
الملخص
جزيرة سقطرى هي واحدة من أهم الجزر في العالم من حيث التنوع البيولوجي والتميز البيئي، وتقع في بحر العرب جنوب شبه الجزيرة العربية، تُعدُّ جزيرة سقطرى جزءًا من أرخبيل سقطرى الذي يضم عدة جزر صغيرة أخرى، وتتمتع بموقع جغرافي فريد جعلها مواطنًا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية التي لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.
تمتاز جزیرة سقطری بمناخها المتنوع والمتميز، حيث تتمتع بتضاريس جبلية وسهول ساحلية وشواطئ رملية، مما يسهم في تنوع بيئاتها الطبيعية بسبب هذه الخصائص الفريدة تم إدراج سقطرى عام ٢٠٠٨م في قائمة التراث العالمي للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو.
تستقطب جزيرة سقطرى اهتمام العلماء والباحثين في مجالات البيئة والأنثروبولوجيا وعلم النباتات والحيوانات. نظرًا للتنوع البيولوجي الكبير الذي تتمتع به وسبل الحفاظ على هذا الكنز الطبيعي.
وأختم هذه الورقة بعدد من التوصيات.
الكلمات المفتاحية:
سقطرى، جزيرة الأسرار، الجمال الطبيعي الفريد.
المقدمة:
تُعدُّ جزيرة سقطرى جزءًا من اليمن وتحظى باهتمام خاص من الدولة لأهميتها الاستراتيجية لموقعها الجغرافي في المحيط الهندي وإشرافها على القرن الأفريقي واستمرت أهميتها طوال فترات تاريخها.
وتمتاز الجزيرة بتنوعها البيولوجي الكبير حيث تحتوي على العديد من الأنواع النباتية والحيوانية التي لا يوجد مثيل لها، وهذه الخصائص جعلتها واحدة من آخر الجزر المغمورة في العالم التي تحتفظ بجمالها الطبيعي
وقد شهدت جزيرة سقطرى نهضة عمرانية وتنموية منذ عام 2000م مما انعكس على النشاط الاقتصادي خاصة من خلال تعزيز السياحة البيئية، تُعدُّ سقطرى من الأماكن الفريدة بيئيًا مما جعلها وجهة سياحية جاذبة للمغامرين والباحثين عن الطبيعة النادرة. كما تم تطوير البنية التحتية بشكل تدريجي بما في ذلك بناء الطرق والمطارات وإنشاء المرافق الصحية والتعليمية، وهو ما ساعد في تحسين الحياة اليومية للسكان المحليين.
مشكلة البحث:
رغم هذا التنوع البيئي الثري وما تحتوي عليه من أنواع نباتية وحيوانية عديدة ونادرة إلا أن جزيرة سقطرى تواجه العديد من التحديات التي تهدد استدامتها البيئية والتراثية _ من بين هذه التحديات تأثيرات التغيّر المناخي، والنشاط البشري غير المنظم والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على سكان الجزيرة؛ لذلك تطرح الدراسة تساؤلات حول كيفية الحفاظ على البيئة الفريدة للجزيرة والتعامل مع المشكلات بطريقة توازن بين الحفاظ على التنوع البيولوجي وتحقيق التنمية المستدامة.
حدود البحث
تقع جزيرة سقطرى بين دائرتي عرض 12,18 ْ، 12,42 ْ شمالًا، وبين خطي طول 53, 19 ْ، 54,33 ْ شرقًا، ويحدها البحر العربي من جهات الشمال والشرق والغرب، أما من الجنوب فيحدها المحيط الهندي.
الموقع الجغرافي:
جزيرة سقطری واقعة في البحر العربي والمحيط الهندي جنوب شرقي الجنوب العربي، وهي أكبر جزر أرخبيل سقطری، وتبلغ مساحتها 3260,6كم2، وتبعد عن مدينة المكلا مسافة 391كم، وعن مدينة عدن مسافة 969 كم، وتبعد عن الساحل الأفريقي بمسافة 298كم.
ويصل عدد من سكان جزيرة سقطرى وفقًا لنتائج النهائية للتعداد لعام 2004م حوالي (66264) نسمة، وتنقسم الجزيرة إداريًا إلى مديريتين، هما: مديرية حديبو، ومديرية قلنسية وعبد الكوري.
أهمية البحث:
تتمثل أهمية البحث في الآتي:
1_ الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للجزيرة لاسيما في ظل موقعها الجغرافي في البحر العربي.
2_ تُعدُّ جزيرة سقطرى واحدة من أكثر الأماكن تنوعًا بيئيًا في العالم، فهي موطن العديد من الأنواع النباتية والحيوانية التي لا توجد في أي مكان آخر.
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى:
1_ التعرف على تاريخ الجزيرة والظروف الجغرافية والطبيعية المحيطة بها.
2_ معرفة أنواع النباتات والحيوانات الفريدة التي توجد في الجزيرة.
3_ عرض الدور الاقتصادي للجزيرة بما في ذلك السياحة، والموارد الطبيعية والصناعات المرتبطة بها.
مباحث البحث:
تناولت هذه الدراسة سقطرى جزيرة الأسرار والجمال الطبيعي الفريد، واحتوت على ثلاثة مباحث تناول المبحث الأول التسمية والتعريف بالجزيرة، وتناول المبحث الثاني المناخ والأنشطة الاقتصادية، والمبحث الثالث النبات الطبيعي تبعًا للاستخدامات الطبية والمحميات الطبيعية في الجزيرة، وتوصل البحث إلى عدة توصيات.
المبحث الأول: التسمية والتعريف بالجزيرة
1- التسمية
اختلف المؤرخون في أسباب تسبب تسمية الجزيرة وأرخبيلها بهذا الاسم، فهناك من يرى أن الجزيرة تتكون من كلمتين، هما السوق والقطرة، وجاءت هذه التسمية لأن الجزيرة كانت سوق لمنتجات تجمع في الأساس على شكل قطرة اللبان ودم الأخوين والصبر، وهناك من يرجع أسباب تسمية الجزيرة باسم سقطرى إلى اللغة السنكريتية التي تعني “أرض النعيم”، لما تنعم به من تنوع كبير في مظاهرها الطبيعية الخلابة والنادرة. وهناك من يرى بأن اسم سقطرى مشتق من كلمة ديو سكورايد (DIOSCORDIS) الذي يعتقد أنه تحريف للاسم اليمني سكرد، ويكاد أن يتفق المؤرخون على أسباب التسمية التي تعيدها إلى اعتبار أنها كانت سوقًا لقطرات الصبر واللبان ودم الأخوين.
التعريف بالجزيرة :-
يرى بعض المهتمين بالتاريخ القديم للمنطقة، ومنهم علماء الآثار الإنجليزية (د. دوواب بوکسهول، ناؤمين) أن الإنسان اليمني استوطن سقطري من أجل جمع البخور منذ زمن بعيد، وما يؤكد هذا الاحتمال أنهم كانوا بحارة ماهرين، ومع منتصف القرن الأول للميلاد كان لعرب جنوب الجزيرة العربية (اليمنيين)، موانئهم على سواحل البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، ومارسوا التجارة البحرية مع الهند وشمال الجزيرة العربية، وأطلقوا ما يسمى بطريق اللبان التجاري، وقد لعبت سقطری دورًا مباشرًا ومحددًا في تجارة العالم القديم، حيث كانت محطة ترانزيت بين الهند والجزر المجاورة لها، كمناطق منتجة للبهارات والبخور وغيرها وكدول مستوردة، وبين الفرس والروم ومصر، وقد صدرت منها دروع السلاحف التي كانت بضاعة رائجة ونفيسة جدًا في العالم القديم.
كما أن الموقع الجغرافي لجزيرة سقطرى كان عاملًا بالغ الأهمية في استقطاب الهجرات المتلاحقة التي وفدت عليها من مناطق مختلفة، ولمحاولة الاستيلاء عليها، فقد توالت الهجرات إليها من القرن الأفريقي ومن والهند، وتعاقبت السيطرة عليها بين السلاطين السقطريين والسلاطين المهريين.
واستمر الوضع رغم محاولة البرتغاليين عام 1507م السيطرة عليها، وقد كتب البرتغالي Baroush أنه حتى الاحتلال البرتغالي عام 1507م كانت سقطرى قد خضعت لحكم سلطان قشن ستة وعشرين عامًا، وعلى هذا الأساس تكون السيطرة المهرية قد تمت تقريبًا في عام 1481م كان الحصن العسكري المهري بقرية سوق، مركز سقطرى آنذاك، وهي تقع إلى الشرق من العاصمة الحالية لسقطرى (حديبو)، وقد شيد قبل عام 1481م، وأعاد البرتغاليون بناءه بعد احتلالهم للجزيرة، واستمر التعاقب للسيطرة عليها وكان آخرها السيطرة البريطانية عليها، واتخاذ “موري” قاعدة عسكرية لهم مند عام 1839محتى الاستقلال عنها عام 1967م.
وكانت جزيرة سقطرى تتبع إداريًا محافظة حضرموت حتى صدر القرار الجمهوري بتحويلها إلى محافظة بذاتها في نهاية عام 2013م.
ويتكون هيكلها الإداري من مديريتين، هما مديرية حديبو ومديرية قلنسية وعبد الكوري.
فمديرية حديبو تقع حدودها ضمن الجزيرة، أما مديريتا قلنسية وعبد الكوري فتقع أجزاء منهما فقط في الجزيرة وباقي المساحة ضمن جزر الأرخبيل الأخرى.
المبحث الثاني: المناخ والأنشطة الاقتصادية
1_ المناخ:
تمتاز جزيرة سقطرى بمناخ بحري حار، إلا أن هذا المناخ يتلطف في بعض الأماكن بسبب عامل الارتفاع.
تُعدُّ الظروف المناخية أكثر تأثيرًا على الجزيرة بعناصر المناخ المختلفة، من حرارة ورطوبة ورياح وأمطار.
أ_ الحرارة:
تتأثر درجات الحرارة في جزيرة سقطرى كثيرًا بموقعها الجغرافي، حيث يبلغ المعدل السنوي للحرارة على السهل الشمالي 31 درجة مئوية، وتتميز بالاعتدال وانخفاض المدى الحراري، ويُعدُّ شهري (مايو _ يونيو) أحر شهور السنة (34 ْ _ 33ْ على التوالي)، حين نجد شهور (ديسمبر – يناير – فبراير) أبرد شهور السنة بمعدل يومي للحرارة لا يزيد عن 28 ْ هذا ويرتفع معدل الحرارة القصوى لأحر الشهور إلى 35 ْ، في حين ينخفض معدل الحرارة الدنيا لأبرد الشهور إلى 24,6 ْ وبالارتفاع عن المنطقة الساحلية تنخفض درجات الحرارة.
ب_ الرياح:
تسود الرياح الجنوبية الغربية على الجزيرة التي تسمى بالموسميات الصيفية خلال الأشهر مايو حتى سبتمبر، وهي رياح عنيفة قوية يصل معدل سرعتها إلى 27 عقدة، ووصلت أقصى سرعة لها إلى 44 كلم/ الساعة، وخلال موسوم الرياح الجنوبية الغربية تنعزل الجزيرة عن العالم الخارجي؛ بسبب صعوبة وخطورة الملاحة البحرية والجوية من وإلى سقطرى.
أما الرياح الشمالية الشرقية التي تسمى بالموسميات الشتوية، فتسود خلال المدة من نوفمبر حتى مارس، وتُعدُّ أقل سرعة وعنفًا، إذ لا تتجاوز معدل سرعتها 13 عقدة، وتمتاز الرياح في شهري إبريل وأكتوبر بالهدوء وعدم الانتظام حيث يُعدَّان شهري الانتقال بين الرياح الموسمية الصيفية والشتوية.
ج _ الأمطار:
تمتاز الأمطار الساقطة على الجزيرة بأنها أما أن تكون نادرة وقليلة تسبب الجفاف أو أنها غزيرة وعنيفة تسبب الكوارث، وهي ميزة تنطبق على المناخات الجافة في العالم.
وتتباين كميات الأمطار الساقطة على الجزيرة حيث يتراوح المعدل السنوي لسقوط الأمطار في السهول الساحلية الشمالية بين 150 _ 170 ملم، ويرتفع في المناطق الجبلية والهضبية إلى 380 _ 500 ملم، ما يجعلها مميزة مناخيًا بوصفها منطقة شبه جافة إلى شبه رطبة.
2 _ النشاط الاقتصادي:
مارس سكان الجزيرة منذ القدم، وما زالوا العديد من الحرف والأنشطة التقليدية التي كان لها دور في توزيعهم تبعًا لنوع النشاط، فالسكان الذين يمارسون حرفة الرعي وتربية الحيوانات وزراعة النخيل يتركزون في السهول الداخلية وأقدام الجبال وفي أماكن متناثرة في نطاقي الهضاب والجبال، أما الذين يمارسون حرفة الصيد فأنهم يتواجدون بالقرب من السواحل.
ويمكن إبراز هذه الأنشطة على النحو الآتي:
أ_ صيد الأسماك.
تمثل الثروة السمكية أهم موارد الطبيعية في الجزيرة، وقد عرفها الإنسان السقطري منذ تواجده في المنطقة، واعتمد على صيد الأسماك بوصفه مصدر غذاء طازج، ثم تطور إلى تمليحه والاحتفاظ به، ثم إلى تصدير بعض الأصناف، وقد استخدمت لذلك القوارب الصغيرة في عملية الصيد، بهدف سد الاحتياج المحلي بالدرجة الأساسية.
وتتفاوت كمية الإنتاج من سنة لأخرى تبعًا لعدد القوارب المستخدمة فعليًا ولعدد أيام الاصطياد.
ب _ تربية نحل العسل:
تُعدُّ تربية نحل العسل من أهم الأنشطة الزراعية، بسبب الفوائد المتنوعة كنحل العسل، وما يمتاز به من قيمة غذائية وعلاجية عالية، كما أن لمنتجاته الأخرى أهمية اقتصادية وطبية كبيرة.
وتمتاز الجزيرة بتوفر مقومات تربية النحل، من حيث الغطاء النباتي الذي يمتاز بالتنوع، ويمثل المادة الأولية لإنتاج العسل بما يوفره من بيئة جيدة للنحل لجمع الرحيق وحبوب اللقاح.
تعيش طوائف نحل العسل في الجزيرة بصورة برية في الوديان والجبال وتجاويف الأشجار والمناطق المهجورة وهي منتشرة في كثير من المناطق.
احترف بعض السكان جمع العسل بوصفه غذاءً ومصدرًا للدخل، وهي حرفة لا تحتاج إلى رأس مال، ورغم ما يشكله هذا المورد من أهمية لبعض السكان، فإنه ما يزال يعامل بطريقة بدائية سواء من حيث بناء الخلايا أو طريقة جمع العسل.
المبحث الثالث: النبات الطبيعي تبعًا للاستخدامات الطبية والمحميات الطبيعية في الجزيرة
1_ النبات الطبيعي:
يجمع علماء النبات بأن جزيرة سقطرى تُعدُّ متحفًا طبيعيًا عالميًا فريدًا لما تحتويه من عوائد وأنواع نباتية خاصة بها، نمت وتطورت بصورة مستقلة منذ ملايين السنين عن أصولها القديمة. وتشير العديد من الدراسات إلى أن 30% على الأقل من النباتات التي توجد في الجزيرة تُعدُّ نباتات مستوطنة ونادرة.
وللنبات الطبيعي في سقطرى قيمة اقتصادية طبيعية كبيرة فضلًا عن منافعه الطبية المتميزة، فقد احتلت أشجار البخور والمر واللبان ودم الأخوين والصبر والعديد من النباتات الطبية والعطرية رأس القائمة للنباتات المستغلة والداخلة في الصادرات التجارية للجزيرة فضلًا عن قيمتها بوصفها مراعيًا طبيعيةً واستخدامها للبناء وللوقود وللغذاء كفاكهة. اشتهرت الجزيرة منذ القدم ببعض نباتاتها الطبية والعطرية على مستوى العالم القديم. والأهالي قد تعرفوا إلى النباتات الطبية وتعالجوا بها منذ زمن قديم.
ويمكن ذكر بعض نباتات سقطرى الطبية كما يلي.
1_ شجرة دم الأخوين Dragn,s Blood Tree
الاسم العلمي: Dracaena Cinnabari Balf.f
يوجد هذا النبات على قمم الجبال عادة، ويكثر في بلدة مومي على ارتفاع 500 متر عن سطح البحر، ويبلغ ارتفاع الشجرة نحو 3 أمتار. ذات جذع بين سميك، رأسها مع ساقها يشبه المظلة، الفروع متشعبة، وتتكون الأوراق في نهايات الفروع.
دم الأخوين عبارة عن رانتج أحمر يفرز من الساق والفروع. يستخدم أهالي سقطرى الرانتج لعلاج المغص، ولتحلية عيون الجمال، ويضاف منه قدر قليل إلى الكحل، كما يستعمل للإجهاض، وبك ويستعمل كمادة ملونة لتزيين جدران المنازل من الخارج، كما يستخدم دم الأخوين في صناعة معجون الأسنان كمطهر وقابض للثة.

ب _ شجرة اللبان Frankincense
الاسم العلمي: Boswellia ameero Balf.f
تنتشر أشجار اللبان في بلدة ديشل في الطريق إلى نوجد على ارتفاع 300 متر عن سطح البحر ويعرف محليًا (أمعيرو)، وهناك نوع آخر ينتشر في وادي عبلهن يعرف محليًا (صمعانو).
ويستخدم اللبان في صناعة الورنيش سريع الجفاف، ويدخل في تركيب العطور والروائح العطرية، وفي الطب الشعبي، ويشرب منقوع اللبان لعلاج السعال، والتهاب الحنجرة، وإدرار الطمث، ودمل الجراح، فضلًا عن استخدامه بخورا تبخر به ملابس الطفل حديث الولادة والمنزل في أثناء فترة النفاس.
ج _ الصبر السقطري: Aloe
الاسم العلمي: Aloe Perryi Bak
يُعدُّ الصبر السقطرى من أجود أنواع الصبر في العالم، أوراقه سميكة، لونها أخضر باهت ومائل إلى الحمرة، تكسو الأشواك حافة الورقة وتوجد الأزهار في شمراخ طويل لونها أحمر.
ويستعمل الصبر بوصفه مسهلًا طبيعيًا، ويحضر منه صبغة وخلاصة مائية جافة تستعمل في حالة الضعف العام والسل وفقر الدم.
ويستعمل الصبر في حالات النفاس والحيض وفي الجراح غير الملتئمة والمتقرحة.
_ أما عود البخور Dirachma
فيُعدُّ من الأشجار المعروفة في الجزيرة ونظرا لانتشار البعوض _ الذي يؤدي إلى ظهور مرض الملاريا بصورة غير عادية بين الناس، فقد زاد استخدام أعواد هذه الشجرة في تدخين المنازل لطرد البعوض، الأمر الذي أصبح يهدد بانقراض هذه الشجرة.
_ أما أشجار الإيفوربیا Euphorbia sp
فتتواجد في الجزيرة أنواع مختلفة بعضها شجري وبعضها شجيري، ولها استخدامات طبية واسعة، وتنتشر في وديان كثيرة من الجزيرة، وبعضها يفيد في علاج بعض الأمراض التي تصيب الحيوانات كالأغنام والجمال.
_ أشجار المر Commiphora sp
وتتواجد بأنواع مختلفة في الجزيرة، وتُعدُّ هذه الأشجار مصدرًا لمادة المر الذي يستخدم علاجًا لأمراض المعدة، ويساعد على إدرار البول، ومضاد للتشنج، وكان السقطريون يستخدمون مادة المر المستخلصة من هذه الشجرة في الوصفات الطبية الشعبية. كما تستخدمها النساء في أثناء فترة النفاس لعلاج أمراض المعدة.
_ أشجار الدماع Jatrophe
واسعة الاستخدام لدى المواطنين في الجزيرة ولها استخدامات دوائية متعددة.
_ كما أن نبات Comphrenasp، تستخدم أغصانه للسواك، وتحمير اللثة، وهو متواجد في كثير من الدكاكين في الجزيرة، وكذا في بعض دكاكين العطارين في عدن.

2 _ المحميات الطبيعية:
تُعدُّ جزيرة سقطرى محمية طبيعية مجازًا، لما تمتلكه من مقومات طبيعية ساحرة، تجعلها متفردة في جزر العالم.
الا أن تميز مناطق عن غيرها بتوافر نوع أو أكثر کأنواع النباتات أو الطيور والزواحف أو الكائنات البحرية، جعلها ذات طابع خاص، يحرم فيها مزاولة الأنشطة الاقتصادية والتنموية، إلا ما كان مستخلصًا من الطبيعة، دون المساس بخصوصيتها کالخيام والاستراحات ذات الطابع المحلي.
وقد تم اعتماد ستة مناطق كمحميات طبيعية، هي التي شملها القرار الجمهوري بشأن جزيرة سقطرى، وتقع محميتان منها ضمن نطاقي الهضاب والمرتفعات، وهما (سكند وحمهل) ويطلق عليهما المحميات البرية أما المحميات (ديطوح _ ذي حمري _ وادي شوعب _ نیت)، تتركز في الجزء الغربي من الجزيرة، ويطلق عليها المحميات البحرية أو الساحلية.

ويمكن تناولها على النحو التالي:
أولًا: محمية سكند البرية:
تقع في أعلى سلسلة جبال حجهر، المطلة على مدينة حديبو العاصمة، ويصل أقصى ارتفاع بها إلى 1570 متر، وتبلغ مساحتها 21,2كم.
تمتلك المحمية ثروة نباتية هائلة، إذ تبلغ عدد الأنواع النباتية لها 201 نوع، منها 106 أنواع متوطنة على مستوى أرخبيل سقطرى، و55 نوعًا متوطنًا على مستوى مرتفعات حجهر وما تبقى متوطن في المحمية.
وتتوزع هذه الأنواع في بيئات نباتية ما بين نباتات شجيرية وغابات متشابكة الفروع دائمة الخضرة ومجتمعات نباتية خاصة بالمحمية لا توجد في مكان آخر إلا بها.
كما يوجد بها مجموعة من الطيور المتوطنة في الجزيرة سجل منها 24 نوعًا، وبسبب
حملها بعض ثمار هذه النباتات إلى أعشاشها، انتشرت شجرة دم الأخوين وبعض النباتات الأخرى في الحافات الصخرية التي يصعب وصول الإنسان والحيوان إليها، فهي تُعدُّ مأوى أمناء، وأما يتبقى من طعام الطيور فيصبح بذورًا لنمو نباتات جديدة.
ثانيًا: محمية حمهل البرية:
تقع في الشمال الشرقي من جزيرة سقطرى، ضمن هضبة مومي، وتبعد بحوالي 30 كيلو مترًا من العاصمة حديبو، وتبلغ مساحتها 22,3 كم2.
تمتلك المحمية ثروة نباتية وحيوانية هائلة، فمن حيث الثروة النباتية يبلغ عدد الأنواع النباتية بها 106 أنواع، منها 86 نوعًا متوطنًا من الأنواع المتوطنة على مستوى أرخبيل سقطرى، و7 أنواع متوطنة على مستوى المحمية، وتصل الأنواع الحساسة بها إلى 20 نوعًا. تتوزع في مجموعتين من الغطاء النباتي هما، الغابات وأهم أشجارها اللبان، ودم الأخوين، ومجموعة النباتات الشجرية العصارية.
كما يوجد بها مجموعة من الطيور المتوطنة في الجزيرة سجل منها 20 نوعًا من الطيور، وتوجد بعض الحيوانات الثدية غير المتوحشة مثل قط الزباد الذي كان يستخرج منه بعض العطور، وكذا القط المتوحش والخفافيش. إضافة إلى بعض الزواحف بلغ 27 نوعًا منها 24 نوعًا متوطنًا منها الثعابين السامة وغير السامة، وكذا بعض الزواحف التي تتغذى على ثدي المواشي وبعض السحالي ومجموعة من العناكب.
ثالثًا: محمية ذي حمري الساحلية:
تقع في الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة سقطرى شمال قرية (قرية) وغرب رأس حولاف، وتبعد عن العاصمة حديبو بحوالي 38 كم، تبلغ مساحتها 8,1 کم2.
مميزات المحمية:
_ تُعدُّ المحمية صغيرة الحجم ما يسهل إدارتها.
_ تمتاز بالتنوع إذ تمتلك 27% من أنواع الأسماك، و20٪ من الشعاب المرجانية، وأنواع من الأسفنج المسجلة في أرخبيل سقطري.
– تنوع بيئتها الطبيعية ما بين شواطئها الرملية والصخرية وباقي أراضيها حصوية ورملية مما يكسبها متعة الجمال.
رابعًا: محمية ديطوح الساحلية:
تقع في الساحل الشمالي الغربي لجزيرة سقطرى، أي شمال شرق مدينة قلنسية (عاصمة مديرية قلنسية وعبد الكوري)، وتبعد عن العاصمة قلنسية بحوالي 22 كم، تبلغ مساحتها 4,2 كم2.
وتمتاز المحمية بتنوع كبير في الأنواع من الطحالب والحشائش البحرية والرخويات والقشريات والأسفنج والأسماك، فضلًا عن غناها بالطيور العربية الكثيرة.
خامسًا: محمية ما نجروف شوعب الساحلية.
تقع في الساحل الغربي لجزيرة سقطرى وبالتحديد جنوب مدينة قلنسية (عاصمة مديرية قلنسية)، وهي عبارة عن منطقة تكسوها أشجار المانجروف، تمتاز بتحمل درجة الملوحة العالية لمياه البحر، وتغذيتها بالمياه العذبة المتدفقة من وادي قعوه، وتبلغ مساحتها 2,6 كلم2.
ميزات المحمية
تُعدُّ المحمية صغيرة الحجم ما يسهل إدارتها، وتتميز بغناها بأشجار المانجروف.
سادسًا: محمية بيت الساحلية:
تقع في الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة سقطرى، ويتكون ساحلها من الصخور تنكشف عند حركة الجزر، وتبلغ مساحتها 6,3 كم2.
تتشابه الظروف المناخية للمحمية مع المناطق الساحلية في جزيرة سقطرى، فتمتاز بارتفاع درجة الحرارة خلال أشهر الصيف، وتبلغ النهاية العظمى إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
وتتعرض خلالها للريح الشديدة بفعل هبوب الرياح الجنوبية الغربية، وتكون أحيانًا محملة بالرطوبة فتسقط عليها أمطار خلال شهر أبريل، ولكن بصورة غير منتظمة، وتميل للاعتدال خلال أشهر الشتاء لتبلغ الدرجة العظمى إلى 30 درجة، وتتلقى خلالها الأمطار بسبب هبوب الرياح الشمالية الشرقية فضلًا عن تأثيرها بنسيم البحر لا سيما ليلًا.
التوصيات:
1_ دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تركز على الصناعات المحلية مثل الحرف اليدوية، والمأكولات المحلية، والمنتجات الطبيعية.
2_ وضع خطة التسويق والترويج الدولي لجذب السياح الأجانب، مع التأكيد على خصوصية جزيرة سقطرى.
3_ توفير دورات تدريبية في المجالات السياحية والفندقية، مما يسهم في خلق فرص عمل للسكان المحليين.
4_ ضرورة الاستفادة من موقع جزيرة سقطرى لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتلبية احتياجات الجزيرة من الطاقة بشكل مستدام.
5_ إنشاء محطة تحلية لمياه البحر في مدينة حديبو العاصمة، وقلنسية بهدف توفر المياه العذبة للسكان.
6_ إنشاء محطة الصرف الصحي لحماية السكان من الأمراض المعدية وتطهير البيئة من ملوثات الصرف الصحي والاستفادة من المياه المنتجة في إقامة مراعي محسنة.
7_ دعم البحث العلمي في مجال البيئة والتنوع البيولوجي لمتابعة تأثير التغيرات المناخية والأنشطة البشرية على الجزيرة.
8_ ضرورة توفير فرص عمل للسكان المحليين كمرشدين سياحيين في الجزيرة.
المراجع:
1_ صادق محمد الزيادي، استخدامات الأرض وعلاقتها بالموارد المائية في جزيرة سقطرى اليمنية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عین شمس، مصر، 2008م.
2_ علي سالم باذيب، النباتات الطبية في جزيرة سقطرى، الندوة الدولية العالمية الأولى حول جزيرة سقطرى الحاضر والمستقبل 24 _ 28 مارس، المجلد الثاني، جامعة عدن، اليمن.
3_ علي سالم باذيب، النباتات الطبية في اليمن، مكتبة الإرشاد، الطبعة الثالثة، صنعاء، اليمن.
4_ قادري عبد الباقي أحمد، الخصائص الطبيعية لجزيرة سقطرى، الندوة الدولية العالمية الأولى حول جزيرة سقطرى الحاضر والمستقبل 24 _ 28 مارس، المجلد الثاني، جامعة عدن، اليمن.
5_ عيدروس علوي بلفقية، جغرافية الجمهورية اليمنية، سلسلة الكتاب الجامعي، الطبعة الأولى، 1997م.
6_ الجمهورية اليمنية، وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 1994م، التقرير الأول محافظة عدن، 1996م.
7_ الجمهورية اليمنية، وزارة التخطيط والتنمية، الجهاز المركزي للإحصاء، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2004م، التقرير الأول محافظة حضرموت، 2007م.
