lands.
  2. Preventing the expansion of residential activities into agricultural areas to preserve farmland.
  3. Prohibiting the drilling of artesian wells that deplete groundwater resources, in accordance with the directives of the Ministry of Agriculture and Irrigation.
  4. Supporting farmers by providing necessary facilities such as fertilizers, seeds, improved irrigation processes, and financial assistance.

Keywords: Urban sprawl, agricultural areas, Delta Tuban

المقدمة: Introduction

    يُعدُّ الزحف العمراني على المناطق الزراعية السبب الرئيس في وجود المستوطنات الريفية بأنماطها وأحجامها وعلاقاتها المكانية حيث تشكل نظامًا معقدًا تمثل فيه المدن مراكز لهذه العلاقات والارتباطات، إن المستوطنات الريفية ووجودها ارتبطت باستيطان الإنسان في مناطق السهول الفيضية الزراعية في الشرق الأوسط والنمو السكاني هو السمة الرئيسة التي يتميز بها السكان في العصر الحديث([1])، فعلى صعيد الجنوب العربي فإن سكان الريف يشكلون الغالبية العظمى من السكان فتبلغ نسبتهم ( 73.1%) من إجمالي حجم السكان لعام 1994م ([2])، أما بالنسبة لعدد القرى في المحافظة قد بلغت ( 4158) قرية يشكلون ( 91.35%) من إجمالي السكان في محافظة لحج بينما بلغت نسبة سكان الريف على مستوى الجمهورية ( 70.1%) من إجمالي سكان الجمهورية( [3] ).

أهداف البحث:

تتحدد أهداف البحث الجغرافي للموضوع بالأهداف الآتية:

  1. عرض وتحليل العوامل الطبيعية المؤثرة في الأراضي الزراعية في دلتا تبن.
  2. تقديم دراسة تحليلية عن واقع السكان في دلتا تبن؛ لأن العامل البشري يلعب دورًا كبيرًا في الزحف العمراني وتعميق الجفاف.

مشكلة البحث: Study Problem

يمكن عرض المشكلة من خلال الأسئلة الآتية:

  1. ما لعوامل الطبيعية المؤثرة على الأراضي الزراعية في الدلتا.
  2. كيف يؤثر النشاط البشري على الأراضي الزراعية في منطقة الدراسة.

فرضية البحث:

تتحدد فرضية البحث بالآتي:

إن الزحف العمراني على دلتا تبن والنشاط البشري المتمثل بزيادة السكان في المنطقة وارتفاع معدلات النمو السكاني والهجرة الداخلية إلى منطقة الدراسة أثرت على مساحة الأراضي الزراعية.

منهجية البحث: Metlodogical Approach

لتحقيق أهداف الدراسة سوف يتم الأخذ بمناهج البحث الجغرافي التي تتكامل وتترابط مع بعضها في أطار منهجية البحث الجغرافي، وهي:

  1. المنهج الاستقرائي:

يوظف هذا المنهج في إطار منهجية البحث في تشكيل الأساس النظري عن موضوع البحث من خلال عرض الأسس النظرية المتعلقة بموضوع الزحف العمراني وأثرة على الأراضي الزراعية في دلتا تبن.

  • المنهج العلمي:

تم استخدام هذا المنهج في تكوين قاعدة البيانات الإحصائية والمعلومات والدراسة الميدانية لمعرفة توسع النشاط البشري على أراضي الزراعية لمنطقة الدراسة.

هيكلية البحث:

وباعتماد المنهجية السابقة تم تقسيم هيكل البحث إلى ثلاثة محاور رئيسة، وهي:

المحور الأول: العوامل الطبيعية في دلتا تبن

المحور الثاني: واقع السكان في دلتا تبن وأثره على الزحف العمراني.

المحور الثالث: النشاط الزراعي.

