بحوث ودراسات

التحديات البيئة.. تلوث الهواء والماء في عدن.. تهديد مباشر للصحة العامة والتنمية المستدامة

الملخص:

تقدم هذه الدراسة عن التحديات البيئية التي تواجهها مدينة عدن لما لها من تأثيرات سلبية على حياة الكائنات الحية.

إن الإنسان عمل على تغير التوازن البيني من خلال العمل على استنزاف الموارد وتلويث البيئة لا سيما وأن مشكلة التلوث أصابت مدينة عدن بكل عناصرها البيئية المحيطة من ماء وهواء وتربة وغذاء، فالبيئة هي ركيزة أساسية للحفاظ على حياتنا وكوكبنا، وأهمية وضع حلول والاستفادة من الدراسات الخاصة بالبيئة حيث تعد من القضايا المهمة والجوهرية في الوقت الحاضر، وأختم هذه الدراسة بعدد من التوصيات.

الكلمات المفتاحية:

التحديات البيئية، مدينة عدن.

مقدمة:

تُعدُّ البيئة عنصرًا حيويًا وحاسمًا في حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى على کوکب الأرض.

فالحماية البيئية من الأمور المهمة التي يجب الالتفات إليها وإعطائها الكثير من الاهتمام، خاصة أن البيئة تؤثر على الإنسان بشكل مباشر فهو جزء من عناصرها، يؤثر ويتأثر بها، ولا يمكن له أن يكون في معزل عنها؛ لهذا فإن حماية البيئة تضمن للإنسان والحيوان. والنبات حياة صحية خالية من الأمراض والملوثات.

شهدت مدينة عدن في العقود الأخيرة نموًا سكانيًا وعمرانيًا متسارعًا، رافقته ضغوط متزايدة على الموارد الطبيعية والبنية التحتية البيئية، مما أدى إلى أن تواجه مدينة عدن عدة تحديات بيئية في تلوث الهاء والمياه، وضعف إدارة النفايات الصلبة وارتفاع مستويات التصحر والتملح.

إن هذه التحديات لا تهدد البيئة الطبيعية للمدينة فحسب بل تؤثر أيضًا على صحة السكان وجودة حياتهم وتعيق مسارات التنمية المستدامة، من هذا المنطلق تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أبرز المشكلات البيئية في مدينة عدن.

الموقع الجغرافي:

مدينة محدث تقع على شواطئ صيرة وخليج التواهي المتفرع من خليج عدن في الجزء الغربي من السهل الساحل الجنوبي، تبعد عن باب المندب عند مدخل البحر الأحمر بنحو 17 كم، وقد جعلها هذا الموقع استراتيجي على خطوط الملاحة العالمية وعلى المستوى الإقليمي أيضًا، يُعدُّ بوابة الوطن العربي في جنوب شبه الجزيرة العربية وعلى المستوى القطري.

مشكلة الدراسة:

تواجه مدينة عدن العديد من التحديات البيئة المتفاقمة نتيجة التوسع العمراني العشوائي، وتزايد التلوث، وسوء إدارة المخلفات، وتدهور البنية التحتية البيئية، وقد أدَّى ذلك إلى تأثيرات سلبية على صحة السكان وجودة الحياة والموارد الطبيعية. في ظل هذا الوضع تبرز الحاجة إلى دراسة هذه التحديات البيئية لتحديد أسبابها وآثارها، والبحث عن حلول فعالة ومستدامة تسهم في حماية البيئة وتحسين الواقع المعيشي في المدينة.

– أهداف الدراسة:

1 _ التعرف على أبرز التحديات البيئية التي تواجه مدينة عدن.

2 _ تحليل أسباب تفاقم المشكلات البيئية في المدينة.

3_ دراسة الآثار السلبية الناجمة عن التدهور البيئي على السكان ومدينة عدن ومواردها.

4 _ تعميق الوعي البيئي لدى أبناء المجتمع وبيان أهمية البيئة.

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية هذا البحث من خلال تسليطه الضوء على القضايا البيئية التي تعاني منها مدينة عدن والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة السكان واستدامة الموارد الطبيعية كما يسهم هذا البحث في:

1 _ رفع مستوى الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع المحلي وصناع القرار.

2 _ تقديم قاعدة معلومات تساعد في صياغة سياسات بيئية فعالة.

3_ إبراز الحاجة إلى تفعيل دور الجهات المسؤولة في حماية البيئة.

– منهج الدراسة:

تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، وكذلك الاعتماد على المراجع والدراسات التي تطرقت إلى قضايا البيئة والموضوعات المتعلقة بقضايا تلوث البيئة، وسبل الحفاظ عليها في محاولة لتحليل البيانات المختلفة حول المشكلات تلوث البيئة في مدينة عدن والسبل لمواجهتها.

مباحث الدراسة:

تناولت هذه الدراسة التحديات البيئية في مدينة عدن واحتوت على ثلاثة مباحث، تناول المبحث الأول الإطار العام للمفاهيم في الدراسة وأسباب التدهور البيئي في مدينة عدن، وتناول المبحث الثاني التحديات البيئية في مدينة عدن وتأثيرها على صحة الإنسان، والمبحث الثالث الحلول المقترحة لمواجهة التحديات البيئية عالميًا ومحليًا، وتوصلت الدراسة إلى عدة توصيات.

المبحث الأول

إطار المفاهيم في الدراسة وأسباب التدهور البيئي في مدينة عدن

المطلب الأول: تعريف البيئة والتلوث البيئي

_ تعريف البيئة (Environment)

تعرف البيئة بأنها الإطار الذي يعيش فيه الإنسان مؤثرًا ومتأثرًا، ويجد فيه مقومات بقائه من غذاء وكساء ومسكن، وفيه يقيم علاقاته مع أقرانه من البشر.

_ التلوث Pollution))

يعرف التلوث بالإنجليزية: بأنه ارتفاع كمية المواد بأشكالها الغازية أو السائلة، أو الصلبة، أو إضافة أحد أشكال الطاقة، مثل: الطاقة الصوتية، والحرارية، والنشاطات الإشعاعية وغيرها داخل البيئة مما يجعلها غير قادرة على تحليل هذه المواد والطاقة أو تبديدها، أو تخفيفها، أو إعادة تدويرها.

_ التلوث البيئيEnvironmental Pollution) 🙂

يعرف التلوث البيئي بأنه التغيرات غير المرغوبة التي تحصل في البيئة من خلال التأثيرات المباشرة وغير المباشرة في تغير شكل الطاقة ومستويات الإشعاع والبيئة الكيميائية والطبيعية للكائن الحي، التي تؤثر بصورة مباشرة في حياته.

المطلب الثاني: أسباب التدهور البيئي في مدينة عدن

شهدت مدينة عدن في العقود الأخيرة تدهورًا بيئيًا متسارعًا أثر بشكل مباشر على صحة السكان وجودة الحياة فيها، هذا التدهور البيئي يعكس تراكمات من الإهمال فضلًا عن قلة الوعي البيئي لدى بعض شرائح المجتمع، ومن أبرزها:-

أ _ النمو السكانية العشوائي: _

التوسع العمراني غير المخطط وزيادة عدد السكان دون بنية تحتية مناسبة، تسبب في ضغط كبير على الموارد البيئية.

ب _ تدهور الغطاء النباتي: _

نقص المساحات الخضراء وقطع الأشجار بشكل عشوائي أسهم في ظواهر مثل التصحر وتآكل التربة.

ج _ ضعف نظام الصرف الصحي: _

عدم كفاءة شبكات الصرف الصحي يؤدي إلى تسرب المياه الملوثة في البحر أو التربة، والشوارع، مما يسبب انتشار الأمراض وتلوث البيئة.

د _ التلوث الصناعي: _

نشاط المصانع والورش بدون رقابة بيئية أدَّى إلى تلوث الهواء والمياه والتربة. خاصة في المناطق القريبة من الموانئ والمناطق الصناعية.

ه _ النفايات الصلبة: _

غیاب نظام فعَّال بجمع لجمع النفايات ومعالجتها أدَّى إلى تراكمها في الأحياء السكنية مما يشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا.

و _ الظواهر المناخية: _

التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة والسيول المفاجئة أدَّت إلى تضرر البنية التحتية وتفاقم المشكلات البيئية.

ز _ تأثیرات الصراع والنزاع: _

الحرب والصراعات المسلحة أثرت على مؤسسات الدولة وأضعفت أداء الجهات المسؤولة عن حماية البيئة.

المبحث الثاني: التحديات البيئية في مدينة عدن

_empty

المطلب الأول: مشكلات التلوث البيئي في مدينة عدن وتأثيرها على صحة الإنسان نلقى الضوء على بعض من أشكال التلوث البيئي في المدينة، وهي كما يلي:

أولًا: التلوث الهوائي: _

يُعدُّ التلوث الهوائي من أخطر أنواع التلوث التي تواجه الإنسان، ويمكن تحديد مصادر التلوث الهوائي في مدينة عدن، في انبعاث الغازات من السيارات، وانبعاث الغازات الناتجة عن مصفاة عدن لتكرير البترول، والملوثات محطات توليد الطاقة الكهربائية، والغازات المنبعثة من إحراق النفايات ومن غبار الكسارات.

يؤدي زيادة أعداد السيارات والمركبات المختلفة إلى زيادة كمية العادم المنطلق، وبالتالي زيادة الملوثات، وقد قدر عدد السيارات في مدينة عدن ينحو 60 ألف سيارة في عام 2000م، فضلًا عن السيارات التي تدخل المدينة يوميًا من بقية المحافظات، وعدم الاهتمام بفعالية نظام الاحتراق في هذه المركبات يؤدي إلى تزايد الغازات المنبعثة من عمليات الاحتراق غير التام للوقود من محركاتها حيث ينطلق من هذه السيارات غازات ضارة تسهم في تلوث الهواء في مدينة عدن، غاز أول أكسيد الكربون والنتروجين والرصاص التي تصل لمستويات عالية جدًا في أثناء ساعات الازدحام وفي المناطق السكنية المجاورة للشوارع الرئيسة تكون معرضة لتأثيراته على نحو مباشر وخاصة اثناء فترات سكون الهواء الذي يترافق مع ظاهرة الانقلاب الحراري، أن تعرض السكان إلى هذه الغازات يسبب الاختناق والموت وخصوصًا لدى الأطفال و المرضى.

أما مصفاة عدن لتكرير البترول فإنها تلوث الهواء باكاسيد الكبريت، وأكاكسيد الأروت والنشادر، وأول أكسيد الكربون، وكريت الهيدروجين السام الذي يتميز برائحة كريهة تشبه رائحة البيض الفاسد، وهذه الغازات السمية تؤثر على الأعصاب ويرافق تأثيرها انخفاض القدرة على التفكير ونقصان الذكاء، ومما يزيد من تأثيرات هذه الملوثات الغازية الناتجة عن المصفاة على سكان منطقة عدن الصغرى وجود الجبال المحيطة بالمصفاة من ناحية الشرق والغرب بحيث لا تسمح للهواء بالتحرك، وبالتالي يزداد تركيز الغازات في المنطقة وعدم نقلها إلى أماكن أخرى بعيدة، لاسيما وأن الرياح الشرقية والشمالية الشرقية لا تتمكن من نقلها بعيدًا لاصطدامها بسلسلة جبال إحسان، لذلك تبقى تركيزات هذه الغازات لفترة طويلة مما يهدد حياة سكان منطقة عدن الصغرى. وقد وجد بأن معظم الحالات المرضية لسكان المدينة بصورة عامة مرتبطة بالجهاز التنفسي.

كما تلعب محطات توليد الطاقة الكهربائية دورًا مهمًا في إضافة الملوثات الغازية إلى هواء مدينة عدن، وأهم الغازات المنطقة هي أوكسيد الكاربون، وأوكسيد الكبريت، والنتروجين، وتأتي محطة الكهروحرارية في مدينة الشعب في مقدمة هذه المحطات من حيث الغازات المنبعثة منها لضخامة إنتاجها وموقعها غير المناسب من الناحية البيئية؛ لأن في فصل الصيف الرياح الجنوبية الغربية تحمل الملوثات الغازية إلى منطقة السكنية في مدينة الشعب وكذلك الحال في فصل الشتاء حيث تنقل هذه الغازات إلى المنطقة الواقعة شرق عدن الصغرى، فضلًا عن الملوثات الغازية من محطة المنصورة، ومحطة خور مكسر، ومحطة مصفاة عدن، مما يضاعف من خطورة التلوث الهوائي في مدينة عدن.

كما يؤدي انتشار المصانع بالقرب من الأحياء السكنية إلى إلحاق أضرار بالغة بصحة السكان حيث تجد مصنع الكبريت والسجائر في منطقة المعلا شيد بالقرب من حي سكنى ومؤسسة تعليمية، ويستخدم المصنع ما مقداره 2000 طن من التبغ/ سنة، فإن الرياح تتنقل الأتربة وروائح التبغ والنيكوتين إلى المساكن والمدارس، وبعد شكوى الأهلي تيم تغيير اتجاه المدخنة بدلًا من أن يكون رأسيًا تم تغيره لاتجاه 90 درجة؛ ليصبح أفقيًا إلا أنه ما زال تعرض أطفال المدارس لأضرار تمثلت بالتهابات حادة في العيون والقصبة الهوائية.

كما تؤدي الكسارات والمحاجر والمقامة بجانب الطريق الرئيس الذي يربط خور مكسر وكريتر إلى إطلاق كميات كبيرة من ذرات الغبار والرمال التي لها تأثير كبير على صحة السكان إذ هذه الجزئيات المتطايرة تصل إلى المنطقة السكنية المجاورة لهذا الموقع في شارع أروى ومستشفى عدن كما تسبب إزعاجا للسكان في المنطقة.

ثانيًا: التلوث المائي: _

تعاني مدينة عدن من تلوث مياهها الجوفية ومياه البحر المحيط بها، فالمياه الجوفية تعرضت لتلوث بسبب التوسع العمراني والنشاط الزراعي الواقعة فوقها، وبما أن مدينة عدن تحصل على مياهها من حقول بئر ناصر وبئر أحمد ونظرًا للتوسع المضطرد للزراعة في الأراضي الواقعة فوق هذين الحقلين فقد وجد أنه يتم استعمال الأسمدة الأروتية والفسفورية على نطاق واسع من قبل المزارعين. مما أدَّت إلى وصول هذه المكونات من الأسمدة إلى محتويات المياه الجوفية، ويرجع السبب إلى تسرب مياه الري المشبعة بها، حيث وجد ارتفاع نسب هذه العناصر في حقل بير أحمد إذ وصل نسبه تركز النترات بين (50 _ 80) مع/ لتر، بينما المسموح من قبل منظمة الصحة العالمية (41 مغ/ لتر)، وارتفاع فيه الكلوريد إلى (500 مع/ لتر) بينما المسموح به (250 مع/ لتر) والنترات مواد سامة للإنسان وتؤدي إلى هدم البيئة المائية. فعند تناول جرعة زائدة تشكل خطرًا على صحة السكان فيصاب بالأمراض، فهي تؤدي إلى صعوبة في التنفس وحالة من الدوار وبالذات الأطفال.

تعمل محطات توليد الطاقة الكهربائية المقامة على شواطئ مدينة عدن على أضرار بالبيئة البحرية، فالمياه الساخنة التي يتم صرفها إلى البحر من محطة البخارية في مدينة الشعب ومن محطات الكهرباء في عدن تؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة ماء البحر القريب من المحطات، مما يقلل من كمية الأكسجين المذاب؛ لأن خاصية امتصاص الأكسجين في المياه الحارة تقل عنه في المياه الباردة، ونقص الأكسجين يعرض الأحياء البحرية للاختناق، كما أن الأحياء البحرية لا تتمكن من التكيف في الارتفاع المفاجئ لدرجة حرارة المياه حيث يؤدي إلى هلاكها أو إلى هجرتها إلى منطقة أخرى، وقد أثرت هذه المحطات على كمية الأحياء البحرية بصورة كبيرة مقارنة بالمواقع المتشابهة البعيدة عن المحطات، ويطلق على هذا النوع من التلوث بالتلوث الحراري.

_ كما يُعدُّ النفط من أهم مصادر التلوث المائي حيث تقوم السفن بإلقاء النفط إلى البحر دون معالجة حيث جالون واحد من النقط يستطيع أن يغطي مساحة تبلغ (1500 متر) تأخذ شكل طبقة رقيقة تمنع وصول أشعة الشمس إلى المياه السفلية، كما تقوم البكتيريا الأكسيجينية بتحليل النقط إلى عناصر أخرى يسهل امتصاصها، مما يؤثر على الأحياء البحرية في المنطقة الملوثة.

إضافة إلى أن السفن الناقلة للنفط عند عودتها إلى ميناء البريقة لتحميل النفط المكرر تجلب معها مياه التوازن، وهذه المياه تحتوي عادة على بقايا نقطية أو مواد كيماوية تبعًا للشحنة السابقة للناقلة، ويتم ضخ هذه المياه إلى خزانات خاصة في الميناء وتترك لمدة (12 _ 24 ساعة) بحيث تصعد بقايا النقط إلى أعلى لكونها أقل كثافة وتتجمع المياه أسفلها بعد ذلك يتم فصل هذه البقايا النقطية وتحويلها إلى خزانات أخرى، أما المياه المتبقية فيتم تصريفها إلى البحر، وهذه المياه ليست نقية بل تحتوي على كمية من النفط يصل تركزها ما بين (4 _ 10) جزء من المليون.

إن نظام الصرف الصحي في مدينة عدن يعمل على تلوث عضوي وبكتيري لمياه البحر، فهذا نظام يعمل على تفريغ الفضلات الآدمية من مواد صلبة وسائلة إلى مياه البحر دون معالجة، مما يهدد البيئة البحرية، ويوجد موقع وحيد في المنصورة لمعالجة جزئية للفضلات بالطريقة البيولوجية.

تحتوي المحطات الفضلات الأدمية على تراكيز عالية من المركبات النتروجينية والفسفورية، ومن المواد الصلبة العضوية وغير العضوية والمتحللة في الماء إضافة إلى نسب عالية من البكتيريا والفيروسات والطفيليات، وإلقاء هذه الفضلات بدون معالجة تعمل على تنشيط البكتيريا المتواجدة في المياه لتحليلها إلى مواد معدنية بسيطة تستهلك الأكسجين الموجود في المياه، وبالتالي هلاك الأحياء البحرية.

 كما أن مياه الصرف الصحي تحتوي على بعض المواد الكيماوية من المعامل ومحطات غسيل السيارات، فتلحق أضرارًا بالأحياء البحرية، كما أن هناك الميكروبات والفيروسات التي تكون عالقة في المياه المالحة وتسبب أضرار بالسكان الذين يستحمون بهذه المياه.

المبحث الثالث: الحلول المقترحة لمواجهة التحديات البيئية عالميًا ومحليًا

المطلب الأول: أهم الاستراتيجيات للحفاظ على البيئة عالميًا

لتفادي التلوث البيئي وأخطاره لا بد من تقليل الأنشطة الملوثة وتشجيع الإنتاج العضوي مع احترام الإدارة البيئية وحماية البيئة (معيار 14001 ISO)، في الوقت نفسه يجب الحد من إنتاج النفايات وتجنب استنزاف الموارد بأن تعتمد جميع الدول إعادة تدوير النفايات ومعالجتها، وبالتالي استهلاك أقل للمواد، ويحد من النفايات وإطلاق الكربون في الغلاف الجوي.

