على امتداد ربع قرنٍ من الحرب على الإرهاب، ظلّ اليمن ساحةً تتقاطع فيها أجندات الدول ومصالح التنظيمات وازدواجية النُظم.
تحت شعار «مكافحة الإرهاب» تبدلت التحالفات، وسقطت أنظمة، وانهارت مؤسسات، فيما ظلّ الإرهاب نفسه يتكيّف مع التحولات، يغيّر وجوهه وشعاراته، لكنه لا يغيب.
تُعيد مجلة «بريم» في هذا العدد قراءة المشهد من زاوية مختلفة: كيف تحوّلت الحرب على الإرهاب في اليمن من أداة نفوذٍ خارجي إلى فرصة لبناء أمنٍ محليٍّ جديد؟
كيف انتقلت التجربة من ازدواجية صنعاء في تسييس الإرهاب إلى نموذج عدن الأمني الذي أرسى أسس الشراكة الميدانية بين القيادة المحلية والتحالف الإقليمي؟
تتناول الدراسة الرئيسة هذا التحول العميق الذي أنتجته عمليات مثل «سهام الشرق»، وما حملته من دلالات على أن الجنوب لم يعد هامشًا في معادلة الأمن، بل مركزًا لتوازن جديد في البحر العربي وخليج عدن.
وفي الوقت الذي تواصل فيه واشنطن وحلفاؤها إعادة رسم خرائط الأمن الإقليمي، يبرز الجنوب اليوم كشريكٍ موثوقٍ وقادرٍ على صياغة مقاربة ميدانية أكثر واقعية واستدامة من التجارب السابقة.
إنّ الحرب على الإرهاب لم تعد معركة ضد عدوٍ غامض، بل اختبارٌ لقدرة المجتمعات على حماية نفسها، وصياغة أمنها بيدها.
ومن هنا، تدعو «بريم» في هذا العدد إلى التفكير أبعد من حدود السلاح والضربات الجوية؛ إلى جوهر الحرب ذاته: من يملك القرار ومن يصوغ المستقبل؟
الجنوب اليوم يقدّم إجابته بالفعل لا بالقول.
وفي ذلك، تكتب عدن فصلًا جديدًا في تاريخ اليمن والمنطقة، عنوانه: «الأمن يبدأ من الميدان.. لا من السماء».
هيئة التحرير