المحور الأول:

عرض وتحليل العوامل الطبيعية في دلتا وادي تبن

 وتشتمل على ما يلي:

 1- موقع منطقة الدراسة:

  1. 1- الموقع الفلكي:

تقع منطقة الدراسة فلكيًا بين دائرتي عرض 12.5- 12.30 شمال خط الاستواء، وبين خطي طول 44.5- 45.12 شرق خط جرنتش، ويتميز هذا الموقع بقربة من خط الاستواء أي أنها تقع في المنطقة المدارية الحارة، وهذا الموقع له أثرة على مناخ دلتا تبن وعلى جميع الخصائص الطبيعية المؤثرة في الدلتا والتي من أبرزها ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف وشدتها بسبب وقوع الدلتا في المنطقة الحارة.

  • 1 – 2- الموقع الجغرافي:

تقع في أقصى الطرف الجنوبي لليمن وتشرف على البحر العربي وخليج عدن ويحدها شمالًا المرتفعات الوسطى الممتدة من الغرب إلى الشرق ويحدها من الشرق أراضي سهلية بمسافة تقدر 20كيلومتر أما من الجهة الغربية فإن الأراضي السهلية تمتد بمسافة تقدر 10 كم وتلتحم بالأراضي السهلية لمديرية طور الباحة أنظر خريطة رقم (1).

 2- المناخ المحلي لمنطق الدراسة:

 تشكل دراسة المناخ المنطلق لفهم البيئة التي يعيش فيها الإنسان، وهي التي تحدد الإمكانات المتاحة القابلة للاستقلال، وتلك التي يمكن استغلالها فيما لو توفرت الظروف البشرية الملائمة([4]).

أهم العناصر المناخية المؤثرة في النشاط الزراعي:

  1. 2-  1- الإشعاع الشمسي:

يتضح من موقع محافظة لحج بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض أن دلتا تبن تقع ضمن المنطقة المدارية وبذلك تحصل على أكبر كمية من الإشعاع الشمسي، حيث يُعدُّ الإشعاع الشمسي من العوامل المؤثرة على النشاط الزراعي في منطقة الدراسة، كما أن قلة الغطاء النباتي يساعد على وجود كمية من الإشعاع الشمسي إلى سطح الأرض ورفع درجة الحرارة الذي يؤثر على نشاط المزارعين الزراعي.

شكل رقم (1) الإشعاع الشمسي لدلتا تبن

المصدر: بيانات مناخية عالمية متوفرة في الموقع التالي :globalweather .tamu / edu/https

 يتضح من الشكل السابق رقم (1) أن أعلى كمية من الإشعاع الشمسي تلقتها مدينة الحوطة في شهر إبريل (92,26) ميجاجول نتيجة لحركة الشمس الظاهرية نحو مدار السرطان  23.5 شمالًا قبل وصولها إليه في الانقلاب الصيفي، وإنما تكون فوق عروض الجنوب العربي عمومًا ومنها الحوطة بينما تقل كمية الإشعاع الشمسي في شهر يناير إلى (20,70) ميجاجول.

  • الحرارة:

إن موقع منطقة الدراسة الفلكي جعلها تحت تأثير أشعة الشمس مرتين في العام، وذلك ضمن حركة الشمس الظاهرية بين المدرايين مما أدى الى رفع درجة الحرارة، التي تُعدُّ من أهم عناصر المناخ لما لها من تأثير مباشر على بقية عناصر المناخ الأخرى.

جدول رقم(1)

المتوسطات الشهرية لدرجات الحرارة في محافظة لحج (1973-2010م)

الأشهرمحطة عدنمحطة الفيوشمحطة الحوطة
العظمى الصغرىالعظمىالصغرىالعظمىالصغرى
يناير28,822,527,819,228,319,2
فبراير28,922,928,920,427,820,7
مارس30,624,330,821,831,122.1
إبريل32,326,133,824,533,933,6
مايو34,728,136,325,836,125,6
يونيو3729,537,827,337,825,5
يوليو36,128,739,928,139,727,6
أغسطس35,728,137,827,737,427
سبتمبر35,228,236,626,43626,2
أكتوبر33,125,533,622,633,522,9
نوفمبر31,323,231,319,531,324,5
ديسمبر29,522,729,119,629,420,7
المتوسط الشهري32,725,833,623,633,523,8

المصدر:الهيئة العامة للطيران المدني ومصلحة الأرصاد الجوي.

  • الإرصاد الزراعي وزارة الزراعة فرع عدن

  شكل رقم (2) متوسط درجة الحرارة في دلتا تبن

ويمكن أن نستخلص من الجدول رقم (1) الشكل رقم (2) الآتي:

  1.  إن منطقة الدراسة تقع تحت تأثير المناخ الحار صيفًا ومعتدل شتاءً، كما يتبين المتوسط الشهري لدرجة الحرارة العظمى بين (29. 5- 28.9م) خلال أشهر (ديسمبر – فبراير) و (36.7- 37.8) خلال أشهر (مايو – يونيو).
  2.  إن أقل درجة للحرارة في منطقة الدراسة خلال شهر يناير حيث بلغت (28.8م) وبلغت درجة الحرارة العظمى خلال شهر يونيو (37.8م) كما أن أقل متوسط لدرجة الحرارة خلال شهر يناير (19.2م) وأكبر متوسط لدرجة الحرارة خلال شهر يوليو (39.9م).
  3. الأمطار

   تتميز محافظة لحج بشحة الأمطار، وتُعدُّ الأمطار المصدر الرئيس للري في المرتفعات الجبلية، وتستفيد منها مناطق المدرجات الزراعية مثل المقاطرة والقبيطة والحد ولبعوس، وتختلف معدلات سقوط الأمطار من منطقة إلى أخرى للري في هذه المناطق لسد النقص الحاصل في الاستهلاك المائي للمحاصيل ومعدلات سقوط الأمطار من منطقة إلى أخرى، من حيث كثافتها وتوزيعها خلال الموسم مما يستدعي مصادر أخرى للري في هذه المناطق لسد النقص الحاصل بين الاستهلاك المائي للمحاصيل ومعدلات سقوط الأمطار.

إن الأمطار التي تهطل على منطقة الدراسة قليلة في معدلها الشهري ما بين (5-25) ملم/ شهر، وهي كمية قليلة ويعود السبب في ذلك الى تأثير عامل الموقع إذ إن الجنوب العربي يقع جنوب مدار السرطان، وبناءً عليه فالجنوب يتعرض لتأثيرات حركات الجو في العروض المجاورة وبخاصة العروض المدارية، ولهذا السبب يقل التهاطل وفصليته وكميتة فوق الدلتا فضلًا عن انخفاض سطح المدينة بشكل عام وخلوه من أي مظاهر تضاريسية كان ممكن أن تؤثر بشكل أو بآخر في كمية الهطول، ولهذا جاءت معدلات كمية الأمطار في محطة المنطقة قليلة.

شكل رقم (3) المعدل الشهري لهطول الأمطار

المصدر: بيانات مناخية عالمية متوفرة في الموقع التالي:globalweather .tamu / edu/https

يتضح من الشكل رقم ( 3) الآتي:

  1.  إن أشهر يوليو وأغسطس أكثر الأشهر مطرًا في مدينة الحوطة إذ يصل معدل الأمطار السنوي فيها أكثر من (20.89/ ملم) أي بمعدل (42.8 %) من معدل الأمطار السنوي.
  2. إن تساقط الأمطار في مدينة الحوطة والمناطق المحيطة بها متدبدبة وأثرها محدود ولغزارة الأمطار تأثير كبير على درجة الاستفادة منها سواء كانت إيجابية أو سلبية على الدلتا مثل ما حصل في فيضان إبريل 1982م، وكذلك فبراير من العام 1992م، وتنحصر الاستفادة منها في تعدية الخزان الجوفي عبر أودية دلتا تبن.
  3. الموارد المائية

إن  موارد المياه تمثل عاملًا مهمًا لاستقرار الإنسان، ويُعدُّ وادي تبن أحد الأدوية التي تتغذى بمياه الأمطار التي تسقط على المرتفعات، إذ يصرف مياهه إلى الشرقي  في خليج عدن وتجري السيول خلال الفترة من يونيو وسبتمبر جريانها في اليوم بمعدل 4-8  ساعة، وقد تمتد إلى يوم كامل إذا تواصل التساقط على سطوح التغذية، وتشكل المياه الجوفية موردًا له أهمية كبيرة، ويُعدُّ الخزان الجوفي لوادي تبن هو أكبر الأحواض الجوفية حيث تبلغ مساحته (1800) كيلو متر مربع  وتقدر كمية المياه فيه (73مليون متر مربع )، ويُعدُّ الممون الرئيس لمياه الشرب والمناطق التابعة لها فضلًا عن الأراضي الزراعية التي تقدر مساحتها (3000هكتار)([5]) والاستخدامات المنزلية والصناعية في ظل النمو السكاني المتزايد فيها وحيث توجد عدة حقول في حوض وادي تبن تمول مديرية تبن ومدين عدن بالمياه حيث يمد حقل مغرس ناجي بالمياه عبر الشبكات الحديثة  الداخلية الرئيسة والفرعية.

إن مستوى المياه الجوفية في الدلتا يتعرض إلى الهبوط جنوب 100 متر ارتفاع وتحديدًا في حقل بئر ناصر، ويرجع  سبب هذا إلى أن هذه المنطقة الجنوبية كانت حينذاك تتموضع فيها حقول تموينات مدينة عدن، وفي السبعينات من هذا القرن شهدت المنطقة ذاتها استنزافا عشوائيًا للمياه الجوفية بواسطة وسائل الضخ الحديثة للأغراض الزراعية، وقد قدر الانخفاض في حقل بئر ناصر بمعدل 1 متر/ سنة، وبعد هذه الفترة تم الترشيد في استخراج المياه، إلا أن الفترة المحددة بين عامي 1990-2024م تشهد استنزافًا للمياه الجوفية في الدلتا في ظل غياب اللوائح المنظمة لاستخدام وترشيد المياه الجوفية، الأمر الذي أدّى إلى تجاوز المستوى البيزومتري  لمستوى المياه الجوفية للفترة السابقة، وهذا يعني أنه باستمرار هذا الحال سوف تطغى المياه المالحة على المياه الجوفية([6] ).

 تعاني محافظة لحج ومنطقة الدراسة على وجه الخصوص من التوسع في  حفر الآبار ارتوازية الذي أدّى إلى زيادة الضخ العشوائي وزيادة الاستنزاف للمخزون المائي الجوفي نظرًا لعدم وجود تشريعات وضوابط التي تكفل الاستخدام العقلاني لهذه الثروة المائية بما يكفل عدم استنزافها وإن وجدت هذه التشريعات فهناك ضعف في عملية تنفيذها حيث بلغت عدد الآبار المفتوحة حتى نهاية 1997م في محافظة لحج 2024م([7] ).

المحور الثاني:

 واقع السكان في دلتا وادي تبن وأثره على الزحف العمراني

يشكل النمو السكاني ضغطًا كبيرًا على الأرض والموارد الطبيعية مما يساعد على بروز ظاهرة التصحر، وأن الزيادة السكانية والضغط المتزايد على منطقة الدراسة عن طريق استغلالها بالزراعة والزحف العمراني والرعي الجائر يؤدي إلى الاستهلاك المائي مما يشكل خطرًا على هذه الموارد، وقد أدّت الزيادة السكانية إلى تشكيل ضغطًا على موارد الأرض المختلفة، حيث إن سوء استغلال الإنسان للموارد مع ازدياد الكثافة السكانية يشكلان سببًا رئيسًا في إزالة الغطاء النباتي واستمرار عمليات التصحر، وإذا صاحب ذلك انخفاض في معدلات الأمطار واستمرار الجفاف فإن عمليات التصحر تتفاقم ومنطقة الدراسة تعاني من سوء استغلال الموارد الرعوية المرتبطة بازدياد الكثافة السكانية وتبدل معدلات الأمطار.

جدول   رقم 2))

سكان دلتا وادي تبن 1973-2017م

السنةسكان الدلتاسكان المحافظةسكان الدلتا إلى المحافظة%
19735558834635616
19886501245838514.2
19947807158874613.3
20048344472264211.3
201711389912235359%

المصدر: اعتمادًا على:

  1. وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، 1973م.
  2. وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء 1996م، النتائج النهائية لمحافظة لحج، التقرير الثاني لعام 1994م، مطابع الجهاز المركزي للإحصاء، صنعاء، ص3.
  3. وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء 1996م، النتائج النهائية لتعداد العام لسكان والمساكن والمنشآت لمحافظة لحج ديسمبر 2004م، بيانات غير منشورة، قسم الترويج والنشر، صنعاء، 1/ 7/ 2007م.

عند متابعة التطور في حجم السكان في دلتا وادي تبن كما يتضح من الجدول رقم (2) نرى أن عدد السكان يتجه نحو الزيادة، فقد بلغت الزيادة السنوية بين تعداد 1973م، وتعداد 1988م حوالي (9424) نسمة، وقد حصلت بمتوسط سنوي مقداره (628.3) نسمة، وبلغت الزيادة السنوية بين تعداد 2004م، وتعداد 1994م (5373) نسمة كما بلغت الزيادة السنوية بين تقديرات 2017م، وتعداد 2004م (30455) نسمة.

إن الزيادة السكانية تشكل ضغطًا هائلًا على موارد الأرض، حيث إن منطقة الدراسة شهدت تطورًا ملحوظًا في أعداد السكان منذ العام 1973م وحتى العام 2017 كما هو موضح في الجدول السابق.

المحور الثالث:

 النشاط الزراعي

إن القطاع الزراعي في اقتصاديات البلدان النامية ومنها الجنوب العربي  يشكل نسبة من القوى العاملة تصل إلى (53%)([8] )، وتعتمد علية نسبة كبيرة من السكان في معيشتها وصلت إلى (77%) سواء كانوا يعملون في الزراعة بشكل مباشر أو يعملون في الخدمات والحرف والصناعات التي تخدم سكان الريف والحضر على حد سواء([9]).

وتُعدُّ الزراعة النشاط الرئيس لمعظم سكان محافظة لحج ومنطقة الدراسة بشكل خاص حيث تتركز الأراضي الزراعية في المساحات المنبسطة، وعلى جوانب الأودية، وتقدر المساحة الزراعية في منطقة الدراسة (8394) هكتار([10])  حيث قبل التسعينات كانت توجد مزارع الدولة، وهناك سدود تحويلية موجودة إلى الآن في منطقة الدراسة كما هو موضح في الخريطة(2).

وقد تبين أثناء الدراسة الميدانية في معظم قرى منطقة الدراسة أن القرى الخطية الزراعية المجاورة للخط الرئيس عدن – تعز، والخطوط الفرعية المسفلتة الحوطة – سفيان، الحمراء – طهرور – المجحفة – حاشد – وبيت عياض – وساكن ربيع، صبر – الوهط، وخط الفيوش – والخطوط الممتدة إلى قرى المحافظة تمثل مناطق جذب للسكان وقد تقلصت المساحة المزروعة، حيث تبين أثناء الدراسة الميدانية أنه تم بيع مساحات من الأراضي الزراعية من قبل المالكين بهدف بناء مساكن، مصانع، محلات تجارية، محطات بترول، وهناك مشكلة تم الكشف عليها من خلال الدراسة الميدانية، وهي مشكلة التصحر وزحف الكثبان الرملية والتفاقم المستمر لهذه المشكلة، وأصبحت تهدد بزوال الحياة في منطقة الدلتا، باعتبار أن هذه المنطقة تقع ضمن الأراضي الجافة فإنها تمتاز بخصائص هشة تتأثر سلبًا بسوء استغلال مواردها أنظر خريطة رقم(3)، والسبب الرئيس في تفاقم المشكلة هو الإنسان حيث يقوم بقطع الأشجار وتعرية الأرض من غطائها النباتي على مساحات واسعة مما شجع على تحرك الكثبان الرملية والتي تهدد المزارع، كما يؤدي إلى تدهور الإنتاج الزراعي.

إن سوء استغلال الإنسان في منطقة الدراسة للموارد مع ازدياد الكثافة السكانية يشكلان سببًا رئيسًا في إزالة الغطاء النباتي واستمرار عمليات التصحر، فضلًا عن سوء استغلال الموارد الرعوية والمرتبطة بازدياد الكثافة السكانية وتبدل معدلات سقوط الأمطار.  

النتائج:

    إن هذه الدراسة الموسومة بالزحف العمراني على المناطق الزراعية في دلتا تبن قد توصلت إلى نتائج قريبة من الفرضيات وهي مؤكده لها، حيث تم إثبات أن الزحف العمراني على دلتا تبن والنشاط البشري المتمثل بزيادة السكان في المنطقة وارتفاع معدلات النمو السكاني والهجرة الداخلية الى منطقة الدراسة أثرت على مساحة الأراضي الزراعية الموجودة في دلتا وادي تبن حيث تشهد المنطقة حراك سكاني كبير بحجم الهجرات الداخلية فيها وتوسعت الوظيفة السكانية في كل مناطق دلتا تبن بحكم أنها قريبة من العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن ووجود الشريان الرئيس للمنطقة، وهو خط المواصلات عدن – لحج ـ يافع، وتم التوسع في إنشاء مصانع في مدينة الرباط مثل مصنع الطماطم، وفضلًا عن ذلك  وجود مصنع  الحديد  ومصانع  المياه الغازية ومصانع البردين التي انتشرت بشكل كبير في المنطقة فضلًا عن وجود المحلات التجارية وانتشار بذلك الوظيفة التجارية والوظيفة الصحية بانتشار العيادات والصيدليات وهذا الانتشار كان على حساب الأراضي الزراعية في دلتا تبن.

التوصيات:

  1.  تنفيذ مشاريع قومية لتثبيت الكثبان الرملية لأن انتشارها يهدد الأرض الزراعية من زحف رملي وتصحر يشكل خطرً متزايدًا على تناقص مساحة الأرض الزراعية بالرغم الحجم الكبير لهذه المشكلة.
  2. منع انتشار الوظيفة السكنية في المساحات الزراعية في منطقة الدراسة
  3. يمنع من الجهات الحكومية ممثلة بوزارة الزراعة والري إقامة أبار ارتوازية تسحب المياه من المياه الجوفية وهذا يمثل استنزاف لثروة المائية الجوفية في الدلتا.
  4. تشجيع عمل المزارعين وتقديم لهم التسهيلات من حيث السماد والبذور وعمليات الري المتتالية وتقديم لهم الدعم المالي.

المراجع والمصادر:

 1) وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، 1973م.

2) وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء 1996م، النتائج النهائية لمحافظة لحج، التقرير الثاني لعام 1994م، مطابع الجهاز المركزي للإحصاء، صنعاء.

3) وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء 1996م، النتائج النهائية لتعداد العام لسكان والمساكن والمنشأت لمحافظة لحج ديسمبر 2004م، بيانات غير منشورة، قسم الترويج والنشر، صنعاء، 1/7/2007م.

4)  الهيئة العامة للطيران المدني ومصلحة الأرصاد الجوي.

5) الأرصاد الزراعي وزارة الزراعة فرع عدن

6) صلاح، علاء سليم اسعد، خصائص التحضر وعلاقتها بالتطور العمراني والنمو الاقتصادي، دراسة تحليلية لمدينة الإقليم الجغرافية نابلس، ماجستير، 2006.

7) وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء، التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت لعام 1994م، مطابع الجهاز المركزي للإحصاء، صنعاء،

8) الجهاز المركزي للإحصاء، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت ديسمبر 2004م، بيانات غير منشورة، قسم الترويج والنشر، صنعاء، 10/ 7/ 2007م

 9) محمد، إسماعيل عساج، مناخ اليمن، مركز عبادي للطباعة والنشر، صنعاء، 1998، ص 17 .

 10) عبد الباقي، قادري، الموارد المائية لمدينة عدن، الندوة العلمية الثانية حول البناء الجغرافي والأهمية الاقتصادية لمدينة عدن، جامعة عدن، كلية العلوم والآداب والتربية، ديسمبر، 1990م.

  10) وزارة الزراعة والموارد المائية، التقارير المحلية، الاستراتيجية الوطنية للإرشاد الزراعي (تعز – لحج – المحويت، إب ) 1997م.


[1] ) صلاح، علاء سليم اسعد، خصائص التحضر وعلاقتها بالتطور العمراني والنمو الاقتصادي، دراسة تحليلية لمدينة الأقليم الجغرافية نابلس، ماجستير، 2006، ص2.

[2] ) وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء، التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت لعام 1994م، مطابع الجهاز المركزي للإحصاء، صنعاء، ص122.

[3] ) الجهاز المركزي للإحصاء، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت، ديسمبر 2004م، بيانات غير منشورة، قسم الترويج والنشر، صنعاء، 10/ 7/ 2007م

[4] ) محمد، إسماعيل عساج، مناخ اليمن، مركز عبادي للطباعة والنشر، صنعاء، 1998، ص 17 .

[5] ) حسن، عبدالله عبدالجبار، ملوحة المياه الجوفية في بعض المناطق الساحلية من الجمهورية اليمنية دلتا وادي تبن، المجلة اليمنية للبحوث الزراعية، العدد (6)، كلية ناصر للعلوم الزراعية، جامعة عدن، ديسمبر، 2002، ص12 .

[6] ) عبدالباقي، قادري، الموارد المائية لمدينة عدن، الندوة العلمية الثانية حول البناء الجغرافي والاهمية الاقتصادية لمدينة عدن، جامعة عدن، كلية العلوم والآداب والتربية، ديسمبر، 1990م، ص5 .

[7] ) وزارة الزراعة والموارد المائية، التقارير المحلية، الاستراتيجية الوطنية للإرشاد الزراعي (تعز – لحج – المحويت، إب) 1997م، ص1 .

[8] ) الشرجبي عبدالباري، (2000) – اليمن تقييم مشترك للبلاد – مجلة الثوابت اليمنية – العدد ص20-25 .

[9] ) وزارة التخطيط والتنمية (2000) تقييم أولي للوضع الراهن للقطاع الزراعي والسمكي خلال الخطة الخمسية الاولى 96-2000م، ص 10.

[10] ) وزارة الادارة المحلية، مكتب محافظة لحج، لحج التنمية والتجديد الحضاري،ص26 .

د. رحيمة عبدالرحيم

أكاديمية وباحثة لدى مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات. تشغل حالياً منصب رئيس قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية في كلية صبر للعلوم والتربية بجامعة لحج. تتميز بخبرتها الواسعة في مجال الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية، حيث ساهمت من خلال أبحاثها الأكاديمية ومشاركاتها العلمية في تطوير المعرفة بهذا المجال الحيوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى