تتعدد مسارات البحث العلمي والفكري بتعدد القضايا التي تفرض نفسها على واقعنا العربي، لكن خيطها المشترك يبقى في السعي لفهم التحولات وصياغة استجابات واعية للتحديات الراهنة. وفي هذا الإطار يأتي هذا العدد من مجلة بريم ليعكس ثراء الحقول المعرفية وتداخلها بين الطاقة والسياسة والاجتماع والعمران.
يفتتح العدد بدراسة تحليلية للدكتور عباس حسن الزامكي حول ريادة دولة الإمارات في دعم اليمن بمشاريع الطاقة الشمسية، حيث يستعرض تجربة نوعية في عدن وشبوة والمخا، تكشف كيف يمكن للطاقة النظيفة أن تتحول من مجرد بديل تقني إلى رافعة استراتيجية للتنمية والاستقرار.
وفي محور التاريخ، نقدّم عرضًا لكتاب الدكتور علي محافظة تاريخ الأردن المعاصر: عهد الإمارة 1921–1946م، بما يتيحه من قراءة معمقة للبدايات التأسيسية للدولة الأردنية، وتقاطعاتها مع التحولات الإقليمية والدولية في النصف الأول من القرن العشرين.
أما في مجال العمارة والبيئة، فتسلط الباحثة رحيمة عبدالرحيم الضوء على أثر المناخ في المسكن، من خلال تحليل العلاقة الجدلية بين العوامل المناخية وأنماط السكن في البيئات المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدة أن التخطيط العمراني لا ينفصل عن شروط البيئة الطبيعية.
وفي البعد الاجتماعي والصحي، تقدم الدكتورة شورى فضل دراسة بعنوان المراهقون واستخدام الهاتف المحمول، تبحث في التأثيرات الصحية والنفسية والاجتماعية للاستخدام المفرط للتقنيات الذكية، وتقترح حلولًا عملية للحد من المخاطر وتعزيز التوازن الرقمي لدى الأجيال الصاعدة.
إن هذا التنوع في موضوعات العدد يعكس رؤية المجلة في مقاربة المعرفة باعتبارها جسرًا بين الماضي والحاضر والمستقبل، وبين الإنسان وبيئته، وبين التقنية والمجتمع. ومن خلال هذه الدراسات نؤكد أن المعرفة ليست غاية في ذاتها، بل أداة لفهم الواقع، وبوصلة لفتح آفاق التنمية المستدامة وصياغة مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية.
هيئة التحرير
مجلة بريم