كما يجب استخدام الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية، وتوربينات الرياح، وتوربينات المد والجزر، والطاقة الكهروضوئية، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها، حتى إذا كانت تركيباتها مكلفة للغاية؛ لأنه بفضل هذا النظام، من الممكن استهلاك طاقة أحفورية أقل، وبالتالي توفير في فاتورة الكهرباء، والأهم تجنب تلوث البيئة.

ويجب أيضًا عدم تدمير العوائد الطبيعية أو الموطن الطبيعي، لحماية التنوع البيولوجي، وحظر الصيد المكثف للحيوانات المهددة بالانقراض.

ومن المهم للغاية الحد من استهلاك السكان في الدول الغنية.

المطلب الثاني: مواجهة التحديات البيئية في مدينة عدن

لمواجهة التحديات البيئية في مدينة عدن هناك حلول استراتيجية تجمع بين الجوانب المؤسسية، والمجتمعية، والبيئية المقترحة:

أولًا: تحسين البنية التحتية البيئية.

أ _ تطوير أنظمة الصرف الصحي لمنع تسرب المياه الملوثة إلى البحر.

ب _ إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة.

ج _ تحسین إدارة النفايات الصلبة عبر جمعها بانتظام وإعادة تدويرها.

د _ دعم التخطيط الحضري المستدام.

ثانيًا: زيادة الوعي البيئي المجتمعي:

أ _ إطلاق حملات توعوية في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام لشرح أهمية الحفاظ على البيئة.

ب _ تشجيع المشاركة المجتمعية في تنظيف الأحياء والشواطئ.

ثالثًا: تعزيز التشريعات البيئية وتطبيقها:

أ _ فرض قوانين صارمة على الجهات الصناعية التي تلوث الهواء أو المياه.

ب _ مراقبة عمليات رمي النفايات لسفن في البحر.

رابعًا: إعادة تأهيل المساحات الخضراء:

أ _ زراعة الأشجار والنباتات المحلية لتحسين جودة الهواء والحد من التصحر.

ب – إنشاء حدائق عامة وتشجيع الزراعة الحضرية.

خامسًا: مراجعة تغيّر المناخ وارتفاع مستوى البحر: _

أ _ بناء حواجز بحرية في المناطق المهددة بالغمر.

ب _ التخطيط العمراني يأخذ بعين الاعتبار المخاطر المناخية مثل الفيضانات

سادسًا: تشجيع البحث العلمي والدراسات البيئية.

أ _ دعم الجامعات والمراكز البحثية لإجراء دراسات عن التلوث وتغير المناخ في عدن.

ب _ استخدام نتائج الأبحاث لصياغة سياسات بيئية مستدامة.

سابعًا: التعاون مع المنظمات الدولية:

أ _ طلب الدعم الفني والمالي من المنظمات البيئية العالمية.

ب – تنفيذ مشاريع مشتركة تعزز التنمية المستدامة وحماية البيئة.

المراجع:

_ سالم أحمد الجنيدي، عدن مشاكل النمو الحضري وآفاق التطور المستقبلي للمدينة إلى عام 2010م، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عدن، 1997م.

_ عبد الرقيب سعيد، الوضع البيئي في عدن، ندوة الماضي _ الحاضر المستقبل، جامعة عدن، 1999م.

_ نور أحمد هيثم، المشكلات البيئية في مدينة عدن، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، معهد البحوث والدراسات العربية، القاهرة، 2006م.

_ هاجر جودة عبدالعليم، قضايا بيئية في مصر، المركز العربي للبحوث والدراسات، 2023م.

_ عبد الحبيب عبد الستار، تأثير مياه الري والأسمدة على المياه الجوفية، ندوة حماية البيئة صنعاء، 1991م.

_ سمير حيدرة، تقرير عن التلوث النفطي في مصفاة عدن، مركز علوم البحار، عدن، 1990م.

د. طارق ياسين شعبان

أكاديمي وباحث لدى مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، ومجلة بريم، أستاذ متخصص في الجغرافيا الطبيعية، يمتلك خبرة واسعة في مجاله الأكاديمي، حيث يُعد من أبرز الباحثين في قضايا البيئة والتغيرات المناخية وتأثيرها على النظم الطبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى