
الملخص
تتناول هذه الورقة البحثية الدور الريادي الذي اضطلع به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في صياغة توجهات السياسة الإقليمية والدولية عبر ما يُعرف بـ«دبلوماسية الصمت» أو «الفعالية الهادئة»، وهي مقاربة تقوم على العمل الهادئ، والتأثير الذكي، وبناء التحالفات على أساس الثقة والمصالح المشتركة.
وتحلّل الدراسة أثر هذا النهج على توازنات القوى في الخليج والشرق الأوسط، من خلال المبادرات السياسية والإنسانية التي أطلقتها أبوظبي، واتفاقيات السلام والتطبيع مع إسرائيل، والدور الحاسم الذي لعبته في تعزيز الأمن والاستقرار في مناطق النزاع مثل اليمن وليبيا والسودان وأفريقيا.
كما تسعى الورقة إلى إبراز الأدوات التي اعتمدتها الإمارات لترسيخ مكانتها كقوة إقليمية مسؤولة، توظّف مواردها الاقتصادية والسياسية والعسكرية في خدمة التنمية والسلام، وتعزّز شراكاتها الاستراتيجية مع القوى الكبرى بما يحفظ التوازن الإقليمي ويعزز الاستقرار العالمي.
وتعرض الدراسة أيضًا كيف أسهمت دبلوماسية الإمارات الحديثة، بقيادة الشيخ محمد بن زايد، في إعادة تعريف مفاهيم القوة والقيادة في المنطقة، من خلال نموذج عملي يجمع بين الحزم والحكمة، ويجعل من «الحضور الإقليمي» أداة فعالة لبناء الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة.
تعتمد الورقة منهجًا وصفيًا تحليليًا يستند إلى تقارير رسمية ومراجع أكاديمية حول السياسة الإماراتية الحديثة، بهدف فهم فلسفة القيادة الإماراتية في معالجة الأزمات وصناعة الحضور المتزن الذي يجمع بين الواقعية والرؤية المستقبلية.
Abstract
This study explores the pioneering role of His Highness Sheikh Mohammed bin Zayed Al Nahyan, President of the United Arab Emirates, in shaping regional and international policy through what has come to be known as “silent diplomacy” or “quiet effectiveness.” This approach is grounded in discreet yet strategic action, constructive engagement, and alliance-building based on mutual trust and shared interests.
The paper analyzes the impact of this diplomatic model on power dynamics in the Gulf and the broader Middle East — from political and humanitarian initiatives, peace and normalization agreements with Israel, to the UAE’s decisive contribution to stability in conflict zones such as Yemen, Libya, Sudan, and parts of Africa.
It highlights how Abu Dhabi has established itself as a responsible regional power that channels its economic, political, and military capabilities toward development, peacebuilding, and global cooperation. Through pragmatic leadership and long-term vision, Sheikh Mohammed bin Zayed has redefined the concept of power and diplomacy in the Arab world, advancing a model that balances firmness with wisdom, and influence with stability.
The study adopts a descriptive-analytical methodology, drawing upon official reports and academic sources on contemporary Emirati politics, with the aim of understanding the philosophy of Emirati leadership in managing crises and cultivating a balanced, future-oriented global influence.
المقدّمـــــة
تشهد المنطقة العربية منذ العقدين الأخيرين تحولات جذرية في موازين القوى السياسية والاقتصادية، وقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة فيها دور بارز ومؤثر، حيث برز اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كأحد أهم صانعي القرار في الشرق الأوسط، بفضل رؤيته الاستراتيجية التي جمعت بين الواقعية السياسية والقوة الناعمة([1]) حيث يُمثل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، محوراً استراتيجياً في المشهد الجيوسياسي المعاصر.
لقد رسخت الإمارات، تحت قيادته، مكانتها كقوة إقليمية محورية وفاعل عالمي مؤثر، مما دفع محللين دوليين لوصفه بـ “القائد الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط”([2]). يقوم نهجه في السياسة الخارجية على ما يُعرف بـ “دبلوماسية الصمت”، وهي استراتيجية تجمع بين الواقعية البراغماتية والعمل الحاسم، مفضلة النتائج الملموسة على الخطاب السياسي الصاخب.
هذه الدبلوماسية الهادئة والفعالة لم تغير فقط مسار الإمارات، بل أعادت رسم جزء كبير من خريطة التحالفات والمصالح في المنطقة.
تتمثل خصوصية “دبلوماسية الصمت” في أنها لا تعتمد على التصريحات الإعلامية أو المواقف العلنية، بل على التحرك العملي الهادئ الذي يبني الحضور من خلال العلاقات، والاستثمار، والمساعدات الإنسانية، والوساطات الإقليمية ([3]).
كما تهدف هذه الورقة إلى تحليل أبعاد هذا النهج السياسي وتقييم نتائجه الإقليمية، خصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية التي يشهدها الشرق الأوسط منذ عام 2011 ([4]).

مشكلة الورقة
تسعى الورقة إلى فهم وتحليل التحوّل في الدور الإقليمي لدولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من سياسة خارجية تقليدية قائمة على المساعدات والدبلوماسية الاقتصادية، إلى نهج جديد يعتمد على “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة” أو “دبلوماسية الصمت” التي تمكّنت من التأثير في مسارات الأزمات العربية دون ضجيج إعلامي أو تدخل مباشر، وذلك من خلال توضيح كيف استطاعت أبوظبي، عبر دبلوماسية الصمت والنهج الهادئ، إعادة صياغة توازنات القوة في الشرق الأوسط، خصوصًا في القضايا العربية مثل صفقة غزة، ليبيا، السودان، واليمن، مع المحافظة على علاقات متوازنة مع السعودية وغيرها من القوى الإقليمية، بمعنى آخر، مشكلة الدراسة تتمحور حول تحليل أدوات القوة الإماراتية الجديدة التي جمعت بين الواقعية السياسية والبراغماتية الدبلوماسية، واستطاعت من خلالها تحقيق علاقة استراتيجية وسياسية، وحافظت على سياسة منخفضة الصوت إعلاميًا لكنها فعالة ميدانيًا.
كما تسعى الدراسة إلى فهم الفروق الدقيقة بين النهج الإماراتي القائم على “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة” والنهج السعودي القائم على “الحذر الدبلوماسي”، لتحديد ما إذا كان هذا التحول يعكس تغيّرًا في فلسفة القيادة الخليجية أم تطورًا في بنية النظام العربي بعد 2011م.
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التحليلية والعلمية، أبرزها:
1- تحليل التحول في السياسة الخارجية الإماراتية وذلك من خلال تتبّع تطور الدور الإماراتي منذ تولي الشيخ محمد بن زايد موقع القيادة الفعلية في صنع القرار الخارجي.
2- توضيح مفهوم “دبلوماسية الصمت” وكيف تُترجم عمليًا في الملفات العربية (غزة، ليبيا، اليمن، السودان، سوريا).
3- تفسير آليات “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة” والمتمثل في الكشف عن الأدوات التي تعتمدها أبوظبي في ممارسة الحضور، مثل المساعدات الإنسانية، الاستثمار الاقتصادي، الدبلوماسية الثقافية، التحالفات المرنة، والدور الإغاثي، وتحليل كيفية توظيف هذه الأدوات في تحقيق الأهداف السياسية دون تدخل مباشر أو استخدام صريح للقوة.
4- دراسة الدور الإماراتي في صفقة غزة والتوازن الإقليمي وتحليل الدور الذي لعبته أبوظبي في إنجاح بعض التفاهمات أو الاتصالات غير المعلنة المرتبطة بـ الملف الفلسطيني، وتفسير كيف ساهم هذا الدور في تعزيز موقع الإمارات كقوة وساطة وفاعلة في التوازن الإقليمي.
5- إجراء مقارنة استراتيجية مع السياسة السعودية وذلك من خلال دراسة أوجه التشابه والاختلاف.
6- تقييم مدى تأثير هذا التباين على منظومة العمل العربي المشترك والتوازن داخل مجلس التعاون الخليجي وكذلك تقييم النتائج والانعكاسات الإقليمية وذلك بقياس مدى نجاح دبلوماسية أبوظبي في تعزيز مكانة الإمارات كفاعل عربي مؤثر.
7-استشراف مستقبل الحضور الإماراتي في ظل التحولات الإقليمية بعد اتفاقات التطبيع، وأزمات غزة والسودان، وتراجع بعض القوى التقليدية.
أهمية الدراسة
1. إبراز نموذج جديد في معالجة السياسة الخارجية قائم على الدبلوماسية الهادئة بدل المواجهة الصريحة.
2. المساهمة في إثراء الدراسات العربية حول السياسة الإماراتية المعاصرة.
3. توضيح دور القيادة الإماراتية في تحقيق الاستقرار الإقليمي عبر الحوار والوساطة.
4. تقديم تحليل أكاديمي يمكن أن يُفيد الباحثين وصنّاع القرار في فهم مفهوم الدبلوماسية الفاعلة الهادئة.
أسئلة الدراسة
السؤال الرئيس
كيف قادت أبوظبي سياسة “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة” أو “دبلوماسية الصمت” في الملفات العربية، وما أثر ذلك على موازين القوة الإقليمية وعلى علاقتها بالسعودية والدول العربية الأخرى؟
الأسئلة الفرعية:
1- ما المقصود بمفهوم “دبلوماسية الصمت” في السياق الإماراتي؟
2-كيف استطاع الشيخ محمد بن زايد توظيف هذا النهج في خدمة المصالح الوطنية والإقليمية؟
3- ما أثر دبلوماسية الصمت على علاقات الإمارات مع القوى الإقليمية والدولية؟
4- ما حدود القوة الناعمة الإماراتية في ضوء التحديات السياسية في المنطقة؟
5- كيف ساهمت هذه السياسة في إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط؟
6- ما أوجه الاختلاف والتشابه بين السياسة الإماراتية الهادئة والسياسة السعودية الحذرة في القضايا الإقليمية؟
7- كيف انعكست “دبلوماسية الصمت” على الدور الإماراتي في ملفات مثل غزة، اليمن، ليبيا، السودان، وسوريا؟
منهجية الدراسة
تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، من خلال:
– جمع وتحليل البيانات من تقارير رسمية ومصادر أكاديمية.
– تحليل الخطاب السياسي الإماراتي ومقارنته بنماذج الدبلوماسية التقليدية، باستخدام المنهج المقارن عند تحليل الفروق بين النهج الإماراتي الهادئ والسياسة السعودية الحذرة.
– توظيف منهج دراسة الحالة (Case Study) عبر تحليل نماذج مثل اتفاقيات أبراهام، ودور الإمارات في أزمات اليمن وليبيا.
حدود الدراسة
-الحدود الموضوعية: تركز على تحليل مفهوم وديناميات “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة” الإماراتي وليس على السياسات العسكرية المباشرة.
-الحدود الزمانية: 2015–2025م، وهي مرحلة تبلور الدور الإماراتي في الملفات الإقليمية.
-الحدود المكانية: الدول العربية التي شملتها الدبلوماسية الإماراتية الهادئة.

الإطار النظري:
المحور الأول: مفهوم “دبلوماسية الصمت التي غيرت خريطة الشرق الأوسط”
أولا: دبلوماسية الصمت: ليست تعبيراً عن الحياد أو الانعزال، بل هي آلية متقدمة لإدارة الحضور تعتمد على التخطيط طويل الأمد والتحرك المدروس. وتستند هذه الدبلوماسية إلى أربعة أركان أساسية:
1-البراغماتية والابتعاد عن الأيديولوجيا
تتميز السياسة الإماراتية بالتركيز المطلق على المصالح الوطنية العليا، والابتعاد عن الانخراط في الصراعات الأيديولوجية أو الطائفية. هذا النهج البراغماتي يسمح للإمارات بالتحرك بمرونة فائقة، وتغيير تحالفاتها أو إعادة تقييمها بناءً على المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية. وقد تجلى ذلك في استراتيجية “تصفير المشاكل” التي قادت إلى تطبيع العلاقات مع قوى إقليمية رئيسية مثل تركيا وإيران، بعد فترات من التوتر ( [5] )
2-الشراكات المتوازنة: فن الموازنة بين القوى العظمى
تُعد قدرة الإمارات على الموازنة بين القوى العظمى المتنافسة، وتحديداً الولايات المتحدة والصين وروسيا، إحدى أبرز سمات هذه الدبلوماسية. فبينما تظل الولايات المتحدة شريكاً أمنياً استراتيجياً، أصبحت الصين الشريك التجاري الأول للإمارات، مع ارتفاع التبادل التجاري غير النفطي إلى مستويات قياسية( [6] ). هذا التوازن يمنح الإمارات استقلالية في اتخاذ القرار ويحمي مصالحها من ضغوط الاستقطاب الدولي.
| الهدف الاستراتيجي | طبيعة العلاقة | الشريك العالمي |
| ضمان الامن الاقليمي والحماية العسكرية | شراكة أمنية واستخباراتية عميقة | الولايات المتحدة |
| تعزيز النمو الاقتصادي والتفوق التكنولوجي | الشريك التجاري الاول، شراكة في التكنولوجيا والبنية التحتية (مثل مجموعة جي 42) | الصين |
| تنويع التحالفات وتأكيد الدور الدبلوماسي العالمي | علاقات متنامية ودور وساطة في قضايا إقليمية ودولية | روسيا |
3– القوة الناعمة والدبلوماسية الإنسانية
تُعد الدبلوماسية الإنسانية ركيزة أساسية في الاستراتيجية الإماراتية لبناء الحضور الدولي وتعزيز القوة الناعمة، إذ ترتكز على توظيف المساعدات الإنمائية والاستثمارات الضخمة كأدواتٍ فعّالة لترسيخ الصورة الإيجابية للدولة، وبناء جسور الثقة والتعاون مع الشعوب والحكومات.
وقد انعكس هذا التوجه بوضوح في المبادرات الإنسانية والتنموية التي تقودها الإمارات في مختلف مناطق العالم، وفي استضافتها لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28) في دبي عام 2023، الذي مثّل محطة عالمية بارزة أكدت من خلالها الدولة قدرتها على قيادة الحوار الدولي حول المناخ والتنمية المستدامة، وترسيخ نموذجها كـ قوة ناعمة تجمع بين التنمية والابتكار والمسؤولية العالمية. ( ([7]
4- الاستباقية الأمنية والعسكرية الحازمة
في المقابل، لا تتردد “دبلوماسية الصمت” في توظيف القدرات أو أدوات الردع عند الضرورة لحماية المصالح الحيوية. هذا الاستخدام للقوة يتسم بـ الحسم والهدوء الإعلامي، حيث يتم التركيز على تحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة دون ضجيج سياسي مبالغ فيه.
ثانيا: محطات التغيير في خريطة الشرق الأوسط والإقليمي الكبرى
لقد أدت هذه الدبلوماسية الهادئة إلى تغييرات ملموسة في المشهد الإقليمي، أبرزها:
1- اتفاقيات إبراهيم: كسر الجمود التاريخي
تُعد اتفاقيات إبراهيم (2020) لتطبيع العلاقات مع إسرائيل النقطة الأكثر تحولاً في السياسة الخارجية الإماراتية. لقد قاد الشيخ محمد بن زايد هذه الخطوة التي مثلت كسراً لتابو سياسي دام عقوداً، وأعادت تشكيل ميزان القوى في المنطقة. وقد تم تقديم الاتفاق كأداة دبلوماسية استباقية تهدف إلى تحقيق مصالح استراتيجية، من ضمنها وقف الضم الإسرائيلي المعلن لأجزاء من الضفة الغربية([8]). هذا التحرك رسخ مكانة الإمارات كقوة قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية تتجاوز الإجماع العربي التقليدي.
2- المشاركة العسكرية في اليمن.. الاستخدام الاستراتيجي للقوة
جسدت المشاركة العسكرية الإماراتية في اليمن نموذجاً للاستخدام المدروس للقوة. لم يكن الهدف المعلن هو الانخراط في حرب طويلة، بل تأمين المصالح الاستراتيجية ومكافحة التهديدات الإرهابية (القاعدة والحوثيين) واحتواء النفوذ الإيراني. وبعد تحقيق الأهداف المتمثلة في ترسيخ الأمن والاستقرار في الموانئ والمناطق الحيوية، قامت الإمارات بـ إعادة انتشار استراتيجي لقواتها، مع الإبقاء تقديم دعم لقوى محلية ([9]).
هذا الانسحاب الحكيم أظهر أن “دبلوماسية الصمت” تتبنى استراتيجية القتال لتحقيق الأهداف، لا القتال من أجل القتال.
3- دور الوساطة الإقليمية والدولية
في السنوات الأخيرة، برزت الإمارات كـ وسيط موثوق في العديد من النزاعات. هذا الدور الجديد يعكس الثقة الدولية في حيادها وقدرتها على التواصل مع جميع الأطراف. من أبرز الأمثلة:
– الوساطة بين روسيا وأمريكا: لعبت الإمارات دوراً حاسماً في تسهيل عمليات تبادل الأسرى بين البلدين.
– الجهود الدبلوماسية في الصراع الروسي-الأوكراني: سعت الإمارات للتوسط وتشجيع المحادثات الدبلوماسية، مما يؤكد دورها كلاعب عالمي يسعى للاستقرار([10])

المحور الثاني: الدور الإماراتي الحاسم في إنجاح صفقة غزة والتوازن الإقليمي.
شهدت المنطقة تحولات جيوسياسية عميقة تزامنت مع التوترات المتصاعدة في قطاع غزة، مما وضع الدول الإقليمية أمام تحديات جمة لمعالجة الأزمة والمساهمة في تحقيق الاستقرار. في هذا السياق، برز الدور الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة كعامل حاسم ومحوري، لا يقتصر على تقديم الدعم الإنساني فحسب، بل يمتد ليشمل جهودًا دبلوماسية وسياسية مكثفة تهدف إلى إنجاح صفقات وقف إطلاق النار والمساهمة في رسم ملامح التوازن الإقليمي الجديد ([11]).
أولآ: الإطار الاستراتيجي — دوافع أبوظبي للمبادرة والوساطة والتنسيق متعدد الأطراف (الولايات المتحدة — مصر — قطر)
ترى الإمارات في حلّ أزمة غزة مصلحة استراتيجية مباشرة: كحفظ الاستقرار الإقليمي، حماية المصالح الاقتصادية والدبلوماسية المكتسبة عبر اتفاقات التطبيع (Abraham Accords)، وتقليص مخاطر تصعيد يهدد الاستثمارات والأمن الإقليمي. كما أن نجاح وساطة يمنحها نفوذاً سياسياً ودبلوماسياً أكبر بين واشنطن والفاعلين الإقليميّين ([12]). ولهذا فان الإمارات لم تعمل بمعزل؛ بل شَكلت شبكة تنسيق إقليمية ودولية — غالباً بالتعاون أو التوازي مع مصر وقطر والولايات المتحدة — لتسهيل تفاهمات حول هدنة/تبادل أسرى ودخول مساعدات. هذا الأسلوب سمح بتجميع ضغوط ومكافآت مختلفة لتأمين توافق أطراف متعارضة. وقد تمثلت آلية العمل في عقد لقاءات ثنائية/ثلاثية، تبادل معلومات لوجستية وإنسانية، ووسائل ضغط دبلوماسي (وساطة لدى إسرائيل وحملات إغاثة) لإقناع الأطراف بالموافقة ([13])، وذلك من خلال استخدام «اتفاقات إبراهيم» كأداة نفوذ وشرعية للتقارب مع إسرائيل.
كما ان التطبيع مع إسرائيل منح الإمارات قناة رسمية يمكنها من خلالها ممارسة نفوذ مباشر (محادثات دبلوماسية/اقتصادية) مع صناع القرار الإسرائيليين، ما سهّل تقديم حوافز أو حلول تقنية/لوجستية مرتبطة بصفقة. كذلك كان الترويج لكون الحل «مدني-إنساني» مفيداً لإبراز الجدوى السياسية للتطبيع، وتمثل ذلك في استثمار العلاقات الثنائية (قنوات دبلوماسية، اتصالات على مستوى عالٍ) لدفع تفاهمات إنسانية وسياسية ([14]).
كما تعهدت الإمارات بتمويل أجزاء من الإغاثة أو خطط إعادة الإعمار وقد استخدم كحافز لإقناع أطراف دولية وإقليمية بدعم أو قبول تفاهمات مؤقتة في غزة، خصوصاً أن إعادة الإعمار تحتاج موارد وسرعة تنفيذ، تقديم وعود تمويلية، تنسيق دخول مساعدات، وإعلان مبادرات لإعادة الإعمار كجزء من حزمة تفاهمات ما بعد وقف إطلاق النار( [15] ).
أما في جانب الامن والحوكمة والجانب الإداري فالإمارات ساندت (أو دعمت أفكاراً حول) تشكيل إدارة مؤقتة أو إصلاحات في السلطة الفلسطينية بعد انتهاء القتال، وذلك من خلال محادثات حول أشكال الإدارة المؤقتة، دعم تقني-مالي لإصلاحات مؤسساتية، وإمكانية إشراف دولي-إقليمي على إعادة الإعمار. واظهرت اهتماماً بأسماء/شخصيات مُحتمَلة (مثل عناصر تكنوقراطية أو قيادات محسوبة) يمكن أن تؤمن استقراراً مؤقتاً. هذا الجانب أثار أيضاً قلقاً لدى فاعلين فلسطينيين وبعض الدول إقليمية بشأن سيادة القرار الفلسطيني ([16])
وفي جانب البُعد الإقليمي والتوازن ومواجهة النفوذ الإيراني وإعادة تشكيل التحالفات نجحت وساطة إماراتية عززت مكانة أبوظبي كقوة توازن في مواجهة مدّ تأثير إيران في المنطقة، وهذا يمنحها قدرة أكبر على تشكيل تراكيب إقليمية جديدة (تعاون أمني، علاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، ونافذة للتواصل مع دول عربية أخرى)، وكذلك تواصل دبلوماسي نشط مع دول الخليج/محيط إقليمي، مبادرات أمنية واقتصادية لتعزيز شبكة تحالفات جديدة تقلل من الاعتماد على قوى تقليدية أخرى ([17]).
مارست الامارات أدوات عديدة في معالجة الصراع وكان أبرزها «الحضور الصامت» كقنوات خلفية، مبادرات ثنائية، واستخدام شبكة علاقات عالمية كل ذلك يمكن ان نطلق علية غالباً نفوذاً «خلف الكواليس» (quiet diplomacy) وقد ظهرفي عدة صور كعرض موارد مالية، اتصالات استخباراتية/دبلوماسية، وتقديم مبادرات إنسانية، بدلاً من قيادة علنية وصاخبة. هذا الأسلوب يمنح مرونة لكنه محدود إذا واجه رفضاً سياسياً أو تقلبات داخلية لدى الأطراف([18]).
ثانيآ: الدور الدبلوماسي والسياسي في إنجاح صفقة غزة :
اتسم الدور الإماراتي في الأزمة الأخيرة بالفاعلية والمسؤولية، حيث لم تكتفِ أبوظبي بالمراقبة، بل انخرطت مباشرة في جهود الوساطة والدعم السياسي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار من خلال:
1. دعم جهود الوساطة وتثبيت الاتفاق :
رحبت وزارة الخارجية الإماراتية بـ “إطار وقف إطلاق النار” في غزة، معتبرة إياه تتويجاً لجهود متواصلة تهدف إلى تحقيق السلام الدائم والعادل وقد تجسد هذا الدور في:
– الدعم السياسي: ثمنت الإمارات الجهود الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية، والمساعي الدؤوبة التي قامت بها كل من دولة قطر وجمهورية مصر العربية والجمهورية التركية لتيسير التفاهمات التي أفضت إلى الاتفاق([19]).
– تثبيت الهدنة: انخرطت قيادات إماراتية رفيعة المستوى في مباحثات مكثفة مع مسؤولين أمريكيين (مثل لقاءات الشيخ طحنون بن زايد مع جاريد كوشنر وويتكوف) بهدف تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومنع أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الهش ([20])، تؤكد هذه اللقاءات على الدور الإماراتي كحلقة وصل موثوقة بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة.
2- الحضور في المحافل الدولية : استغلت الإمارات عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتعزيز الموقف الفلسطيني والدفع نحو حل سياسي شامل. ففي خضم الأزمة، قامت الإمارات بصياغة مشروع قرار يدعو إسرائيل إلى وقف توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية([21]).
ثالثا: المساهمة الإنسانية والإغاثية
1- حجم المساعدات ونطاقها :
أطلقت دولة الإمارات عملية “الفارس الشهم 3” الإغاثية، التي شكلت أكبر مبادرة إغاثية إماراتية في فلسطين. وقد أظهرت التقارير الأممية حجم هذا الدور في تقارير أممية (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية – أوتشا) حجم المساعدات الإماراتية بـ 44% من إجمالي المساعدات الدولية المقدمة لغزة([22]).
كما أشارت مصادر رسمية إلى أن قيمة المساعدات العاجلة المرسلة تجاوزت 1.8 مليار دولار، وأن إجمالي الإمدادات الإغاثية التي دخلت القطاع عبر الجسور الجوية والبحرية والبرية تجاوز 10 آلاف طن ([23]).
| المؤشر الكمي | التفاصيل | نوع المساعده |
| 44 % | مساهمة الامارات في اجمالي المساعدات الدولية لغزة | المساعدات الاجمالية |
| 1.8 مليار دولار | قيمة المساعدات العاجلة المرسلة | القيمة المالية |
| اكثر من 10 طن | اجمالي وزن الامدادات الغذائية ( غذاء، دواء وايواء) | المساعدات النقدية |
| 6 محطات | دعم وتشغيل محطات تحلية المياه | البنية التحية |
2- المشاريع الحيوية:
لم تقتصر المساعدات على الإمدادات، بل شملت مشاريع حيوية ذات تأثير مباشر على حياة السكان:
– المستشفى الميداني الإماراتي: تم إنشاء المستشفى الميداني في غزة لتقديم الرعاية الطبية العاجلة. وقد استقبل المستشفى منذ افتتاحه أكثر من 48,700 حالة مرضية، وأجرى عمليات جراحية معقدة، مما خفف العبء الهائل عن المنظومة الصحية المنهارة في القطاع([24]).
– دعم النازحين: تركز عملية “الفارس الشهم 3” على توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، بما في ذلك طرود الإيواء والصحة للأمهات والأطفال، في المناطق الأكثر تضرراً.
رابعا: الدور الإماراتي والتوازن الإقليمي الجديد
يُقدم الدور الإماراتي في أزمة غزة نموذجاً لدبلوماسية التوازن التي تسعى إلى الحفاظ على مكتسبات السلام الإقليمي (اتفاقيات إبراهيم) مع التمسك بالثوابت المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
– التمسك بحل الدولتين : جددت الإمارات التزامها الثابت بدعم مبدأ “حل الدولتين”، معتبرة إياه المطلب الأساسي لتحقيق حل “دائم وعادل وشامل” للصراع([25]) ويُظهر هذا الموقف سعي الإمارات لربط السلام الإقليمي الشامل بالعدالة للقضية الفلسطينية، مما يمثل ضغطاً على الشريك الإسرائيلي في اتفاقيات إبراهيم..
– “الضم خط أحمر” : استخدمت الإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل كأداة للضغط، حيث أكدت بوضوح أن أي محاولة لضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية أو أي جزء من الأراضي المحتلة هو “خط أحمر” ([26]). وقد ساهم هذا الموقف الحازم في لجم التوسع الاستيطاني وتأكيد عدم تخلّي الإمارات عن القضية الفلسطينية مقابل التطبيع
| الاثر على التوازن الاقليمي | الموقف الاماراتي | البعد الاقليمي |
| يوازن بين متطلبات اتفاقيات ابراهيم والتوابت العربيه | تجديد الدعم لحل الدولتين ووقف الاستيطان | القضية الفلسطينية |
| يعزز دور الامارات كشريك موثوق في معالجة الازمات الاقليمية | دعم جهود وقف اطلاق النار وتثبيتة | الاستقرار الاقليمي |
| يؤكد على الدور الانساني كأولوية قصوى، ويعزز مكانة الامارات كقوة إغاثية عالمية | تصدر قائمة الدول المقدمة للمساعدات 44% | المساعدات الانسانية |
المحور الثالث: سياسة “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة” لأبوظبي في الملفات العربية:
أولا سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة: تعني استخدام أدوات غير عسكرية تقليدية (كالاستثمار، الثقافة، الإعلام، الدعم بالخلف عبر وكلاء محليين، والوساطات الدبلوماسية) لتحقيق تأثير سياسـي واستراتيجي في دول عربية — مع تجنّب الإعلان عن احتلال أو وجود عسكري مكشوف لعقود طويلة. أبوظبي تجمع بين رأس المال والمرونة السياسية لبناء شبكات نفوذ محلية وإقليمية من دون دائماً إظهار حضورها، ويمكن أن تتركز سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة في النقاط التالية:
1- الدبلوماسية الثقافية والتنموية كأداة للنفوذ الهادئ
اعتمدت دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا سيما أبوظبي، منذ عام 2015 على الدبلوماسية الثقافية والتنموية بوصفها أداة رئيسية من أدوات سياستها الخارجية القائمة على “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة”. هذه السياسة تقوم على استخدام الثقافة، والتعليم، والمساعدات الإنسانية، والمشروعات التنموية لتعزيز حضور الإمارات ونفوذها الإقليمي بطريقة ناعمة وغير صدامية، فقد سعت أبوظبي إلى بناء صورة دولية تقوم على قيم التسامح، والانفتاح، والاعتدال، مع التركيز على إبراز “النموذج الإماراتي” كقوة استقرار في محيط عربي يعاني من النزاعات والاضطرابات. ومن أبرز مظاهر هذه الدبلوماسية الثقافية مشروع متحف اللوفر أبوظبي الذي افتتح عام 2017، والذي شكّل علامة فارقة في ترسيخ صورة الإمارات كمركز ثقافي عالمي يجمع بين الشرق والغرب.
كما استخدمت أبوظبي مؤسساتها الإنسانية مثل مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية لتعزيز نفوذها في دول عربية تعاني من أزمات إنسانية، كاليمن وسوريا والسودان. فالمساعدات الإماراتية هناك لم تكن مجرد أعمال خيرية، بل أداة سياسية ناعمة تُظهر الدولة كفاعل مسؤول، وتفتح في الوقت ذاته قنوات تأثير غير مباشرة في تلك المجتمعات.، ومن خلال هذا التوجّه، نجحت الإمارات في تعزيز صورتها كقوة سلام واستقرار، واكتسبت شرعية إقليمية ودولية مكّنتها من التأثير في السياسات العربية دون اللجوء إلى أساليب الضغط أو التدخل الصريح.([27])([28])([29])
2- الحضور الاقتصادي والاستثماري كمدخل لتوسيع الدور الإقليمي
يُعد الحضور الاقتصادي والاستثماري أحد أهم ركائز السياسة الخارجية الإماراتية في السنوات الأخيرة، إذ تبنّت أبوظبي منذ عام 2015 استراتيجية قائمة على توظيف المال والاستثمار كوسيلة لبناء نفوذ إقليمي هادئ داخل الدول العربية. وتتمثل هذه الاستراتيجية في الدخول إلى القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الموانئ، والطاقة، والزراعة، والبنية التحتية، بشكل يخلق علاقات اعتماد متبادل بين الإمارات وتلك الدول.
ففي اليمن، استثمرت الإمارات في تطوير الموانئ الجنوبية، مثل ميناء المكلا وعدن وسقطرى، بما يضمن لها نفوذًا استراتيجيًا على طرق التجارة البحرية بين الخليج والبحر الأحمر. وترافق ذلك مع تقديم مساعدات إنسانية وتنموية ضخمة هدفت إلى كسب القبول الشعبي والسياسي في المناطق الجنوبية، وفي السودان، لعبت أبوظبي دورًا محوريًا في دعم الانتقال السياسي بعد عام 2019، عبر تقديم مساعدات مالية واستثمارات في الزراعة والموانئ على البحر الأحمر، ما عزز نفوذها لدى المجلس العسكري والحكومة الانتقالية، أما في ليبيا، فقد استخدمت الإمارات نفوذها الاقتصادي لدعم طرف سياسي وعسكري محدد (الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر) من خلال تمويل مشروعات إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية، وهو ما مكّنها من بناء تأثير اقتصادي وسياسي مزدوج، وفي سوريا وتونس، استخدمت أبوظبي سياسة “الانفتاح الاقتصادي التدريجي” كوسيلة لإعادة العلاقات السياسية، فعملت على إعادة فتح سفارتها في دمشق عام 2018، وشاركت في دعم بعض المشاريع الاقتصادية التونسية بعد عام 2021، في محاولة لتثبيت نفوذها السياسي بطريقة غير مباشرة.
كل تلك الممارسات أظهرت أن الاقتصاد بالنسبة لأبوظبي لم يعد مجرد أداة تنموية، بل تحول إلى وسيلة استراتيجية للنفوذ الهادئ تُتيح للدولة التأثير في السياسات الداخلية والإقليمية للدول العربية بطريقة متدرجة وغير صدامية.([30])
3- الحضور عبر الوكلاء المحليين والقوى غير الرسمية
اعتمدت أبوظبي منذ عام 2015 على استراتيجية الحضور عبر الوكلاء المحليين في عدد من الدول العربية، وهي سياسة تهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية الإماراتية دون انخراط مباشر أو مواجهة مفتوحة. وتعتمد هذه المقاربة على دعم فاعلين محليين سياسيين أو عسكريين ينسجمون مع رؤيتها تجاه الاستقرار، ومكافحة الإسلام السياسي، وبناء أنظمة موالية أو متوافقة مع مصالحها.
وظهر ذلك جليا في جنوب اليمن، بدعم أبوظبي للمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحزام الأمني كنموذجًا واضحًا للنفوذ غير المباشر، حيث وفّرت الدعم العسكري والمالي والتدريب لهذه التشكيلات منذ عام 2016، بهدف تأمين المصالح الإماراتية في الموانئ والمناطق الجنوبية الحساسة مثل عدن والمكلا.
أما في ليبيا، فقد مارست الإمارات سياسة مشابهة عبر دعم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، من خلال الدعم اللوجستي والتمويل والتغطية السياسية، في إطار سعيها لمواجهة الحضور التركي والقطري وحركات الإسلام السياسي.
وفي السودان، أقامت أبوظبي علاقات قوية مع قوات الدعم السريع وبعض القيادات العسكرية البارزة، وشاركت في تسهيل الاتفاقات السياسية بين الأطراف المختلفة بعد سقوط نظام عمر البشير، ما منحها موقعًا مؤثرًا في معادلات السلطة الانتقالية.
حتى في سوريا وتونس، سعت أبوظبي إلى دعم أطراف محلية تميل إلى مواقفها السياسية، سواء من خلال دعم مؤسسات أمنية أو قوى سياسية علمانية مناوئة للتيارات الإسلامية، مع الحفاظ على مظهر “الوسيط المتوازن”.
هذه السياسة تعكس نهج الدبلوماسية الفاعلة الهادئة الذي يجمع بين الدعم بالوكالة والتحكم غير المباشر، بحيث تُحقق الإمارات أهدافها دون الانغماس في حروب مفتوحة أو تحمّل تبعات سياسية مباشرة، وهو ما جعلها من أكثر الفاعلين الإقليميين قدرة على التأثير دون ضجيج إعلامي أو تدخل عسكري معلن.([31])([32])([33])([34])
4- الإعلام والدبلوماسية الهادئة كوسيلتين لتشكيل السرد الإقليمي
يُعد الإعلام والدبلوماسية الهادئة من أبرز أدوات الدبلوماسية الفاعلة الهادئة التي تستخدمها أبوظبي للتأثير في البيئة العربية. فمنذ منتصف العقد الماضي، استثمرت الإمارات في شبكات إعلامية إقليمية ومحلية واسعة النطاق — مثل قناة “سكاي نيوز عربية” ومؤسسات صحفية رقمية عديدة — تهدف إلى تشكيل السرد الإقليمي بما يتماشى مع رؤيتها السياسية.
تُركّز هذه السياسة الإعلامية على تقديم الإمارات كدولة استقرار وتنمية، في مقابل تصوير خصومها الإقليميين — ولا سيما جماعات الإسلام السياسي أو القوى المتمردة — كمصدر تهديد للأمن العربي. ومن خلال هذا التوجيه الإعلامي، استطاعت أبوظبي التأثير على الرأي العام العربي والدولي، وصياغة خطاب “الاعتدال” و”التسامح” الذي يعزّز مكانتها في مواجهة القوى المنافسة.
أما الدبلوماسية الهادئة، فهي الجانب الثاني من هذه المعادلة، إذ تعمل الإمارات من خلال قنوات خلفية واتصالات غير علنية لتسوية النزاعات أو الوساطة فيها، مثل دورها في إعادة العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا (2018)، ومبادراتها في الوساطة بين أطراف الأزمة السودانية (2021–2023)، وكذلك في إعادة فتح قنوات التواصل مع سوريا.
وتعتمد هذه الدبلوماسية على مبدأ “عدم الصدام” و”الوساطة الصامتة”، ما يتيح لأبوظبي كسب ثقة الأطراف المختلفة وتعزيز حضورها كقوة موازنة في المنطقة. وتُظهر التجارب العربية أنّ هذه السياسة منحت الإمارات نفوذًا متزايدًا في قضايا حساسة، مع احتفاظها بصورة “الدولة الهادئة والعقلانية” في علاقاتها الدولية.([35])([36])([37])([38])
5- التحالفات الإقليمية المرنة كإطار للنفوذ الهادئ
لقد اتبعت أبوظبي نهجًا يقوم على التحالفات الإقليمية المرنة التي تتيح لها توسيع نفوذها دون الاضطرار إلى الالتزام بتحالفات صلبة طويلة المدى. فقد اعتمدت على مبدأ “الشراكة الانتقائية” مع الدول العربية تبعًا للمصالح وليس الأيديولوجيا.
ففي مصر، كانت الإمارات من أبرز الداعمين السياسيين والاقتصاديين للنظام المصري بعد عام 2013، معتبرة أن استقرار القاهرة يمثل ركيزة لأمن الخليج والمنطقة، كما ضخت استثمارات بمليارات الدولارات في قطاعات الطاقة والبنية التحتية.
وفي السعودية، نسّقت أبوظبي مواقفها في ملفات عدة مثل اليمن وليبيا، لكنها في الوقت نفسه حافظت على استقلالية قرارها، كما ظهر في انسحابها التدريجي من العمليات العسكرية في اليمن عام 2019 دون صدام مع الرياض.
أما في الأردن والمغرب، فقد انتهجت الإمارات سياسة الدعم المالي والاقتصادي المتبادل، وشاركت في مشاريع استثمارية كبرى، مع تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي، مما جعل هذه الدول حلفاء استراتيجيين في الإطار العربي المعتدل.
وتتجلى مرونة هذه التحالفات في قدرة أبوظبي على إدارة علاقاتها بطريقة مزدوجة: فهي تحافظ على تحالفاتها التقليدية مع السعودية ومصر، وفي الوقت ذاته تفتح قنوات تواصل مع تركيا وإيران وإسرائيل بعد عام 2020، بما يعكس سياسة براغماتية قائمة على المصالح الواقعية لا الاصطفاف الأيديولوجي.([39])([40])([41])([42])
6- شبكة القواعد اللوجستية والعسكرية كوسيلة نفوذ غير مباشر
سياسة أبوظبي تقوم على الدبلوماسية الفاعلة الهادئة، ولكن على الرغم من كل ذلك فإنها أدركت أهمية القوة الصلبة كعامل داعم للقوة الناعمة، ولذلك سعت إلى بناء شبكة قواعد لوجستية ومراكز انتشار خارج حدودها لتأمين مصالحها الاقتصادية والأمنية.
وقد برز هذا التوجّه بوضوح في القرن الإفريقي، حيث أقامت الإمارات قواعد وموانئ في إريتريا (عصب)، والصومال (بربرة وبوصاصو)، مما مكّنها من مراقبة خطوط الملاحة البحرية الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن.
كما أقامت ترتيبات أمنية في اليمن عبر قواتها في سقطرى والمكلا، مما منحها قدرة لوجستية استراتيجية لتعزيز نفوذها البحري. هذه القواعد لا تُستخدم لأغراض عسكرية بحتة، بل أيضًا كمنصات لدعم المساعدات الإنسانية وحماية خطوط التجارة البحرية التي تُعد شريانًا حيويًا للاقتصاد الإماراتي.
ومن خلال هذه الشبكة، استطاعت أبوظبي أن تتحول من دولة خليجية محدودة الحضور إلى فاعل إقليمي مؤثر في الأمن البحري الإقليمي والعربي، دون أن تدخل في مواجهات مباشرة، مما يجسّد مفهوم الحضور الصامت عبر الحضور اللوجستي.([43])([44])([45])
7- الدور الإنساني والديني في خدمة الحضور السياسي
اعتمدت أبوظبي على الدور الإنساني والديني كجزء من أدوات القوة الناعمة لتعزيز مكانتها في العالم العربي. فالمساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها الإمارات، سواء عبر الهلال الأحمر أو مؤسسة زايد الخيرية، أصبحت أداة سياسية ناعمة لتكريس نفوذها الإقليمي.
ففي اليمن، موّلت الإمارات إعادة بناء المستشفيات والمدارس في المحافظات الجنوبية، وفي السودان قدمت مساعدات غذائية وطبية ضخمة بعد الفيضانات، وفي سوريا ساهمت في مشاريع الإغاثة داخل المناطق المتضررة من الحرب.
أما على الصعيد الديني، فقد رعت أبوظبي مبادرات كبرى مثل وثيقة الأخوة الإنسانية (2019) التي وُقعت مع الفاتيكان، وأسست مجلس حكماء المسلمين في 2014، كمنصة لنشر خطاب الاعتدال والتسامح، ما عزّز صورتها كعاصمة “الإسلام المتسامح” في مقابل التيارات المتشددة.
هذه المقاربة الإنسانية – الدينية مكّنت أبوظبي من الجمع بين الرمزية الأخلاقية والحضور السياسي الهادئ، بحيث تُمارس التأثير دون تدخل مباشر أو فرض هيمنة تقليدية.([46])([47])([48])
8- تقييم شامل لنتائج سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة في البيئة العربية
أثمرت سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة التي قادتها أبوظبي عن تحول نوعي في موقع الإمارات الإقليمي. فقد انتقلت من دولة ذات حضور اقتصادي فقط إلى فاعل سياسي ودبلوماسي مركزي في قضايا المنطقة. كما نجحت هذه السياسة في ترسيخ صورة الإمارات كقوة استقرار في اليمن وليبيا والسودان، وكوسيط متوازن في أزمات سوريا وتونس ومصر، وكشريك اقتصادي واستثماري فاعل في المغرب والأردن، ومع ذلك، واجهت الإمارات تحديات تتعلق باتهامات “الحضور الزائد” أو “التحكم غير المباشر”، خاصة في اليمن وليبيا، حيث نظر بعض الفاعلين المحليين إلى دورها بريبة. إلا أن توازنها بين القوة الناعمة والواقعية السياسية مكّنها من الحفاظ على علاقاتها المتنوعة دون الدخول في صدامات حادة.
بذلك، يمكن القول إن “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة” أصبح سمة مميزة للدور الإماراتي العربي، يقوم على التحكم في مسارات التأثير دون مواجهة مباشرة، ويمزج بين أدوات الاقتصاد والإعلام والثقافة والمساعدات، ليجعل من الإمارات نموذجًا جديدًا للدبلوماسية البراغماتية في القرن الحادي والعشرين.([49])([50])([51])
9- المخاطر والقيود التي تواجه الدبلوماسية الفاعلة الهادئة
على الرغم من نجاح سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة في تحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة لأبوظبي، إلا أن هذه السياسة تواجه قيودًا ومخاطر متعددة.
أولًا: يعتمد أبوظبي على خلق تحالفات مع قوى محلية في عدد من الدول، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، ما يعني أن هؤلاء الوكلاء قد يتصرفون باستقلالية أو قد تتغير مصالحهم المحلية بما يعارض أهداف الإمارات.
ثانيًا: ظهور أي تقارير تنشر مزاعم عن تدخل إماراتي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو ما قد يتطلب تفنيذ أي مزاعم قد تؤدي إلى تراجع الشرعية والقبول السياسي في تلك البلدان، مما يضعف مصداقية سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة.
ثالثًا: هناك تحديات إقليمية، حيث أن التوسع الإماراتي في شركات في ملفات مثل اليمن وليبيا قد يُثير توترات مع دول عربية، وهو ما قد يحد من قدرة أبوظبي على المناورة في بعض المراحل.
رابعًا: سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة تعتمد على الموازنات الاقتصادية والسياسية؛ أي تراجع في القدرة الاستثمارية أو الضغط الإقليمي قد يضعف من هذه السياسة ويجعلها أقل تأثيرًا على المدى الطويل.
بالتالي، على الرغم من المزايا الكبيرة لهذه السياسة، فهي ليست خالية من المخاطر، وتتطلب إدارة دقيقة لكل أبعاد الحضور، الاقتصادية والسياسية واللوجستية، للحفاظ على استمراريتها وفعاليتها في البيئة العربية المعقدة.([52])([53])([54])
المحور الرابع: مقاربة بين القوة الناعمة لدولة الإمارات والسياسة السعودية الحذرة في الملفات الإقليمية
شهدت منطقة الخليج تحولاً جذرياً في سياساتها الخارجية، حيث انتقلت دولتا الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من مرحلة التنسيق التام في التدخلات الإقليمية إلى تبني مسارات استراتيجية متباينة.
تتبنى أبوظبي استراتيجية طموحة وواضحة المعالم ترتكز على القوة الناعمة (Soft Power) وما يُعرف بـ “الدبلوماسية الفاعلة الهادئة”، بينما تحولت الرياض، خاصة في ظل “رؤية 2030″، إلى نهج أكثر حذراً وبراغماتية، يركز على تصفير المشاكل الإقليمية وتعزيز التنمية الداخلية. يهدف هذا البحث إلى إجراء مقاربة تحليلية بين هذين النموذجين المتباينين في إدارة الملفات العربية والإقليمية.
أولا:القوة الناعمة مقابل البراغماتية الحذرة
أ-القوة الناعمة الإماراتية: استراتيجية الاستباق والتأثير
تعدالإمارات من الدول الرائدة إقليمياً في تبني مفهوم القوة الناعمة، ولديها استراتيجية رسمية وشاملة تهدف إلى بلورة برامج وسياسات عمل مستدامة ذات بعد إقليمي وعالمي([55]). هذا النهج الاستباقي يهدف إلى اكتساب ميزة تنافسية وزيادة الحضور الإقليمي والدولي، معتمدة على مجموعة من الأدوات:
- الأدوات الاقتصادية: توظيف الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والموانئ (خاصة في أفريقيا والقرن الأفريقي)، واستضافة الفعاليات العالمية الكبرى، مما يرسخ مكانتها كمركز أعمال ولوجستي عالمي.
- الأدوات الثقافية والدبلوماسية: التركيز على قيم التسامح، التبادل الثقافي، دعم اللغة العربية، والمبادرات الإنسانية، مما عزز مكانتها في مؤشر القوة الناعمة العالمي ([56]).
- الدبلوماسية الفاعلة الهادئة بالوكالة: في مناطق النزاع، مثل اليمن والسودان، تحولت الإمارات من التدخل المباشر إلى سياسة “الحضور بالوكالة”، حيث تدير مصالحها عبر شركاء محليين، مما يحافظ على نفوذها الجيوسياسي بأقل قدر من التكلفة السياسية المباشرة ([57]).
ثانيا: السياسة السعودية الحذرة: البراغماتية وتصفير المشاكل :
شهدت السياسة الخارجية السعودية تحولاً نوعياً منذ إطلاق “رؤية 2030″، متجهة نحو نهج أكثر واقعية وبراغماتية([58]).
هذا التحول جاء بعد فترة من التدخلات الإقليمية الحازمة، مثل حرب اليمن، والتي أظهرت الحاجة إلى تقليل المخاطر والتركيز على الأولويات الداخلية.
– التركيز على الداخل: ربط السياسة الخارجية بأهداف رؤية 2030 الاقتصادية، حيث أصبح الاستقرار الإقليمي شرطاً أساسياً لنجاح خطط التنويع الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات.
– الوساطة والمصالحة: تبنت السعودية استراتيجية “تصفير المشاكل”، حيث برزت كوسيط إقليمي فاعل. أبرز مثال على ذلك هو المصالحة التاريخية مع إيران بوساطة صينية في مارس 2023 ([59])، بالإضافة إلى وساطتها في الصراع السوداني، ودعم جهود المصالحة في اليمن ([60]).
– تقليل الانخراط المباشر: الانسحاب التدريجي من النزاعات المباشرة والتركيز على الحلول الدبلوماسية، مما يعكس سياسة حذرة تهدف إلى تجنب الاستنزاف السياسي والعسكري.
مقارنة تحليلية للاستراتيجيتين في الملفات الإقليمية :
تظهر المقارنة بين النموذجين تبايناً واضحاً في الأدوات والأولويات، على الرغم من أن الهدف النهائي لكليهما هو تعزيز المكانة الإقليمية والدولية([61]).
| الملمح المقارن | دولة الامارات ( القوة الناعمة / الدبلوماسية الفاعلة الهادئة) | المملكة العربية السعودية ( السياسة الحذرة / البراغماتية ) |
| الهدف الاستراتيجي | توسع العلاقات الجيوسياسية والاقتصادية عالمياَ ، والتحول إلى دولة ارتكازية ( Pivotal State ) | ضمان الاستقرار الاقليمي كشرط رؤية 2023 والتنمية الداخلية |
| الاداة الرئيسية | القوة الناعمة ، الاستثمارات، الدبلوماسية. | الوساطة ، المصلحة الاقليمية ، الدبلوماسية المباشرة مع الخصوم ، القوة الاقتصادية الهائلة |
| التعامل مع الخصوم | الحفاظ على قنوات إتصال سرية ومرنة ، والتركيز على المصالح المشتركة ( مثل الدور في افغانستان) | المصالحة المباشرة والعلنية ( مثل إتفاق الرياض – طهران ) والعمل على إنهاء الخلافات |
| التنافس الاقليمي | تنافس هادئ مع السعودية عبر التفوق الاقتصادي والتجاري ، وإستغلال إتفاقيات إبراهيم لتعزيز الميزة التنافسية . | منافسة إقتصادية مع الامارات ( مثل إلزام الشركات الاجنبية بإنشاء مقارها في الرياض ) والتركيز على إستعادة الريادة الاقليمية الكلاسيكية |
| السمة البارزة | الاستباقية والبراغماتية الاقتصادية (والبراغماتية تعني الغاية تبرر الوسيلة) | الواقعية والتحوط الاستراتيجي |
التوصيات:
(1) مقارنة دور الإمارات مع دور قطر ومصر في وساطات سابقة.
(2) دراسة أثر التطبيع على قدرة الدول الخليجية على الوساطة.
(3) تقييم طويل المدى لآثار التمويل الإماراتي على إعادة الإعمار والشرعية المحلية في غزة.
النتائج:
تُظهر سياسة ” الدبلوماسية الفاعلة الهادئة” الإماراتي تحولاً استراتيجياً مدروساً يهدف إلى تحقيق أقصى قدر من المصالح الجيوسياسية والاقتصادية بأقل قدر من التكلفة والمخاطر. يتميز هذا الحضور بـ:
1- المرونة والبراغماتية ويظهر ذلك جليا في القدرة على التكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
2-التركيز على الأدوات غير العسكرية من خلال إعطاء الأولوية للنفوذ الاقتصادي والدبلوماسي الهادئ.
3- الفعالية في مناطق النزاع وذلك من خلال استخدام “الوكلاء” لضمان استمرارية الحضور في المناطق المضطربة مثل اليمن وليبيا والسودان وهذا سمح لأبوظبي بتحقيق استقرار في تلك البلدان.
4-إعادة تشكيل التحالفات بإنشاء محاور جديدة (مثل اتفاقيات إبراهيم) وتصفير المشاكل مع الخصوم السابقين.
5- ترسيخ الحضور الاقتصادي باستخدام الثروة والاستثمار كأدوات دبلوماسية فعالة.
6- تعزيز الاستقرار من خلال دور الوساطة والتحرك الأمني الحاسم والمدروس.
7- نجاح متكامل للقوة الناعمة والاقتصادية حيث استطاعت الإمارات دمج الأدوات الثقافية والتنموية والاقتصادية لتعزيز حضورها الإقليمي.
8- التأثير الإعلامي والدبلوماسي الهادئ والذي ساعد على صياغة صورة إيجابية وشرعية إقليمية للدولة.
9- المرونة في التحالفات من خلال اعتماد النهج القائم على الشراكات الانتقائية مع الدول العربية والخليجية أتاح قدرة على المناورة في ملفات حساسة.
10- الاستدامة الاقتصادية للنفوذ والمتمثل في الاستثمار في البنية التحتية والموانئ والقطاعات الحيوية ودعم الحضور السياسي واستمرارية التأثير على المدى الطويل.
11- التوازن بين القوة الناعمة والصلبة فعلى الرغم من اعتمادها على الدبلوماسية الفاعلة الهادئة، حافظت الإمارات على وجود لوجستي واستراتيجي في مواقع حيوية لدعم نفوذها.
12- المبادرات الإنسانية والدينية عززت من مصداقية الدولة وسمحت بترسيخ الحضور الرمزي.
13- تحقيق توازن الإقليم العربي اعتمدته الامارات كأسلوب للنفوذ الهادئ مما سمح لها بالاستمرار كفاعل مؤثر دون الدخول في صدامات مباشرة مع قوى إقليمية أخرى.
الخاتـمة
تُظهر الدراسة أن الدور الإماراتي في أزمة غزة لم يكن هامشياً، بل كان حاسماً ومتعدد الأوجه. فمن جهة، عملت الدبلوماسية الإماراتية كجسر حيوي لتأمين وتثبيت صفقة وقف إطلاق النار، ومن جهة أخرى، شكلت عملية “الفارس الشهم 3” صمام أمان إنسانياً لسكان القطاع. أما على المستوى الإقليمي، فقد نجحت الإمارات في معالجة التحدي المتمثل في الموازنة بين علاقاتها الجديدة (اتفاقيات إبراهيم) وبين التزامها الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين. إن هذا الدور المتوازن والفاعل يعزز من مكانة الإمارات كلاعب رئيسي يسعى نحو الاستقرار الإقليمي الشامل والمستدام، كما أظهرت الدراسة سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة لأبوظبي بأن الدولة استطاعت منذ 2015 تطوير نموذج متكامل يجمع بين القوة الناعمة والقوة الاقتصادية والواقعية السياسية، ليصبح نفوذها في المنطقة العربية أكثر ثباتًا وتأثيرًا. كما كشف أن الإمارات لم تعتمد على وسيلة واحدة لتحقيق مصالحها، بل وظفت مزيجًا من الدبلوماسية الثقافية، الاستثمارات الاقتصادية، الوكلاء المحليين، الإعلام، التحالفات المرنة، والدور الإنساني والديني، إضافة إلى الدعم اللوجستي والقدرات الاستراتيجية، وهذا النهج ساعدها على بناء نفوذ طويل الأمد في اليمن، ليبيا، السودان، سوريا، تونس، مصر، المغرب، والأردن، مع الحفاظ على صورة الدولة كفاعل معتدل ومسؤول في النظام العربي.
وبالرغم من النجاحات، أظهرت الدراسة أن هذا النهج ليس خاليًا من المخاطر، إذ تعتمد سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة على موازنة دقيقة بين المصالح الاقتصادية والسياسية، والتحكم في وكلاء محليين، وتجنب التصادم مع القوى الإقليمية الأخرى.
المراجع:
- اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. (ويكيبيديا) https://ar.wikipedia.org/wiki
- الإمارات وأهدافها من الحرب في اليمن. (2017) https://carnegieendowment.org/sada/2017/10/the-uaes-war-aims-in-yemen?lang=ar]
- أوراق وتقارير تحليلية عن دور دول الخليج في المفاوضات وآليات الوساطة؛ وإعلانات رسمية ترحّب بالاتفاقات/الهدن.
- أمواج ميديا. (2023، 30 أكتوبر). بعد ثلاث سنوات من اتفاقيات إبراهيم، حرب غزة تضع الإمارات…. https://amwaj.media/ar/article/three-years-after-abraham-accords-gaza-war-corners-uae
- الإمارات في قائمة الدول العشر الأولى على مؤشر القوة الناعمة العالمي.
- بيانات حكومية وأخبار عن جهود دبلوماسية إماراتية لرفع الحصار/دخول الإغاثة وإنشاء مبادرات إعادة إعمار.
- تحليل علاقات الإمارات-إسرائيل وتأثيرها على قدرة الإمارات على الوساطة والسياسات الإقليمية.
- تحليلات عن سياسة الخليج والدور الإماراتي في معالجة تبعات الحرب ومحاولة خلق توازن إقليمي.
- تحليلات عن سياسة الخليج والدور الإماراتي في معالجة تبعات الحرب ومحاولة خلق توازن إقليمي.
- تقرير إخباري عن محادثات الإمارات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الحِكم المؤقت وإعادة الإعمار؛ وتحليلات عن وضع الاتفاقات العربية-الإسرائيلية وتأثيرها.
- حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. استرتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات. الرابط: https://u.ae/ar/about-the-uae/strategies-initiatives-and-awards/strategies-plans-and-visions/strategies-plans-and-visions-untill-2021/the-uae-soft-power-strategy
- دور السعودية في تهدئة النزاعات الدولية والإقليمية في عام 2025العراق.
- درويش، حنان. القوة الناعمة في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، مجلة السياسة الدولية، العدد 219، 2023م.
- سكاي نيوز عربية. (2025، 12 أكتوبر). تقارير أممية: الإمارات تقدم 44% من مساعدات غزة. https://www.skynewsarabia.com/live-story/1659732/62959-
- الشرق الأوسط ( 2023) URL: https://www.alghad.tv
- [1] العين الإخبارية. (2025، 1 أغسطس). الإمارات الأكثر دعما لغزة بـ1.5 مليار دولار جسور عطاء ممتدة. https://al-ain.com/article/the-uae-most-supportive-country-gaza
- العوضي، علي. السياسة الخارجية الإماراتية: من التوازن إلى الحضور الإقليمي، مركز الإمارات للدراسات، 2022م).
- العين الإخبارية. (2025، 9 أكتوبر). اتفاق غزة.. محطات إماراتية بارزة على طريق تحقيق السلام. https://al-ain.com/article/gaza-agreement-emirati-milestones-achieving-peace
- غباش، حمدان (2021). الدبلوماسية الثقافية كأداة للنفوذ الإماراتي في المنطقة العربية. مجلة دراسات الخليج، العدد 45.ي. أبوظبي.
- قوة الكلمة: كيف أعادت الإمارات تعريف الوساطة الدولية؟. (2024). https://www.habtoorresearch.com/ar/programmes
- كاي نيوز عربية. (تاريخ حديث). تحذيرات الإمارات لإسرائيل.. دبلوماسية حازمة أم إنذار مبكر؟
- كيف غيّر الأمير محمد بن سلمان السياسة الخارجية السعودية. https://thmanyah.com/post/1md3gbw1ek_1jhggnmybp
- المحمود، سعيد. الشرق الأوسط بعد الربيع العربي: أدوار القوى الإقليمية الجديدة، دار الفكر العربي، 2021م.
- محمد بن زايد … نموذج عالمي للقيادة. (2022: https://rawabetcenter.com/archives/146042]
- مجموعة “جي 42” والمثلث الصيني الإماراتي الأمريكي. (2024).: https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/mjmwt-jy-42-walmthlth-alamaraty-alamryky
- محمد بن زايد.. صانع السلام ورائد الدبلوماسية الإنسانية. (2025). https://www.albayan.ae/news/uae/uae-and-russia/317544
- مقالات تحليلية وصحفية عن أسلوب «الدبلوماسية الفاعلة الهادئة» الإماراتي وتطبيقاته في نزاعات إقليمية.
- المركز الإماراتي للسياسات (2020). القوة الناعمة في السياسة الخارجية لدولة الإمارات: من الدبلوماسية الثقافية إلى التأثير الإقليم
- مجموعة الأزمات الدولية (2021). الإمارات والقوى المحلية في اليمن وليبيا: من الدبلوماسية الفاعلة الهادئة إلى الحضور المركب. بروكسل.
- المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2022). الدبلوماسية الفاعلة الهادئة: قراءة في أدوات القوة الناعمة الإماراتية في العالم العربي. الدوحة.
- مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية (2021). الاستثمار كأداة للنفوذ الإقليمي: دراسة في السياسة الاقتصادية الخارجية لدولة الإمارات. أبوظبي.
- المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2020). الحضور بالوكالة: قراءة في دور الإمارات في اليمن وليبيا والسودان. الدوحة.
- معهد كارنيغي للشرق الأوسط (2022). دبلوماسية الوكلاء: كيف توسّع الإمارات نفوذها عبر الأطراف المحلية؟. بيروت.
- مركز الإمارات للسياسات (2023). الشراكات الأمنية غير الرسمية في الاستراتيجية الإماراتية بعد 2015. أبوظبي.
- معهد الشرق الأوسط (2020). الإعلام كأداة للنفوذ السياسي في الاستراتيجية الإماراتية بعد 2015. بيروت.
- مركز الإمارات للسياسات (2021). الدبلوماسية الهادئة: مفهومها وتطبيقاتها في السياسة الخارجية لدولة الإمارات. أبوظبي.
- المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2022). القوة الناعمة الإماراتية من الإعلام إلى الوساطة الدبلوماسية. الدوحة.
- مجلة السياسة الدولية (2023). التأثير الإعلامي الإماراتي في السرد الإقليمي العربي. القاهرة.
- مركز الإمارات للسياسات (2020). التحالفات المرنة في السياسة الخارجية الإماراتية. أبوظبي.
- مجلة السياسة الدولية (2021). العلاقات الإماراتية – السعودية: من الشراكة إلى تباين المصالح في اليمن. القاهرة.
- مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الملك سعود (2022). التوازن الإقليمي في السياسة الإماراتية الحديثة. الرياض.
- معهد الشرق الأوسط (2023). إعادة تعريف التحالفات العربية: الحالة الإماراتية نموذجًا. بيروت.
- مجموعة الأزمات الدولية (2020). الإمارات في القرن الإفريقي: الحضور اللوجستي والسيطرة البحرية. بروكسل.
- المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2021). من عصب إلى سقطرى: الجغرافيا الاستراتيجية للنفوذ الإماراتي في البحر الأحمر. الدوحة.
- مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية (2022). الوجود الإماراتي في الموانئ الإفريقية: بين الأمن البحري والتأثير الإقليمي. أبوظبي.
- مركز الإمارات للسياسات (2020). الدين والتسامح كركيزتين في القوة الناعمة الإماراتية. أبوظبي.
- مجلة دراسات الخليج (2021). المساعدات الإنسانية كأداة للنفوذ السياسي في العالم العربي: حالة الإمارات. الدوحة.
- مجلة المستقبل العربي (2024). السياسة الخارجية الخليجية: بين التدخل المباشر والدبلوماسية الفاعلة الهادئة. بيروت.
- معهد البحوث والدراسات العربية (2022). الدبلوماسية الدينية الإماراتية ودورها في إعادة تشكيل الخطاب الإسلامي العربي. القاهرة.
- المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2023). حصيلة عقد من الحضور الإماراتي في المنطقة العربية: قراءة في النتائج والمآلات. الدوحة.
- مركز الإمارات للسياسات (2023). التحول من الاقتصاد إلى السياسة: الإمارات نموذجًا في الدبلوماسية الفاعلة الهادئة. أبوظبي.
- مجلة السياسة الدولية (2024). الدور الإماراتي الجديد في النظام العربي: تقييم نقدي للسياسات الهادئة. القاهرة.
- المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2023). الحضور الإماراتي في العالم العربي: المخاطر والتحديات. الدوحة.
- مركز الإمارات للسياسات (2022). قيود سياسة الدبلوماسية الفاعلة الهادئة: دراسة في البيئة الإقليمية العربية. أبوظبي.
- مجموعة الأزمات الدولية (2021). الإمارات وقيود التدخل في اليمن وليبيا والسودان. بروكسل.
- Middle East Online URL: https://middle-east-online.com
- ما الذي تبحث عنه الإمارات في اليمن؟. Sana’a Center. https://sanaacenter.org/ar/translations/16956
- مجلس الشرق الأوسط. ترسيخ المبادئ بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية.
- المركز العربي العاصمة . The UAE-Saudi Arabia Rivalry Becomes a Rift التنافس الإماراتي السعودي يتحول إلى خلاف. الرابط:
- https://arabcenterdc.org/resource/the-uae-saudi-arabia-rivalry-becom
- وزارة الخارجية الإماراتية. (2025، 9 أكتوبر). الإمارات تُرحب بالاتفاق على المرحلة الأولى من إطار وقف إطلاق النار في غزة. https://www.mofa.gov.ae/ar-ae/MediaHub/News/2025/10/9/9-10-2025-UAE-UAE
- وكالة الأناضول. (تاريخ حديث). ويتكوف وكوشنر يبحثان بالإمارات جهود تثبيت اتفاق غزة https://www.aa.com.tr/ar
- وكالة أنباء الإمارات (وام). (تاريخ حديث). المستشفى الميداني الإماراتي يقدم خدماته الطبية لـ 48700 حالة
- وكالة الأناضول. (2025، 28 سبتمبر). نيويورك.. الإمارات تجدد دعمها “حل الدولتين” للقضية الفلسطينية. https://www.aa.com.tr/ar
[1] -العوضي، علي. السياسة الخارجية الإماراتية: من التوازن إلى الحضور الإقليمي، مركز الإمارات للدراسات، 2022م).
[2] – الشرق الأوسط ( 2023) URL: https://www.alghad.tv
[3] درويش، حنان. القوة الناعمة في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، مجلة السياسة الدولية، العدد 219، 2023م.
3-المحمود، سعيد. الشرق الأوسط بعد الربيع العربي: أدوار القوى الإقليمية الجديدة، دار الفكر العربي، 2021م.
[5] – محمد بن زايد … نموذج عالمي للقيادة. (2022: https://rawabetcenter.com/archives/146042]
[6] – مجموعة “جي 42” والمثلث الصيني الإماراتي الأمريكي. (2024).: https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/mjmwt-jy-42-walmthlth-alamaraty-alamryky
[7] – محمد بن زايد.. صانع السلام ورائد الدبلوماسية الإنسانية. (2025). https://www.albayan.ae/news/uae/uae-and-russia/317544]
[8] – اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. (ويكيبيديا) https://ar.wikipedia.org/wiki
[9] – الإمارات وأهدافها من الحرب في اليمن. (2017).: https://carnegieendowment.org/sada/2017/10/the-uaes-war-aims-in-yemen?lang=ar]
[10] – قوة الكلمة: كيف أعادت الإمارات تعريف الوساطة الدولية؟. (2024). https://www.habtoorresearch.com/ar/programmes
[11]– العين الإخبارية. (2025، 9 أكتوبر). اتفاق غزة.. محطات إماراتية بارزة على طريق تحقيق السلام. https://al-ain.com/article/gaza-agreement-emirati-milestones-achieving-peace
[12] – تقرير إخباري عن محادثات الإمارات مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الحِكم المؤقت وإعادة الإعمار؛ وتحليلات عن وضع الاتفاقات العربية-الإسرائيلية وتأثيرها.
[13] – أوراق وتقارير تحليلية عن دور دول الخليج في المفاوضات وآليات الوساطة؛ وإعلانات رسمية ترحّب بالاتفاقات/الهدن.
[14] – تحليل علاقات الإمارات-إسرائيل وتأثيرها على قدرة الإمارات على الوساطة والسياسات الإقليمية.
[15] – بيانات حكومية وأخبار عن جهود دبلوماسية إماراتية لرفع الحصار/دخول الإغاثة وإنشاء مبادرات إعادة إعمار.
[16] – تقارير إخبارية وتحليلية تناولت مبادرات إماراتية/إقليمية لمرحلة ما بعد الحرب ومناقشة أسماء/مقاربات للحكم المؤقت.
[17] – تحليلات عن سياسة الخليج والدور الإماراتي في إدارة تبعات الحرب ومحاولة خلق توازن إقليمي.
[18] – مقالات تحليلية وصحفية عن أسلوب «الحضور الهادئ» الإماراتي وتطبيقاته في نزاعات إقليمية.
[19] – وزارة الخارجية الإماراتية. (2025، 9 أكتوبر). الإمارات تُرحب بالاتفاق على المرحلة الأولى من إطار وقف إطلاق النار في غزة. https://www.mofa.gov.ae/ar-ae/MediaHub/News/2025/10/9/9-10-2025-UAE-UAE
[20] – وكالة الأناضول. (تاريخ حديث). ويتكوف وكوشنر يبحثان بالإمارات جهود تثبيت اتفاق غزة https://www.aa.com.tr/ar
[21] – أمواج ميديا. (2023، 30 أكتوبر). بعد ثلاث سنوات من اتفاقيات إبراهيم، حرب غزة تضع الإمارات…. https://amwaj.media/ar/article/three-years-after-abraham-accords-gaza-war-corners-uae
[22] – سكاي نيوز عربية. (2025، 12 أكتوبر). تقارير أممية: الإمارات تقدم 44% من مساعدات غزة. https://www.skynewsarabia.com/live-story/1659732/62959-
[23] – العين الإخبارية. (2025، 1 أغسطس). الإمارات الأكثر دعما لغزة بـ1.5 مليار دولار جسور عطاء ممتدة. https://al-ain.com/article/the-uae-most-supportive-country-gaza
[24] – وكالة أنباء الإمارات (وام). (تاريخ حديث). المستشفى الميداني الإماراتي يقدم خدماته الطبية لـ 48700 حالة
[25]– وكالة الأناضول. (2025، 28 سبتمبر). نيويورك.. الإمارات تجدد دعمها “حل الدولتين” للقضية الفلسطينية. https://www.aa.com.tr/ar
[26] — كاي نيوز عربية. (تاريخ حديث). تحذيرات الإمارات لإسرائيل.. دبلوماسية حازمة أم إنذار مبكر؟
[27]– المركز الإماراتي للسياسات (2020). القوة الناعمة في السياسة الخارجية لدولة الإمارات: من الدبلوماسية الثقافية إلى التأثير الإقليم
28-غباش، حمدان (2021). الدبلوماسية الثقافية كأداة للنفوذ الإماراتي في المنطقة العربية. مجلة دراسات الخليج، العدد 45.ي. أبوظبي.
29- المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2022). الحضور الهادئ: قراءة في أدوات القوة الناعمة الإماراتية في العالم العربي. الدوحة.
[30] – مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية (2021). الاستثمار كأداة للنفوذ الإقليمي: دراسة في السياسة الاقتصادية الخارجية لدولة الإمارات. أبوظبي.
[31] – المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2020). الحضور بالوكالة: قراءة في دور الإمارات في اليمن وليبيا والسودان. الدوحة.
[32] – مجموعة الأزمات الدولية (2021). الإمارات والقوى المحلية في اليمن وليبيا: من الحضور الهادئ إلى الحضور المركب. بروكسل.
[33] – معهد كارنيغي للشرق الأوسط (2022). دبلوماسية الوكلاء: كيف توسّع الإمارات نفوذها عبر الأطراف المحلية؟. بيروت.
[34] –
مركز الإمارات للسياسات (2023). الشراكات الأمنية غير الرسمية في الاستراتيجية الإماراتية بعد 2015. أبوظبي.
[35] – معهد الشرق الأوسط (2020). الإعلام كأداة للنفوذ السياسي في الاستراتيجية الإماراتية بعد 2015. بيروت.
[36] – مركز الإمارات للسياسات (2021). الدبلوماسية الهادئة: مفهومها وتطبيقاتها في السياسة الخارجية لدولة الإمارات. أبوظبي.
[37] – المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2022). القوة الناعمة الإماراتية من الإعلام إلى الوساطة الدبلوماسية. الدوحة.
[38] – مجلة السياسة الدولية (2023). التأثير الإعلامي الإماراتي في السرد الإقليمي العربي. القاهرة.
[39] – مركز الإمارات للسياسات (2020). التحالفات المرنة في السياسة الخارجية الإماراتية. أبوظبي.
[40] – مجلة السياسة الدولية (2021). العلاقات الإماراتية – السعودية: من الشراكة إلى تباين المصالح في اليمن. القاهرة.
[41] – مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الملك سعود (2022). التوازن الإقليمي في السياسة الإماراتية الحديثة. الرياض.
[42] – معهد الشرق الأوسط (2023). إعادة تعريف التحالفات العربية: الحالة الإماراتية نموذجًا. بيروت.
[43] – مجموعة الأزمات الدولية (2020). الإمارات في القرن الإفريقي: الحضور اللوجستي والسيطرة البحرية. بروكسل.
[44] – المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2021). من عصب إلى سقطرى: الجغرافيا الاستراتيجية للنفوذ الإماراتي في البحر الأحمر. الدوحة.
[45] – مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية (2022). الوجود الإماراتي في الموانئ الإفريقية: بين الأمن البحري والتأثير الإقليمي. أبوظبي.
[46] – مركز الإمارات للسياسات (2020). الدين والتسامح كركيزتين في القوة الناعمة الإماراتية. أبوظبي.
[47] – مجلة دراسات الخليج (2021). المساعدات الإنسانية كأداة للنفوذ السياسي في العالم العربي: حالة الإمارات. الدوحة.
[48] – معهد البحوث والدراسات العربية (2022). الدبلوماسية الدينية الإماراتية ودورها في إعادة تشكيل الخطاب الإسلامي العربي. القاهرة.
[49] – المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2023). حصيلة عقد من الحضور الإماراتي في المنطقة العربية: قراءة في النتائج والمآلات. الدوحة.
[50] – مركز الإمارات للسياسات (2023). التحول من الاقتصاد إلى السياسة: الإمارات نموذجًا في الحضور الهادئ. أبوظبي.
[51] – مجلة السياسة الدولية (2024). الدور الإماراتي الجديد في النظام العربي: تقييم نقدي للسياسات الهادئة. القاهرة.
[52] – المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (2023). الحضور الإماراتي في العالم العربي: المخاطر والتحديات. الدوحة.
[53] – مركز الإمارات للسياسات (2022). قيود سياسة الحضور الهادئ: دراسة في البيئة الإقليمية العربية. أبوظبي.
[54] – مجموعة الأزمات الدولية (2021). الإمارات وقيود التدخل في اليمن وليبيا والسودان. بروكسل.
[55] – حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. استرتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات. الرابط: https://u.ae/ar/about-the-uae/strategies-initiatives-and-awards/strategies-plans-and-visions/strategies-plans-and-visions-untill-2021/the-uae-soft-power-strategy
[56] – الإمارات في قائمة الدول العشر الأولى على مؤشر القوة الناعمة العالمي.
Middle East Online URL: https://middle-east-online.com
57-ما الذي تبحث عنه الإمارات في اليمن؟. Sana’a Center. https://sanaacenter.org/ar/translations/16956
58- كيف غيّر الأمير محمد بن سلمان السياسة الخارجية السعودية. https://thmanyah.com/post/1md3gbw1ek_1jhggnmybp
[59] – مجلس الشرق الأوسط. ترسيخ المبادئ بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية.
[60] – العراق. دور السعودية في تهدئة النزاعات الدولية والإقليمية في عام 2025.
[61] – المركز العربي العاصمة . The UAE-Saudi Arabia Rivalry Becomes a Rift التنافس الإماراتي السعودي يتحول إلى خلاف. الرابط:



