بحوث ودراسات

الزواج المبكر وانقطاع الفتيات عن التعليم في محافظة لحج.. تحليل اجتماعي–تنموي

ملخص البحث يُعَدُّ الزواج المبكر في محافظة لحج ظاهرة شائعة تؤثر سلبًا على حياة الفتيات، حيث يتم تزويج العديد منهن قبل بلوغ السن القانونية، وتشير الدراسات إلى أنَّ الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة يواجهن مجموعة من المخاطر الصحية والنفسية، بما في ذلك مضاعفات في أثناء الحمل والولادة، فضلًا عن فقدان الفرص التعليمية.

في محافظة لحج، يعاني عدد كبير من الفتيات من تدني مستوى التعليم بسبب الزواج المبكر، حيث تفضل الأسر تزويج بناتهن بدلًا من السماح لهن بمتابعة دراستهن، وتمثل القيم الثقافية والاجتماعية أحد الأسباب الرئيسة وراء هذه الظاهرة، حيث يُنظر إلى الزواج بوصفه خيارًا مرغوبًا فيه للفتيات في سن مبكرة، فيسهم الزواج المبكر في زيادة معدلات التسرُّب من المدارس، حيث تترك الفتيات التعليم لمواجهة مسؤوليات الزواج والحياة الأسرية، وهذا الأمر يؤدي إلى تدهور وضعهن الاجتماعي والاقتصادي، ويعوقهن عن تحقيق إمكانياتهن.

على الرغم من التحديات، هناك جهود محلية تحاول معالجة هذه المشكلة عبر التوعية بأهمية التعليم، وتعزيز حقوق الفتيات، وتطبيق قوانين تمنع الزواج المبكر، ويعمل المجتمع المدني والجهات الحكومية على زيادة الوعي حول مخاطر الزواج المبكر، وتشجيع الأسر على دعم تعليم الفتيات، وتقديم الدعم الاقتصادي؛ لتحفيز أولياء الأمور على إكمال بناتهم دراستهن.

في الختام، يتطلب الحدّ من ظاهرة الزواج المبكر وتحرير الفتيات من قيودها في محافظة لحج جهودًا موحدة من الحكومة والمجتمع؛ لتحقيق بيئة تدعم تعليم الفتيات، وتمكنهن من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن مستقبلهن.

Abstract

Early marriage is a prevalent phenomenon in Lahj Governorate that negatively impacts the lives of girls, as many are married off before reaching the legal age. Studies indicate that girls who marry at a young age face a range of health and psychological risks, including complications during pregnancy and childbirth, in addition to losing educational opportunities.

In Lahj Governorate, a significant number of girls suffer from low education levels due to early marriage, as families often prefer to marry off their daughters rather than allowing them to continue their studies. Cultural and social values are among the main reasons behind this phenomenon, where marriage is viewed as a desirable option for girls at a young age.

Early marriage contributes to increased dropout rates, as girls leave school to face the responsibilities of marriage and family life. This leads to a deterioration of their social and economic status and hinders their ability to achieve their potential.

Despite these challenges, there are local efforts aimed at addressing this issue through raising awareness about the importance of education, promoting girls’ rights, and implementing laws to prevent early marriage. Civil society and government agencies are working to increase awareness regarding the risks of early marriage and encourage families to support girls’ education, providing economic support to motivate parents to allow their daughters to complete their studies.

In conclusion, reducing the phenomenon of early marriage and liberating girls from its constraints in Lahj Governorate requires unified efforts from the government and the community to create an environment that supports girls’ education and enables them to make informed decisions about their futures.

المقدمة

تُعَدُّ ظاهرة الزواج المبكر وخروج الفتيات من المدارس من أبرز التحديات الاجتماعية والإنمائية التي تواجه الفتيات في هذه البلاد، ولاسيما في محافظة لحج( ([1]، فالمشكلة تتفاقم نتيجة لتداخل عوامل اقتصادية، واجتماعية، وثقافية معقدة، ممّا يؤثر سلبًا على مستقبل الفتيات والمجتمع ككل)[2]) حيث تكمن أهمية معالجة هذه القضية في محافظة لحج في الآثار السلبية المتعددة التي تخلفها على الفتيات، وهذه الآثار الصحية تتمثل في تزيد مخاطر الحمل المبكر والولادة المبكرة، ممّا يعرض حياة الفتيات للخطر)[3])، كما إن هناك آثارًا نفسية حيث يؤدي الزواج المبكر إلى ضغوط نفسية واجتماعية تحد من قدرة الفتيات على التكيف والنمو([4])، وكذلك توجد آثار تعليمية حيث يتسبب الزواج المبكر في انقطاع الفتيات عن التعليم، ممّا يقلّل من فرصهن في الحصول على وظائف جيدة وتحقيق الاستقلال المالي([5])،  فضلًا عن ذلك يؤثر الزواج المبكر سلبًا على التنمية الاقتصادية للمجتمع، حيث يقلّل من إسهام الفتيات في القوى العاملة.

كما إن الأسباب الرئيسة للزواج المبكر وخروج الفتيات من المدارس في محافظة لحج يتجلّى واضحا في الفقر، إذ يدفع الفقر الأسر إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة للتخفيف من الأعباء الاقتصادية([6])، كما تلعب العادات والتقاليد دورًا كبيرًا في تشجيع الزواج المبكر، حيث يُعّدُّه بعضهم صيانة لشرف العائلة([7])، ويُعَدُّ غياب الوعي بأهمية تعليم الفتيات ومخاطر الزواج المبكر من العوامل التي تقلّل من فرص حصولهن على التعليم([8])، كما تؤدي أيضًا النزاعات والظروف الأمنية غير المستقرة إلى تفاقم الوضع، فتصبح الفتيات أكثر عرضة للزواج المبكر بوصفه نوعًا من الحماية.

مشكلة البحث:

تُعَدُّ ظاهرة الزواج المبكر وخروج الفتيات من المدارس من القضايا المعقدة والمتعددة الأبعاد التي تواجه محافظة لحج، حيث تؤثر سلبًا على الفتيات، وعائلاتهن، والمجتمع بشكل عام، كما تعكس هذه الظاهرة تحديات اجتماعية وثقافية واقتصادية تؤدي إلى نتائج سلبية تمتد عبر الأجيال.

وتشهد محافظة لحج معدلات مرتفعة للزواج المبكر، حيث يُجبر العديد من الفتيات على الزواج في سن مبكرة، قبل أن يتمكنّ من إكمال تعليمهن، ويُعّدُّ هذا الزواج في كثير من الأحيان تكليفًا اجتماعيًا يُحدّد فيه دور المرأة ومكانتها بناءً على كونها زوجة وأم، مما يحرمها من فرص التعليم ومن اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق الاستقلال الاقتصادي.

إن العوامل الاقتصادية والاجتماعية تسهم بشكل كبير في هذا الاتجاه، إذ تدفع ظروف الفقر والضغط الاجتماعي كثيرًا من الأسر إلى تزويج بناتهن بوصف الزواج وسيلةً للتخفيف من الأعباء المالية، وغالبًا ما يُنظَر إلى زواج الفتاة بوصفه خيارًا يُساعد العائلة على تجاوز المشاكل المالية، مما يُعزّز من قبضة هذه الظاهرة، ويحول دون حصول الفتيات على حقوقهن في التعليم والرعاية.

فضلًا عن ذلك، تتعرض الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة لمخاطر صحية مرتبطة بالحمل والولادة في مراحل طفولتهن، مما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات صحية خطيرة، كما تترتب على الزواج المبكر آثار نفسية سلبية، مثل الاكتئاب والقلق وفقدان الهوية، حيث تجد الفتيات أنفسهن محاصرات في أدوار تقليدية تقيّد طموحاتهن ورغباتهن، وتشير تلك الظاهرة إلى وجود حاجة ملحّة لمزيد من التوعية والبرامج التثقيفية التي تعنى بتسليط الضوء على مخاطر الزواج المبكر وأهمية التعليم.

أهداف البحث

  1. دراسة مدى انتشار ظاهرة الزواج المبكر في محافظة لحج، وتحديد العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة على هذه المشكلة.
  2. فهم التأثيرات السلبية للزواج المبكر في فرص الحصول على التعليم للفتيات، من خلال تحليل بيانات التسرُّب، ونسب الإكمال الدراسي.
  3. تحديد العوامل التي تدفع الفتيات للخروج من المدارس قبل إتمام تعليمهن، بما في ذلك الضغوط الأسرية والاجتماعية.
  4. تقييم الآثار الصحية والنفسية المرتبطة بالزواج المبكر، وكيف تؤثر هذه الظاهرة على صحة الفتيات وعافيتهم النفسية.
  5. دراسة كيف يؤثر الزواج المبكر على الوضع الاقتصادي للعائلات، وما إذا كان يُعَدُّ حلًّا للضغوط الاقتصادية أم يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
  6. قياس مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الزواج المبكر وأهمية التعليم، وتحديد الفجوات في المعرفة المتاحة.
  7. تطوير توصيات فعّالة تستند إلى نتائج البحث، تسهم في تعزيز حقوق الفتيات، وتمكينهن من التعليم، ومكافحة الزواج المبكر.

أهمية البحث

تكمن أهمية هذا البحث في أنَّه يسلط الضوء على مشكلة مجتمعية حادة تؤثر على مستقبل الفتيات والمجتمع في محافظة لحج، فالزواج المبكر يحرم الفتيات من حقهن في التعليم، ويقلّل من فرصهن في الحصول على وظائف مناسبة، ويؤثر سلبًا على صحتهن النفسية والجسدية، فضلًا عن ذلك، يسهم هذا البحث في فهم الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، ممّا يساعد في تطوير استراتيجيات فعّالة لمكافحتها.

من خلال تحليل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تدفع الأسر إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة، يمكن للبحث أن يقدم توصيات عملية للجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية؛ لتعزيز حقوق الفتيات، وتمكينهن من التعليم، كما إن نتائج البحث يمكن أن تسهم في زيادة الوعي المجتمعي بمخاطر الزواج المبكر، وتشجيع الأسر على تأخير زواج بناتهن حتى يتمكنّ من إكمال تعليمهن، وتحقيق طموحاتهن.

منهجية البحث:

– المنهج: منهج وصفي تحليلي، يعتمد على المسح الميداني (الاستبيان).

– أداة البحث: استبيان موجة للأمهات.

– مجتمع البحث: الأمهات في قرى محافظة لحج ومديرياتها، عينة عشوائية تمثل أمهات الفتيات اللواتي أقبلن على الزواج بسن مبكر.

 – حجم العينة: 100 مشاركة؛ لضمان دقة النتائج.

– أدوات تحليل البيانات: استخدام البرنامج الإحصائي (SPSS) لتحليل النتائج.

محاور البحث

أولًا: تعريف الزواج المبكر وشرح السياق الثقافي والاجتماعي في محافظة لحج:

1- تعريف الزواج المبكر:

الزواج المبكر يُعرَّف بأنَّه أيّ زواج يتم قبل بلوغ أحد الطرفين أو كليهما سن الثامنة عشرة)[9]) في محافظة لحج، يتشابك هذا التعريف مع سياق ثقافي واجتماعي خاص، تاريخيًا كان الزواج المبكر ممارسة شائعة في العديد من المناطق في هذه البلاد، بما في ذلك لحج، ويُعَدُّه بعضهم جزءًا من التقاليد والعادات المتوارثة([10]).

2-السياق الثقافي والاجتماعي في محافظة لحج:

  • الأعراف والتقاليد: في بعض المجتمعات المحلية، يُنظَر إلى الزواج المبكر على أنَّه وسيلة لحماية الفتيات وصون شرف العائلة([11]).
  • الوضع الاقتصادي: تلعب الظروف الاقتصادية دورًا كبيرًا، حيث قد تلجأ بعض الأسر إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة لتخفيف الأعباء المالية([12]).
  • المستوى التعليمي: يرتبط انخفاض مستوى التعليم بزيادة معدلات الزواج المبكر، حيث قد لا تكون الأسر على دراية كافية بمخاطر هذه الممارسة وأهمية تعليم الفتيات.
  • الضغط الاجتماعي: قد تتعرض الفتيات وأسرهن لضغوط اجتماعية للزواج في سن مبكرة، ولاسيما في المجتمعات التي تشجع على ذلك([13]).

ثانيًا: معدلات الزواج المبكر

1- تحليل الإحصاءات والبيانات المتعلقة بمعدلات الزواج المبكر بين الفتيات في محافظة لحج

يتطلب تحليل معدلات الزواج المبكر جمع بيانات دقيقة من مصادر موثوقة، مثل السجلات المدنية، المسوح الأسرية، والدراسات الاجتماعية، ففي محافظة لحج، تشير الإحصاءات إلى أنَّ هناك نسبة مرتفعة من الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة، حيث تتراوح النسبة بين 30% إلى 40% للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة.

وتشير البيانات إلى أن الفتيات في المناطق الريفية يتزوجن في سن أصغر مقارنة بنظيراتهن في المناطق الحضرية، وذلك يعود إلى تأثير العادات الاجتماعية والتقاليد القوية، حيث يُنظَر إلى الزواج المبكر بوصفه طريقةً لضمان “شرف” الفتاة وحمايتها في بعض المجتمعات، هذا السياق الاجتماعي يعزّز من القناعة بأنَّ الفتيات يجب أن يتزوجن في سن مبكرة؛ لتحقيق الأمن الاجتماعي والاقتصادي للأسرة.

وأوضحت هذه البيانات أيضًا معلومات عن التعليم، حيث تُظهَر أن نسبة عالية من الفتيات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة يتركن التعليم، وهذه الظاهرة تؤدي إلى إثراء حلقة الفقر، حيث تضعف القدرة على تحسين الوضع الاقتصادي للعائلة، ممّا يؤدي إلى آثار سلبية مستدامة على التنمية البشرية.

2- مقارنة معدلات الزواج المبكر في لحج بالمناطق الأخرى.

تُعَدُّ مقارنة معدلات الزواج المبكر في لحج بمناطق أخرى في البلاد ضرورية؛ لتحديد مدى انتشار هذه الظاهرة، وفهم العوامل التي تسهم فيها، فعلى سبيل المثال، تشير الإحصاءات إلى أن بعض المحافظات مثل حجة وصنعاء قد شهدت معدلات زواج مبكر أقل مقارنة بلحج، ويُعزى ذلك إلى وجود برامج تعليمية وأنشطة توعوية تهدف إلى تثقيف المجتمع حول مخاطر الزواج المبكر وأهمية التعليم، في المقابل، تشير البيانات إلى أنَّ محافظات مثل ريمة والمحويت تسجل معدلات زواج مبكر أقل بسبب وجود مبادرات مجتمعية تُعزز من حقوق الفتيات وتتبنى السياسات التي تشجع على التعليم، هذا التباين بين المحافظات يبرز كيفية تأثير تأصيل القيم الثقافية المختلفة على معدلات الزواج المبكر، ممَّا يجعل من الضروري تصميم برامج مستهدفة تناسب السياقات المحلية.

كما تشمل دراسة معدلات الزواج المبكر تحليل الإحصائيات والبيانات المتعلقة بهذه الظاهرة بين الفتيات في محافظة لحج، ومقارنة هذه المعدلات بمناطق أخرى في البلاد، ويهدف هذا التحليل إلى تحديد مدى انتشار الزواج المبكر في المحافظة، وفهم التباينات الإقليمية في هذه الظاهرة.

ثالثًا: آثار الزواج المبكر على التعليم

1- تقييم تأثير الزواج المبكر على فرص الفتيات في الحصول على التعليم

الزواج المبكر يؤثر بشكل جذري على فرص الفتيات في الحصول على التعليم، في معظم الحالات يترافق الزواج المبكر مع توقف الفتيات عن الدراسة، فعندما تتزوج الفتاة في سن مبكرة فإنَّها تتحمل مسؤوليات جديدة تتعلق بالأسرة، ممَّا يعيق قدرتها على مواصلة التعليم، وغالبًا ما تصبح الفتاة المتزوجة مطالبة بإدارة المنزل ورعاية الأطفال، ممّا يؤدي إلى تراجع أولوياتها التعليمية.

فضلًا عن ذلك، تعزّز العادات والتقاليد في العديد من المجتمعات، بما في ذلك محافظة لحج، فكرة أن تعليم الفتيات ليس ذا أهمية قصوى مقارنة بالزواج وبناء الأسرة، وقد يُنظَر إلى الفتيات الماكثات في المدرسة لمدة طويلة بموقف مجتمعي سلبي، ممّا يزيد من الضغط على الأسر لتزويج بناتهن مبكرًا؛ لذلك، يُعَدُّ الزواج بمثابة وسيلة للحماية الاجتماعية، وغالبًا ما يتمُّ تفضيله على التعليم.

2- مناقشة حالات التسرُّب من التعليم وما يترتب عليها

تسرُّب الفتيات من التعليم بسبب الزواج المبكر له آثار واسعة ومعقدة، الفتاة التي تتوقف عن التعليم غالبًا ما تجد نفسها في دائرة من الفقر المحدود، إذ تكون فرص العمل المتاحة لها محدودة بسبب عدم حصولها على شهادات تعليمية، في المجتمعات التي تفتقر إلى التعليم تزداد احتمالية انخفاض الدخل والاعتماد على المساعدات الاجتماعية أو الدعم من الزوج.

كما إن التسرُّب من التعليم يمكن أن يؤدي أيضًا إلى آثار سلبية على الصحة النفسية للفتيات، حيث تشعر العديد من الفتيات بضغط اجتماعي وعاطفي نتيجة فقدانهن لفرصة التعليم، ما يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق، وعندما يتزوجن ويصبحن أمهات، قد تنشأ لديهن مشاعر الإحباط والندم بسبب عدم تحقيقهن لطموحاتهن التعليمية.

ويرتبط التسرُّب من التعليم أيضًا بارتفاع معدلات الزواج المبكر في الأجيال اللاحقة، فالفتيات المتزوجات بدورهن يُقلّلن من تعليم بناتهن، ممّا يستمر في دورة الفقر والجهل في المجتمع، هذا الواقع يجعل معالجة قضية الزواج المبكر أمرًا بالغ الأهمية؛ لضمان تحقيق فرص التعليم للجميع، وبالتالي تعزيز التنمية المستدامة.

رابعًا: العوامل الاجتماعية والاقتصادية

1- دراسة العوامل الاقتصادية، مثل الفقر، التي تدفع الأسر لتزويج البنات مبكرًا

تُعَدُّ العوامل الاقتصادية من أبرز العوامل التي تؤثر في قرار الأسر بتزويج بناتها في سن مبكرة، فالفقر يُعَدُّ من الأسباب الرئيسة التي تدفع الأسر إلى اتخاذ هذا القرار، ففي كثير من الأحيان، تعاني الأسر ذات الدخل المحدود من ضغوط اقتصادية قوية، ممّا يجعل الزواج المبكر يبدو خيارًا عمليًّا، فمن خلال تزويج الفتاة يمكن للأسرة تقليل الأعباء المالية المرتبطة بتوفير التعليم والرعاية الصحية والمصروفات اليومية، حيث يشعر الآباء بأنَّ الزواج المبكر لابنتهم قد يوفر لهم بعض الأمان المالي، حيث يمكن أن يفترضوا أن الزواج سيخفف من الأعباء الاقتصادية ويعزز الوضع الاجتماعي للأسرة، وفي بعض المجتمعات يُنظّر إلى الفتاة المتزوجة على أنَّها “حماة للمنزل”، وقد تكون قادرة على توفير الدعم المالي من خلال الزوج، وإن كان هذا التوجُّه قد يبدو منطقيًا من منظور الفقر، إلَّا أنَّه في الواقع يقود إلى دورة من الفقر المستمر، حيث إن الفتيات المتزوجات في سن مبكرة لم يحصلن على التعليم اللازم، وبالتالي تقل فرصهن في تحقيق الاستقلال المالي في المستقبل.

2- فحص العوامل الاجتماعية، مثل التقاليد والعادات، وتأثيرها على اتخاذ قرار الزواج المبكر

تلعب العوامل الاجتماعية دورًا حاسمًا في قرار الزواج المبكر، حيث تظلُّ الأعراف والتقاليد، ولاسيما في المجتمعات القروية أو التقليدية، أحد العوامل الرئيسة المتحكمة في هذا السلوك، فالعديد من الآباء يتمسكون بتقاليد الزفاف المبكر بوصفه وسيلةً لحماية “شرف” العائلة، ويُعَدُّ الزواج المبكر للفتيات جزءًا من ثقافة المجتمع، حيث يُنظَر إليه بوصفه وسيلة لضمان الأمان والحماية.

 إنَّ هذه التقاليد تتداخل مع مفاهيم مثل “الكرامة العائلية” و”السمعة”، ممّا يزيد من الضغط الاجتماعي على الأسر؛ لتزويج بناتهم مبكرًا. أيضًا تأثير الأقران حيث قد يتزوج العديد من الأصدقاء أو الجيران في سن مبكرة، وهو ما يشجع على اتخاذ القرار نفسه، مما يجعل الفتاة تشعر بأنَّها ملزمة باتباع النمط نفسه.

تُعَدُّ هذه العوامل الاجتماعية أيضًا مختزلة للتوجّه نحو عدم التعليم للفتيات، في المجتمعات التي تسود فيها هذه المعتقدات، قد يُنظَر إلى التعليم بوصفه شيئًا غير ضروري بالنسبة للفتيات، ممّا يؤدي إلى تراجع فرصهن في التعليم، وتسهيل الزواج المبكر.

3- الزواج المبكر بين العادات الاجتماعية والتحديات التنموية:-

تشير هذه المقالة إلى أنَّ الفقر وقلّة الوعي والتقاليد الاجتماعية والخوف من العنوسة، هي من بين العوامل التي تدفع إلى الزواج المبكر، وتؤكد على أنَّ الزواج المبكر يؤدي إلى انقطاع الفتيات عن الدراسة، مما يحرمهن من فرص تطوير حياتهن، وتحقيق طموحاتهن([14]).

خامسًا: الآثار الصحية والنفسية

1- تحليل المخاطر الصحية المرتبطة بالزواج المبكر، بما في ذلك الحمل المبكر

يُعَدُّ الزواج المبكر من العوامل الرئيسة التي تهدد صحة الفتيات، خاصةً فيما يتعلق بالحمل والولادة، فالفتيات اللواتي يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة يُواجهن مجموعة من المخاطر الصحية التي تؤثر عليهن، وعلى أطفالهن.

المخاطر الصحية المرتبطة بالحمل والولادة:

  • المضاعفات في أثناء الحمل: الفتيات الصغيرات أكثر عرضة للمضاعفات الصحية في أثناء الحمل، وتشير الدراسات إلى أنَّ الفتيات اللاتي يتزوجن في سن مبكرة قد يصبحن عرضة لمخاطر مثل تسمم الحمل، وهو حالة خطيرة تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل، وقد تؤثر على صحتهن، وصحة الجنين.
  • الولادة المبكرة: يُعَدُّ خطر الولادة المبكرة أحد المخاوف الأساسية، مثل هذه الولادات يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية معقدة للأطفال، بما في ذلك ضعف النمو، ومشاكل في التنفس، وزيادة احتمالية الإصابة باضطرابات صحية طويلة الأمد.
  • ناسور الولادة: يُعَدُّ ناسور الولادة من بين أخطر العواقب الصحية للولادة المبكرة، وتحدث هذه الحالة عندما تتعسر الولادة، مما يؤدي إلى تمزق الأنسجة بين المهبل والمثانة أو المستقيم، ممّا ينتج عنه سلس بول أو براز، وهي حالة مؤلمة ومنهكة للمرأة، قد تتطلب تدخُّلات جراحية.

تؤكد هذه المخاطر الكبيرة ضرورة تقييم متطلبات الصحة الإنجابية، وتوفير الموارد اللازمة للفتيات والأسر، وأهمية التثقيف حول المخاطر الصحية المرتبطة بالزواج المبكر.

2- مناقشة الآثار النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، وتأثيرها على الفتيات

لا يقتصر تأثير الزواج المبكر على الصحة الجسدية فحسب، بل يشمل أيضًا الآثار النفسية السلبية على الفتيات، إذ يمكن أن يسبب الانتقال من مرحلة الطفولة إلى الحياة الزوجية المحملة بالمسؤوليات ضغطًا نفسيًا كبيرًا.

الآثار النفسية:

  • الاكتئاب والقلق: تعاني كثير من الفتيات اللاتي يُجبرن على الزواج في سن مبكرة، من الاكتئاب والقلق نتيجة الضغوط التي يتعرضن لها، ويُعَدُّ فقدان الحرية واستقلالية الفتاة أحد العوامل الأساسية التي تسهم في هذه المشاعر السلبية، فالفتيات يشعرن بالانفصال عن حياتهن السابقة، ممّا يؤدي إلى تدهور صحتهم النفسية.
  • العزلة الاجتماعية: الزواج المبكر غالبًا ما يعني اعتزال الفتيات لأصدقائهن وعائلاتهن، مما يسهم في شعورهن بالوحدة، فيزيد غياب شبكة الدعم الاجتماعي من مشاعر الانعزال، وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا على الصحة النفسية.
  • العنف المنزلي: العنف وسوء المعاملة من الزوج أو أفراد الأسرة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشاعر الاكتئابية، وتعاني الفتيات المُتعرضات للعنف من اضطرابات نفسية طويلة الأمد، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، الذي يمكن أن يؤثر بشكل دائم على حياتهن اليومية.
  • تأثيرات طويلة الأمد: هذه الآثار النفسية قد لا تتوقف عند مدّة الزواج المبكر، بل يمكن أن تؤثر على حياة الفتيات لفترات طويلة، بما في ذلك تأثيرها على الصحة الإنجابية المستقبلية، والعلاقات الأسرية، والقدرة على العمل والدراسة.

سادسًا: الوعي المجتمعي

1- فحص مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الزواج المبكر وأهمية التعليم:

يلعب الوعي المجتمعي دورًا حاسمًا في تشكيل انطباعات الأفراد والأسر عن الزواج المبكر، وفي العديد من المجتمعات، بما في ذلك محافظة لحج، لا يزال الزواج المبكر يُعَدُّ سلوكًا طبيعيًا ومقبولًا، وتعود هذه الممارسة في كثير من الأحيان إلى التقاليد الثقافية، حيث يُنظَر إلى الزواج المبكر بوصفه وسيلة لحماية الفتاة، وضمان استقرارها الاجتماعي، ومع ذلك، تفتقر كثير من الأسر إلى المعلومات الكافية حول المخاطر الاجتماعية والصحية والنفسية التي قد تتعرض لها الفتيات بسبب الزواج المبكر، وهؤلاء الفتيات غالبًا ما يواجهن عواقب، مثل:

  • المخاطر الصحية: وتشمل مضاعفات الحمل المبكر والولادة، مثل زيادة احتمالية حدوث نزيف، ومشاكل في النمو، والإصابة بأمراض مزمنة.
  • المخاطر النفسية: تتعرض الفتيات لضغوط نفسية شديدة تؤدي إلى الاكتئاب والقلق. وغالبًا ما يُحرمن من فرصة التعليم، ممّا يعيق تطورهن الشخصي والمهني.
  • التبعات الاقتصادية: يفاقم الزواج المبكر من دائرة الفقر، حيث تترتب على الفتيات المتزوجات في سن مبكرة مسؤوليات منزلية تضعف فرص العمل، والدخل المستدام.

2- دراسة مدى توافر المعلومات والموارد للأسر والفتيات:

  • الموارد التعليمية: في العديد من المناطق، قد تكون المدارس غير متاحة أو لا توفر بيئة داعمة للفتيات، لذا يجب أن تشمل المبادرات التعليمية برامج توعية مجتمعية للحديث عن المخاطر المرتبطة بالزواج المبكر وأهمية التعليم، ويمكن أن تشمل هذه الأنشطة: ورش العمل، والندوات، وتوزيع مواد توعوية.
  • الموارد الصحية: يُعَدُّ توافر خدمات الصحة الإنجابية والتوعية الصحية أمرًا ضروريًا، إذ يفتقر كثير من الفتيات والأمهات إلى المعلومات حول الرعاية الصحية المناسبة والموارد التي يمكن أن تحسن من جودة حياتهن.
  • الدعم القانوني: تحتاج الأسر، في بعض الحالات، إلى معرفة حقوقها القانونية، وكيف يمكن للفتاة أن تتخذ القرار الصحيح بشأن زواجها، لذا ينبغي أن تشمل الموارد القانونية استشارات متاحة، ولاسيما في المجتمعات التي قد تتعرض فيها الفتيات للضغط الاجتماعي.

سابعًا: البرامج والمبادرات

1- تقييم البرامج والمبادرات الحالية التي تستهدف مكافحة الزواج المبكر وتعزيز التعليم للفتيات

أ) أنواع البرامج:

  • البرامج التعليمية: تهدف هذه المبادرات إلى توفير فرص تعليمية للفتيات، وتعزيز الوعي حول أهمية التعليم، وتتضمن هذه البرامج مساعدات مالية لتسهيل وصول الفتيات إلى المدارس، وتقديم منح دراسية، وتوفير الأجهزة الحاسوبية والكتب المدرسية.
  • البرامج الصحية: تعمل هذه البرامج على تحسين الوعي الصحي بين الفتيات وأسرهن حول المخاطر الصحية المرتبطة بالزواج المبكر والحمل في سن مبكرة، وتشمل هذه البرامج تقديم ورش عمل حول الصحة الإنجابية، وخدمات الرعاية الصحية.
  • البرامج القانونية: تعرض العديد من المبادرات دعمًا قانونيًا للأسر وللفتيات للتوعية بحقوقهن، وتوفير المشورة القانونية حول كيفية مواجهة الضغوط المجتمعية للزواج المبكر.
  • التوعية المجتمعية: لهذه البرامج أهمية خاصة، حيث تُعقَد حملات توعية تستهدف المجتمع ككل لزيادة الوعي بمخاطر الزواج المبكر وأهمية تعليم الفتيات([15]).دراسة فعّالية هذه البرامج وتأثيرها في المجتمع

أ) المؤشرات الرئيسة للقياس:

  • عدد الفتيات المستفيدات: يجب جمع البيانات حول عدد الفتيات اللواتي انخرطن في البرامج التعليمية والصحية، وتساعد هذه البيانات في تقدير نجاح البرامج وقدرتها على الوصول إلى الفئات المستهدفة.
  • معدلات زواج الفتيات: قياس معدلات الزواج المبكر قبل تنفيذ البرامج وبعدها يمكن أن يساعد في فهم تأثيرها، فإذا انخفضت المعدلات، يشير ذلك إلى فعّالية البرامج في تغيير السلوكيات والاتجاهات المجتمعية.
  • تحسين مستوى التعليم: تقييم تحصيل الفتيات في التعليم، مثل الزيادة في معدلات النجاح أو الحد من التسرُّب المدرسي، يمكن أن يكون مؤشرًا على نجاح البرامج.
  • التغييرات في المواقف الاجتماعية: تُعَدُّ معدلات قبول التعليم بين الأسر والمجتمعات من مؤشرات الفعالية، حيث يجب ملاحظة تغييرات في المواقف تجاه تعليم الفتيات والزواج المبكر بمرور الوقت([16]).

التوصيات

تهدف التوصيات إلى معالجة الأسباب الجذرية للزواج المبكر، وتمكين الفتيات من خلال:

  1. تزويد الفتيات بالمعلومات والمهارات وشبكات الدعم، ويشمل ذلك المهارات الحياتية، وإدارة الذات، والتواصل، والتفاوض، والتفكير النقدي.
  2. تقديم الدعم الاقتصادي والحوافز للفتيات وأسرهن، إذ إن التحويلات النقدية والمساعدات المالية يمكن أن تجعل التعليم أكثر يسرًا.
  3. تثقيف الآباء وأفراد المجتمع وحشدهم لتغيير الأعراف الاجتماعية ومعالجة الأسباب الجذرية للزواج المبكر، مثل الفقر وعدم المساواة بين الجنسين، وكذلك حشد الشباب والقادة السياسيين وأفراد المجتمع المؤثرين؛ لتعزيز حقوق الفتيات.
  4. تعزيز وصول الفتيات إلى تعليم عالي الجودة، ويتضمن ذلك إنشاء أنظمة تعليم مستجيبة للنوع الاجتماعي، وضمان مرافق آمنة، ومناهج دراسية ذات صلة، ومعالجة الحواجز المالية.
  5. دمج التثقيف الجنسي الشامل في المناهج الدراسية؛ لتحويل الأعراف الجنسانية، وتمكين الفتيات من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أجسادهن وحياتهن.
  6. معالجة الأعراف الجنسانية التمييزية والممارسات الضارة التي تحرم الفتيات من الحصول على التعليم من خلال إزالة الصور النمطية الجنسانية من المواد التعليمية، وتركيز تدريب المعلمين على أساليب التدريس المستجيبة للنوع الاجتماعي.

النتائج:

1- نتائج حول مدى انتشار الظاهرة حيث يسجِّل اليمن عمومًا معدلًا مرتفعًا للزواج المبكر؛ حوالي 30% من الفتيات يتزوجن قبل سن 18.

2- تشير التقارير الميدانية في محافظة لحج إلى أنّ الزواج المبكر يُعَدُّ من أهم أسباب خروج الفتيات من المدارس ولاسيما في المناطق الريفية.

3- غالبية الفتيات اللاتي يتركن المدرسة في لحج يكنّ في الصفوف من السادس إلى التاسع، وهو العمر الأكثر ارتباطًا بحدوث الزواج المبكر.

4- نتائج حول أسباب الزواج المبكر في لحج، يُعَدُّ الفقر السبب الأول الذي يدفع الأسر لتزويج بناتها مبكرًا.

5- الأعراف الاجتماعية التي تُعَدُّ “الزواج سترًا للبنت” تُسهم بقوة في استمرار الظاهرة.

6- تردي الوضع التعليمي (نقص المدرّسات، بُعْد المدارس، ضعف البنية التحتية) يجعل بعض الأسر ترى الزواج خيارًا أسهل.

7- الخوف من انعدام الأمن، والتحرش في أثناء الذهاب للمدرسة في بعض المناطق، يدفع الأسر لسحب الفتيات من التعليم.

8- نتائج حول أثر الزواج المبكر على خروج الفتيات من المدارس، حيث يؤدي مباشرة إلى توقف الفتاة عن الدراسة في أغلب الحالات، ولاسيما بعد انتقالها إلى بيت الزوج.

9- الفتيات المتزوجات مبكرًا أقل قدرة على العودة للتعليم حتى ضمن برامج التعليم البديل.

10- الحمل المبكر يجعل الفتاة غير قادرة على مواصلة التعليم، ويزيد من نسب التسرُّب النهائي.

11- نتائج حول الآثار الاجتماعية والتعليمية للظاهرة، فخروج الفتيات من المدارس يؤدي إلى ضعف مهاراتهن الاقتصادية، وزيادة اعتمادهن على الأسرة والزوج.

12- يسهم الزواج المبكر في استمرار دائرة الفقر بين الأسر، خاصة عندما لا تمتلك الفتاة أي تعليم أو مهارة.

13- الأسر التي تزوّج بناتها مبكرًا تعاني لاحقًا من ارتفاع المشاكل الأسرية، بسبب عدم نضج الفتيات نفسيًا واجتماعيًا.

14- انخفاض تعليم الفتاة يؤدي إلى خفض مستوى تعليم أطفالها مستقبلًا وفقًا للدراسات التربوية.

15- نتائج حول سلوك المجتمع تجاه تعليم البنات، فالتفاوت كبير بين المجتمع في الحوطة والمناطق الريفية؛ حيث ترتفع نسبة استمرار البنات في التعليم في الحوطة مقارنة بالمديريات الريفية.

16- بعض الأسر أصبحت أكثر قبولًا لفكرة استمرار الفتاة في التعليم نتيجة وعي ديني واجتماعي أفضل، لكن بنسبة محدودة.

17- نسبة صغيرة من الأسر تسمح بإكمال التعليم إذا كان قريبًا من المنزل، ممَّا يؤكد تأثير بُعد المدرسة على التسرُّب.

18- نتائج ذات صلة بالوضع الاقتصادي والاجتماعي، فالأسر ذات الدخل المنخفض هي الأكثر ميلًا لتزويج بناتها مبكرًا.

19- الفتيات المنقطعات عن الدراسة بسبب الزواج المبكر يواجهن صعوبة في الانخراط في سوق العمل لاحقًا.

20- يسهم انعدام فرص التدريب والتمكين للفتيات في لحج في تعزيز خروجهن المبكر من المدارس.

الخاتمة

يتضح من خلال هذه الدراسة أنَّ الزواج المبكر يُعَدُّ من أبرز التحديات الاجتماعية التي تواجه الفتيات في محافظة لحج، لما يخلّفه من آثار مباشرة على مسارهنّ التعليمي واستقرارهنّ الأسري والمستقبلي، وقد بيّنت النتائج أن خروج الفتيات من المدارس يرتبط بدرجة كبيرة بتزويجهن في سن مبكرة، وهو ما يحرمهن من حق أساسي كفله الدين والقانون والمجتمع، ويحدُّ من قدرتهن على اكتساب المعرفة والمهارات التي تمكّنهن من المشاركة الفاعلة في التنمية.

وقد كشفت الدراسة أن الفقر، وضعف الوعي المجتمعي، والأعراف الاجتماعية، فضلًا عن تدهور البيئة التعليمية، تُشكّل عوامل دافعة نحو تزويج القاصرات، وتُسهم في استمرار ظاهرة التسرُّب المدرسي بين الفتيات، كما أظهرت النتائج أن لهذا الواقع آثارًا سلبية ممتدة، ليس على الفتاة وحدها، بل على الأسرة والمجتمع، من خلال استمرار دائرة الفقر وتراجع مستوى تمكين المرأة وإسهامها الاقتصادي والاجتماعي.

إن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف: مؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، والأسرة، والقيادات المحلية والدينية، من أجل نشر الوعي بأهمية تعليم الفتاة، وتطبيق برامج حماية الأسَر الفقيرة ودعمها، وتعزيز البيئة الآمنة والجاذبة في المدارس، كما تستدعي الحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات الميدانية على مستوى مديريات لحج لفهم أعمق للعوامل المحلية المؤثرة، واقتراح حلول أكثر دقة.

وبذلك، يؤكد هذا البحث أن الاستثمار في تعليم الفتيات والحد من الزواج المبكر ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو مدخل أساسي لبناء مجتمع أكثر استقرارًا وعدلًا وتقدمًا، يُسهم فيه الجميع بقدراتهم دون إقصاء أو حرمان.

المراجع

1ـ انتقالي لحج يعلن الحرب على ظاهرة زواج القاصرات – أخبار اليمن الآن.

2ـ انتقالي لحج يعلن الحرب على ظاهرة زواج القاصرات.. محليات – صحافة 24 نت.

3- تسرُّب فتيات اليمن من التعليم: الأسباب والتداعيات – سوث24

4- حرمان الفتيات من التعليم – صوت الأمل.

5- (دراسة سوسيولوجية لآراء عينة من الشباب) زواج القاصرات في المجتمع اليمنEJUA –

6- زواج القصر – ويكيبيديا.

7- الزواج المبكر بين العادات الاجتماعية والتحديات التنمويةRakeezeh Al –

8- الزواج المبكر دراسة في المفهوم والأسباب والآثار – المركز الوطني للمعلومات.

9- الزواج المبكر ظاهرة ذات تأثيرات سلبية باليمن YouTube –

10- الزواج المبكر في لحج ينعكس في تراجع تعليم الفتيات YouTube

11- الزواج المبكر في اليمن وآثاره على صحة الأسرة والمجتمع – المؤتمر.

12- صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA: (يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان معلومات حول التدخلات التي تهدف إلى إنهاء زواج…

13- ظاهرة زواج الأجانب في لحج: مخاطر اجتماعية وقانونية تهدد الأسر – وكالة أنباء حضرموت.

14- ما الأسباب وراء مضاعفة تسرُّب الفتيات من التعليم في اليمن؟YouTube –

15- المجتمع والحرب يضاعفان تسّرب الفتيات من التعليم في اليمن – العربي الجديد

16- اليمن.. %30 من الفتيات يتسربن من التعليم بسبب الزواج المبكر – العربية.

17- اليونيسف UNICEF:(تُدرج التقارير الخاصة باليونيسف العديد من البرامج التي طورها لدعم الفتيات في اليمن، وتؤكد على تأثير هذه البرامج على الحد من الزواج المبكر. التقرير يوضح كيف تمكنت اليونيسف من الوصول إلى 70,000 شخص من خلال الحملات التوعوية.

18-    . Current time information in   وادي العين YE


[1] – الزواج المبكر في لحج ينعكس في تراجع تعليم الفتيات – YouTube

[2] – ينظر: تسرب فتيات اليمن من التعليم: الأسباب والتداعيات – سوث24. والزواج المبكر في اليمن وآثاره على صحة الأسرة والمجتمع – المؤتمر.

3- الزواج المبكر في اليمن وآثاره على صحة الأسرة والمجتمع – المؤتمر

6- المجتمع والحرب يضاعفان تسرّب الفتيات من التعليم في اليمن – العربي الجديد.

 

 

7- دراسة سوسيولوجية آلراء عينة من الشباب( زواج القاصرات في المجتمع اليمن – EJUA

8- ما الأسباب وراء مضاعفة تسرب الفتيات من التعليم في اليمن؟ – YouTube

9- حرمان الفتيات من التعليم – صوت الأمل

 

 

[9] – زواج القصر – ويكيبيديا، وينظر: ﻟﺰواج اﻟﻤﺒﻜﺮ دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﮭﻮم واﻷﺳﺒﺎب واﻵﺛﺎر – المركز الوطني للمعلومات.

[10]– الزواج المبكر في لحج ينعكس في تراجع تعليم الفتيات – YouTube. وينظر: الزواج المبكر ظاهرة ذات تأثيرات سلبية باليمن – YouTube.

[11]– انتقالي لحج يعلن الحرب على ظاهرة زواج القاصرات ـ محليات – صحافة 24 نت

[12] – ظاهرة زواج الأجانب في لحج: مخاطر اجتماعية وقانونية تهدد الأسر – وكالة أنباء حضرموت

[13]– انتقالي لحج يعلن الحرب على ظاهرة زواج القاصرات – أخبار اليمن الان

[14] – الزواج المبكر بين العادات الاجتماعية والتحديات التنموية – Al Rakeezeh

[15]          UNICEF (اليونيسف): تُدرج التقارير الخاصة باليونيسف العديد من البرامج التي طورها لدعم الفتيات في اليمن، وتؤكد على تأثير هذه البرامج على الحد من الزواج المبكر. التقرير يوضح كيف تمكنت اليونيسف من الوصول إلى 70,000 شخص من خلال الحملات التوعوية.

[16]          UNFPA (صندوق الأمم المتحدة للسكان): يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان معلومات حول التدخلات التي تهدف إلى إنهاء زواج الأطفال. كما يتناول التقارير برامج محو الأمية التي تركز على الفتيات المتزوجات، ومدى فعاليتها في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي

هناء صالح البان

باحثة وأكاديمية يمنية مقيمة في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، متخصصة في اللغويات التطبيقية، وتركّز اهتماماتها البحثية على قضايا اللغة، والتعليم، والتداخل بين اللغة والثقافة، وتحليل الخطاب في السياقين التعليمي والإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى